f9a8401ce4a336e9d48f7317a50338bdd55b14df
f9a8401ce4a336e9d48f7317a50338bdd55b14df
غير مصنف

سياح عالقون على الحدود البرية الوحيدة بين إفريقيا وأوروبا بسبب كورونا

14 مارس 2020
14 مارس 2020

(المغرب) 14 مارس (أ ف ب) / أربك إغلاق الحدود البرية بين المغرب واسبانيا عبر جيبي سبتة ومليلية، تفادياً لانتشار فيروس كورونا حركة سياح أجانب صاروا عالقين هنا مثل السائح الإيطالي دافيد الذي يجد نفسه "ضائعا" كما يقول.

وقرر المغرب كذلك بين ليل الخميس وصباح الجمعة تعليق جميع الرحلات الجوية والبحرية للمسافرين من وإلى فرنسا واسبانيا والجزائر وألمانيا وهولندا وبلجيكا والبرتغال حتى إشعار آخر، في إطار الإجراءات الرامية لاحتواء فيروس كورونا، ويشمل هذا القرار الحدود البرية الوحيدة بين إفريقيا وأوروبا عبر جيبي سبتة ومليلية الاسبانيين شمال المغرب، والتي أغلقت ابتداء من السادسة في يوم الجمعة بحسب ما أوضحت السلطات المحلية في المدينتين.

وقالت صابرينا البالغة من العمر 30 عاماً وجاءت من باريس لقضاء بضعة أيام في مراكش مع والدتها "لقد نام عدد كبير من الناس في المطار، سفارة فرنسا تحيلنا إلى شركات الطيران التي تحيلنا بدورها إلى السفارة".

أما إيليز البالغة من العمر 35 عاماً والتي وصلت صباح الجمعة إلى الرباط من فرنسا، فقالت إنها سعت لشراء تذكرة عودة مباشرة بعد وصولها، وقالت "أردت شراء تذكرة للعودة الثلاثاء إلى بلجيكا، لكني عالقة هنا".

وبالمثل يجد دافيد (33 عاما) الذي وصل مطلع مارس إلى المغرب برفقة صديقته حيث كانا ينويان التجوال في المملكة على متن دراجة نارية، نفسه عالقا بسبب تداعيات فيروس كورونا التي أربكت حياة الملايين عبر العالم.

- من سيدفع؟

ولم يعد أمام السائح الإيطالي من خيار سوى الانتظار في موقف سيارات بمحطة وقود على بعد كيلومتر واحد من المعبر الحدودي لسبتة، على أمل العثور على حل، وتوجد في الموقف بعض سيارات التخييم التي تحمل لوحات تسجيل دول أوروبية مختلفة بانتظار حلحلة الوضع.

ويقول دافيد إنه لم يتمكن من العبور عندما فتحت حدود سبتة وكذا مليلية، استثناء بعد زوال الجمعة لتمكين السياح الاسبان حصريا من المغادرة، وعلى الجانب المقابل يمنع حاجز للشرطة الولوج إلى المعبر الحدودي، بينما يحيط المدينة سياج شائك عبر الغابات والحقول لمنع على الخصوص المهاجرين غير النظاميين، الذين يحاولون باستمرار اجتيازه نحو "الفردوس الأوروبي"، ويضيف دافيد "حاولت الانتقال إلى اسبانيا لأن المواصلات مع إيطاليا مقطوعة، لكنني لم أعد أملك حلا بعد إغلاق الحدود معها".

ويسود الهدوء المعبر الحدودي الذي يضج عادة بالمسافرين لا تخترقه سوى حركة السياح الاسبان العائدين إلى بلدهم، وسجلت معابر سبتة ومليلية العام الماضي مرور نحو 473 ألف مسافر، بحسب المرصد المغربي للسياحة وهي هيئة رسمية.

وفضلا عن السياح يعبر حدود المدينتين العديد من المغاربة يوميا قصد العمل، ووجد عدد منهم أنفسهم عالقين في الجانب الإسباني، وتجمع نحو 50 منهم في أجواء لم تخل من توتر الجمعة على أمل العودة إلى المغرب قبل أن يفرقهم الحرس المدني الاسباني، وتساءل أحدهم غاضبا "لا أفهم لماذا يمنعنا المغرب من العودة؟ علي المبيت في فندق إذا بقيت هنا، لكن من سيدفع ثمن الغرفة؟".

ـ"كم من الوقت نبقى هنا"ـ

ويأمل دافيد أن يتمكن هو الآخر من العبور في أقرب وقت ممكن، موضحا "اتصلت بسفارة إيطاليا في المغرب وأخبروني أنهم سيتواصلون مع السفارة الاسبانية... ما زلت أنتظر جوابا".

في انتظار ذلك يجاور دافيد سياح آخرون تجمعوا مثله في موقف السيارات بمحطة الوقود من بلدان أوروبية مختلفة، ومن هؤلاء الفرنسي رينيه (71 عاما) الذي حل بالمغرب منذ نوفمبر برفقة زوجته، ويجد نفسه هو الآخر عالقا منذ صباح الجمعة بعد إغلاق الحدود، ولا يخفي قلقه موضحا "يلزمنا أخذ أدوية وقد بدأت تنفذ لا أدري ما يمكننا عمله بعدها"، ويضيف "لا نعلم كم من الوقت سنبقى هنا، لا أحد يعطينا معلومات، والمشكلة الأكبر هو أننا لا نستطيع البقاء هنا سوى لأيام محددة لا أعرف كيف سيكون الأمر بعدها، وإن كان ما يزال أمامنا بعض الوقت".

والسياح الفرنسيون والاسبان هم في مقدمة السياح الذين يحلون بالمغرب، والبلدان اهم شريكين اقتصاديين للمملكة، ورغم أن الوباء لم يتفش بعد بشكل كبير في المملكة، إلا أن إلغاء حجوزات بدأ يلقي بظلاله على السياحة، بحسب وسائل إعلام مغربية، ويعد القطاع حيويا للاقتصاد المغربي مساهما بنحو 10 بالمئة من الناتج الداخلي الخام كما أنه مصدر مهم للعملة الصعبة.

وبلغ عدد المصابين بالفيروس حتى الجمعة في المغرب ثمانية أشخاص، بينهم سيدة توفيت ومريض واحد أعلن شفاؤه، وهم إما مغاربة قدموا من إيطاليا واسبانيا أو سياح فرنسيون، ويفضل رينيه البقاء قريبا من الحدود "لعلها تفتح في أية لحظة"، بعدما تعذر عليه التواصل مع سفارة بلاده بالرباط، وفي المقابل يبدو السائح الإيرلندي ديك أقل قلقا "سنعبر إذا فتحت الحدود غدا وإلا فلا بأس بنا هنا" كما يقول باسما.