oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الـعـالـم يـواجـه جـائـحـة كـورونـا !

14 مارس 2020
14 مارس 2020

المشهد العالمي اليوم ربما لم يتكرر منذ قرون طويلة، أن نرى هذا الحصار الكبير وإغلاق الحدود ووقف تأشيرات الدخول، إلى خلو الشوارع والمطارات من المسافرين وغيرها من الإجراءات التي لا حصر لها.

لقد صنفت منظمة الصحة العالمية منذ يوم الخميس الماضي، كورونا 2019 أو كوفيد 19 بوصفه جائحة أو وباء عالميا، الأمر الذي يعني اتخاذ كافة التدابير الوقائية التي تحول دون توسع دائرة انتشار المرض.

ولابد من الاستفادة من تجربة الصين التي كانت بداية الفيروس عندها، وقد استطاعت عبر إجراءات قوية ومشددة أن تقلل من توسع الوباء وهي الآن في مرحلة خفض كبير جدا قياسا للأسابيع السابقة.

في الوقت نفسه تبدو أوروبا الآن أكثر المتضررين ما جعلها تحت دائرة الهلع الأكبر والاحتراز المشدد، وهذا الشيء أدى لوقف رحلات الطيران مع القارة الأوروبية من قبل الولايات المتحدة والعديد من دول العالم.

ثمة جدل مستمر حول هذا المرض من حيث الأعراض وكيفية الإصابة وغيرها من الأسئلة المتعلقة بالعلاج واللقاحات التي لم يتم التوصل إليها بعد، في حين يبقى المهم في كل ذلك هو كيفية الوقاية الذاتية عبر اتباع الإجراءات السليمة.

وقد ركزت اللجنة العليا في السلطنة التي أنشئت وفق الأوامر السامية على العديد من الإجراءات التي تعمل على الحد من الانتشار وكبح الوباء، تم الإعلان عنها يوم الخميس، من أبرزها وقف التأشيرات لجميع الدول ووقف السفن السياحية وتعطيل الأنشطة الرياضية ابتداء من اليوم، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تتعلق بالمسائل الصحية والتجمعات كارتياد دور العبادة والسينما، وألحق بها أمس قرار تعطيل الدراسة في المؤسسات التعليمية، بما يضمن سلامة الأجيال الصاعدة من أبنائنا.

لكن تبقى السلامة الشخصية والعناية الفردية من قبل كل فرد من المجتمع هي العنصر الأساسي المطلوب في الوقاية وتفادي الإصابة بالفيروس، وهو ما يجب التركيز عليه من قبل أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين، بحيث يتعاون الجميع على الحد من انتشار هذه الجائحة العالمية.

وقد أكد معالي وزير الصحة بأن ما يجب العمل عليه الآن هو تقليل وطأة الفيروس، حيث إن إيقاف المرض - مع الأسف - يمر بأكثر من مرحلة ولا يمكن لأي دولة إيقافه والتقليل من خطورته لكن الحد من كثرة الانتشار هو ما نطمح له، على حد تعبيره.

إذن يجب التركيز على التعليمات بحرفية تامة والحرص على تنفيذها من قبل كل الجهات المعنية، كما في المسائل، سواء العامة أو الشخصية، بحيث يشكل المجتمع كله حائط الصدّ الأول ضد هذا المرض ومنع انتشاره في السلطنة.

إننا في مثل هذه الظروف مطالبون بالتكاتف والعمل التشاركي كذلك الحفاظ على الإرشادات الصحية بدقة، وإعادة التفكير في بعض العادات والتقاليد التي درجنا عليها إذا كان ذلك ضروريًا للوقاية وحماية الناس من الإصابة بهذا الفيروس.

أخيرا فإن الاهتمام والإلمام بالإرشادات والتعليمات ضرورة لابد منها، إذ لا تجدي اللامبالاة أو التعامل العشوائي مع مثل هذه الظروف.