1458979
1458979
العرب والعالم

الحكومة اليمنية تعلّق عملها في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة وتقيّم جدوى اتفاق ستوكهولم

12 مارس 2020
12 مارس 2020

«التحالف» يمنع قادة «الانتقالي» من العودة إلى عدن -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد -

أعلنت الحكومة اليمنية تعليق عمل فريقها في لجنة تنسيق إعادة الانتشار الأممية في محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن)، محمّلة جماعة «أنصار الله» كامل المسؤولية.

وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أصدرته الليلة قبل الماضية، أن تعليق عمل الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، «يأتي نتيجة لاستمرار التصعيد من قبل جماعة أنصار الله وسوء استغلالها لاتفاق الحديدة والهدنة الناتجة عنه للحشد والتصعيد لحربهم العبثية، وتعنّتها في تنفيذ مقتضيات اتفاق الحديدة لأكثر من عام، وتقييد حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) بشكل غير مقبول وتقويض عمل رئيس وأعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار وعمل نقاط الرقابة الثلاثية». وأشار البيان إلى «استمرار أنصار الله المدعومة من الخارج في رفضها السماح لفريق الأمم المتحدة الفني بالدخول وتقييم وصيانة خزّان صافر العائم على سواحل الحديدة، لتلافي وقوع كارثة بيئية خطيرة في البحر الأحمر لا يحمد عقباها، على الرغم من تكرار الدعوة لذلك من قبل الحكومة الشرعية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي».

ولفت البيان إلى «استمرار أنصار الله في الانتهاكات والخروقات بمحافظة الحديدة، وآخرها استهداف أحد ضباط الرقابة التابعين للحكومة العقيد محمد الصليحي أثناء أدائه لعمله أمس الأوّل في إحدى نقاط الرقابة في الحديدة».

من جانبه قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي إن تعليق عمل الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، «يعد خطوة في إطار إعادة تقييم الحكومة للجدوى الحقيقية من اتفاق ستوكهولم، في ظل استمرار خروقات وانتهاكات أنصار الله للاتفاق»، محمّلاً إياها كامل المسؤولية عن «تبعات استمرار انتهاكاتهم».

وأوضح خلال لقائه أمس مع السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، أن تعليق عمل الفريق الحكومي «يأتي نتيجة لاستمرار التصعيد من قبل أنصار الله وسوء استغلالها لاتفاق الحديدة والهدنة الناتجة عنه للحشد والتصعيد لحربهم العبثية»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).

وأشار الحضرمي إلى أن الحكومة «صبرت كثيراً تجاه تعنّت أنصار الله في تنفيذ اتفاق الحديدة لأكثر من عام، لكنها لا يمكن أن تتهاون عندما يتعلّق الأمر باستهداف مباشر ومتعمّد لضباط نقاط الرقابة في الفريق الحكومي».

وأكد أن «تهديد حياة الضباط الذين يقومون بأداء واجباتهم ومسؤولياتهم وفقاً لاتفاق الحديدة، يعد انتهاكاً صارخاً لعمل لجنة تنسيق إعادة الانتشار وللقرارات الأممية ذات الصلة». وأدان الحضرمي «هذه الانتهاكات»، داعياً الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الحفاظ على حياة ممثّلي الحكومة المشاركين ضمن تنفيذ اتفاق الحديدة. ولفت وزير الخارجية إلى «استمرار رفض جماعة «أنصارالله»السماح لفريق الأمم المتحدة الفني بالوصول إلى خزّان صافر على الرغم من تكرار الدعوة لذلك من قبل الحكومة الشرعية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي». لافتاً إلى أن ذلك يتطلّب «إدانة وإجراءات حازمة من قبل مجلس الأمن ضد أنصار الله وقياداتها تفادياً لحدوث كارثة بيئية خطيرة في البحر الأحمر لا يحمد عقباها».

من جانبه جدّد السفير الأمريكي موقف بلاده الداعم للحكومة الشرعية ووحدة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، مشيراً إلى دعم جهود المبعوث الأممي في اليمن.

وفي سياق منفصل جدّدت الحكومة اليمنية «التزامها وحرصها الكامل على تنفيذ اتفاق الرياض، باعتباره يؤسّس لمرحلة جديدة من استكمال الانتصار في معركة اليمن الوجودية والمصيرية ضد المشروع الخارجي في اليمن، وتحقيق الأمن والاستقرار وتطبيع الأوضاع وتعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب».

ورحّب مصدر حكومي مسؤول أمس بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية، والذي جدّد السعي لتنفيذ «اتفاق الرياض» وتحقيق غاياته وأهدافه، مؤكداً أن الحكومة وبتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي تتعاطى بجدية والتزام في تنفيذ ما يخصّها من استحقاقات الاتفاق، انطلاقاً من المصلحة العليا للوطن والمواطنين.

وثمّن المصدر، دعوة المملكة إلى العمل معها على تنفيذ الاتفاق والعمل سوياً لحل الخلافات والتحديات بعيداً عن المهاترات الإعلامية التي لا تخدم المصلحة الوطنية، مشيراً إلى أهمية العمل معاً لتوحيد كافة القوى والجهود والحفاظ على الدولة وسلامة وأمن المواطن. في غضون ذلك أكد المتحدّث الرسمي لـ «المجلس الانتقالي الجنوبي» نزار هيثم في بيان أمس أن المجلس «فوجئ بإقدام جهات الاختصاص في مطار الملكة علياء الدولي بالمملكة الأردنية الهاشمية، على إبلاغهم بأن قيادة التحالف العربي رفضت منح الطائرة التي تقل وفد المجلس إلى العاصمة المؤقتة عدن تصريحاً»، مؤكداً أن «هناك تعميماً من قبل التحالف العربي يتضمّن قائمة بأسماء قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ومدير أمن عدن لمنعهم من السفر إلى عدن».

وقال إن الوفد كان يضم رئيس وأعضاء وحدة شؤون المفاوضات وفريق «المجلس الانتقالي الجنوبي» في اللجنة المشتركة لتنفيذ «اتفاق الرياض» الدكتور ناصر الخبّجي، وعبد الرحمن شيخ، وأنيس الشرفي، وكذلك مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع والناشط الإعلامي رئيس تحرير صحيفة «عدن24» مختار اليافعي، موضّحاً أنهم كانوا «عائدين إلى أرض الوطن لممارسة مهامهم». وطلب هيثم من قيادة التحالف «توضيحات حول ما حدث، وتحت أي مبرّر يتم المنع من العودة إلى أرض الوطن، وإدراك ما سيترتّب على ذلك المنع من انعكاسات داخلية على جميع الأصعدة بما في ذلك جهود إحلال السلام».

وأكد أن رئاسة المجلس الانتقالي ولجانه «التزمت في اتخاذ منهج التعاون البنّاء تجاه تنفيذ اتفاق الرياض، بالرغم من تقاعس الطرف الآخر في تنفيذ التزاماته متجاوزاً كافة الفترات الزمنية المحدّدة للمحاور». واختتم البيان بالقول «في ظل الانعقاد الدائم لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي نأمل من جماهير شعبنا الجنوبي وقواتنا الجنوبية، ضبط النفس لحين قيام قيادة المجلس باستيفاء الخطوات التوضيحية مع قيادة التحالف العربي».