1459163
1459163
الاقتصادية

الخام العماني يصعد قرب 35 دولارا للبرميل والأسعار العالمية ترتفع 2%

13 مارس 2020
13 مارس 2020

ساكس بنك: سوق النفط تتجه صوب فائض قياسي -

عواصم - وكالات: بلغ سعر نفط عُمان تسليم شهر مايو القادم أمس 79ر34) دولار أمريكي. وأفادت بورصة دبي للطاقة بأن سعر نفط عُمان شهد أمس ارتفاعًا بلغ دولارًا أمريكيًا واحدًا و(6) سنتات مقارنة بسعر امس الأول الذي بلغ 73ر33 دولار أمريكي.

يذكر أن معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر مارس الجاري بلغ 64 دولارًا أمريكيًا و89 سنتًا للبرميل منخفضًا بمقدار 60 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر فبراير الماضي.

وتتجه أسعار النفط لتسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي منذ الأزمة المالية في عام 2008، على الرغم من أنها ارتفعت اثنين بالمائة أمس، في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون تبدد الطلب بفعل وباء فيروس كورونا وزيادة في الإنتاج من جانب منتجين كبار.

وارتفع خام برنت 70 سنتا أو ما يعادل 2.1 بالمائة إلى 33.92 دولار للبرميل بعد أن نزل ما يزيد عن سبعة بالمائة امس الأول. وفي الأسبوع، يتجه برنت للانخفاض بنحو 25 بالمائة وهو أكبر تراجع أسبوعي منذ ديسمبر 2008، حين هبط نحو 26 بالمائة.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 80 سنتا أو 2.5 بالمائة إلى 32.30 دولار للبرميل بعد أن هبط ما يزيد عن دولار في الجلسة السابقة. ويمضي خام غرب تكساس صوب الانخفاض بما يزيد عن 25 بالمائة منذ بداية الأسبوع، وهو أيضا أكبر تراجع منذ ذروة الأزمة المالية.

وبينما يؤثر الحظر على السفر وإلغاء مناسبات واضطرابات اقتصادية أخرى على طلب الخام، يخطط منتجون كبار للنفط لإضافة المزيد من البراميل إلى سوق متخمة بالإمدادات.

ويتسبب فيض من النفط الرخيص الثمن من السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، والإمارات في تصاعد الضغط على الأسعار بعد انهيار اتفاق لدعم الأسعار مع روسيا الأسبوع الماضي.

وقال جولدمان ساكس: إن «الزيادة في الإنتاج منخفض التكلفة أكبر بكثير من المتوقع فيما يبدو أن انهيار الطلب بسبب فيروس كورونا واسع على نحو متزايد»، ويتوقع البنك حاليا ما يقول إنه سيكون فائضا قياسيا مرتفعا من النفط بمقدار ستة ملايين برميل يوميا بحلول أبريل.

ولا يبدو أن روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، ترغب في العودة إلى اتفاقها مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

واجتمعت شركات إنتاج النفط المحلية مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك امس الأول لكنها لم تبحث العودة إلى الاتفاق، فيما قال رئيس جازبروم نفت: إن الشركة تخطط لزيادة الإنتاج في أبريل .

وقال خبير الطاقة الأمريكي دانيال يرجين: إن تخفيف الضغط على أسواق النفط الهابطة قد يستغرق وقتا طويلا في وقت يتسبب فيه فيروس كورونا في إلغاء فعاليات عامة وإغلاق المدارس بينما يُغرق منتجو النفط الأسواق بالخام.

وقال يرجين وهو أيضا نائب رئيس مجلس إدارة آي.إتش.إس ماركت للصحفيين في مقر وزارة الطاقة الأمريكية: «إنها مشكلة حرب أسعار نفط في خضم سوق مضغوطة بينما تطبق (علينا) الجدران». وبينما يتراجع الطلب العالمي على النفط بالفعل بسبب انتشار فيروس كورونا، تشن السعودية وروسيا حربا من أجل الحفاظ على الحصص السوقية، وتغرقان الأسواق العالمية بالخام. ويدرس مسؤولون في إدارة ترامب عدة سبل لدعم منتجي الطاقة بما في ذلك شراء النفط بالأسعار المنخفضة الحالية لتخزينه ضمن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، المُحتفظ به في مستودعات تمتد على سواحل تكساس ولويزيانا.

لكن يرجين، الذي يسدي المشورة أحيانا لمسؤولين أمريكيين في مسائل الطاقة، يبدى شكوكا. وقال: «لا أرى كيف يمكن استخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي... مع كمية النفط القادمة إلى السوق سيؤدي هذا فعليا إلى تضخم المخزونات، سيستغرق الأمر وقتا طويلا لخفضها».

كما هون من المساعي الرامية للتدليل على أن السعودية وروسيا تغرقان الأسواق العالمية بالنفط. وكان هارولد هام رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لكونتيننتال ريسورسيز قال: إن البلدين ينفذان «هجوما مباشرا» على شركات النفط الأمريكية عبر زيادة المعروض النفطي وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية. وهام، المؤيد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو رئيس مجلس إدارة تحالف منتجي الطاقة المحليين الذي التمس من وزارة التجارة إقامة دعوى إغراق. وقال يرجين: إنه سيكون من الصعب إثبات أن أي أحد يطرح النفط بأقل من قيمته السوقية، وعلى أي حال فإن إصلاح الأمر لن يكون بين عشية وضحاها. وقال يرجين إنه لا يتوقع انفراجة سريعة. وأضاف: «في العادة سيحل الطلب المشكلة بطريقة ما، بسبب أنه سيكون لديك أسعار أقل تعمل كخفض ضريبي وستكون محفزا... لكن ليس في هذه الحالة بسبب جمود النشاط الاقتصادي».

وقال: «أسعار البنزين المنخفضة... لا تفعل الكثير حين تكون المدارس مغلقة، والناس يلغون جميع رحلاتهم، ويعملون من المنزل».

وتوقع تسارع وتيرة اندماج شركات الطاقة. وقال: «الاندماج سيكون أحد السبل لكي يخفض الناس التكاليف».

وقال جولدمان ساكس: إن سوق النفط قد تشهد فائضا قياسيا بنحو ستة ملايين برميل يوميا بحلول أبريل، مع الأخذ في الحسبان الارتفاع الأكبر من المتوقع في الإنتاج منخفض التكلفة، بينما يتسم انخفاض الطلب الناجم عن تفشي فيروس كورونا بأنه «واسع على نحو متزايد».

ويتجه خام برنت صوب تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ 2008 إذ تراجعت أسعار النفط هذا الأسبوع بعد أن خفضت السعودية أسعار بيعها في ظل حرب أسعار مع روسيا وتعهدت بضخ مزيد من الإمدادات في السوق التي تعاني بالفعل من انخفاض الطلب بسبب الفيروس.

وقال بنك جولدمان ساكس في مذكرة بتاريخ 12 مارس: «رد فعل المنتجين مرتفعي التكلفة عند توقعنا لأن يسجل خام برنت في الربع الثاني من 2020 سعر 30 دولارا للبرميل لن يكون كافيا بشكل سريع لتبديد أثر الزيادة الكبيرة القياسية في المخزون التي ستحدث في الأشهر المقبلة».

وأضاف محللو البنك أن حدوث قفزة في المخزونات ربما يجبر أيضا بعض المنتجين مرتفعي التكلفة على وقف الإنتاج، إذ أن الأوضاع اللوجيستية للتخزين ربما تتعرض لضغوط.

وبينما جرى إلغاء جميع القيود على الإنتاج بسبب انهيار اتفاق أوبك+، مما حفز الرياض والإمارات على القول إنهما ستعززان الإنتاج إلى مستويات قياسية، تعهد المنتجان الكبيران أيضا بزيادة الطاقة الإنتاجية، مما يشير إلى استراتيجية أطول أجلا لانتزاع حصة سوقية من الشركات الأمريكية ومنتجين آخرين.

وقدر البنك خسائر الطلب بسبب تفشي فيروس كورونا السريع الانتشار عند نحو 4.5 مليون برميل يوميا، بيد أنه أشار إلى بعض المؤشرات على تحسن الطلب الصيني على النفط. وقال: إن تراكم مخزونات النفط على مدى الأشهر الستة القادمة قد يكون مشابها للزيادة التي وقعت على مدى 18 شهرا في الفترة بين عامي 2014 و2016.

وأضاف البنك أنه على الجانب الآخر، فإن نمو الطلب العالمي سيشهد انخفاضا بنحو 310 ألف برميل يوميا في 2021 وسيفوق بفارق كبير أثر أي رد فعل سريع على مستوى الإمدادات من جانب المنتجين مرتفعي التكلفة، على الأخص مع توقعات حاليا بانخفاض إنتاج النفط الصخري بمقدار 900 ألف برميل يوميا في الربع الأول من 2021. وقال: «وأخيرا، فإن أي تصاعد جديد محتمل في التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط لن يمنع الضغط الهبوطي الناجم عن تراكم سريع للمخزونات ما لم يؤد إلى توقف كبير تاريخي» للإمدادات.