oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التعامل مع تطورات فيروس كورونا

11 مارس 2020
11 مارس 2020

تشكل صحة الإنسان مقدمة التأسيس لبناء الحضارة الإنسانية على هذا الكوكب، ولا يمكن لأي بلد أن يتقدم ويندفع إلى الأمام دون الاهتمام بالمقدمات المركزية لفاعلية الكائن البشري من الصحة والتعليم والخدمات الأساسية.

لقد اهتمت حكومة السلطنة منذ بواكير النهضة العمانية في السبعينات من القرن الماضي ببناء منظومة صحية ووقائية تمكن من الحفاظ على صحة الإنسان حتى يكون قادرا على العطاء والإنتاج والإبداع.

لكن ثمة بعض الظروف التي يكون فيها هناك حاجة لمعالجات سريعة وغير تقليدية كما في حال وباء فيروس كورونا الذي يشغل العالم هذه الأيام، ويثير الذعر على كافة المستويات، ليس على صعيد التهديد الصحي المباشر فحسب، بل خلخلة أنظمة الأسواق العالمية والأسهم والنفط والتأثير على مجمل مشهد الاقتصادي العالمي والأنشطة الرياضية والمؤتمرات والفعاليات المختلفة، ما يعني ببساطة أن ثمة حالة من الهلع أو التخوف المترتب على الوضع العام والمعلومات التي تدلي بها الجهات الاختصاصية بهذا الخصوص.

وقد قامت السلطنة منذ بداية الأزمة بعدد من الإجراءات الاحترازية التي تساعد في منع الوباء من دخول السلطنة والانتشار فيها، وكانت هناك العديد من التحوطات مثل الحجر الصحي وإيقاف رحلات الطيران لبعض الدول ووقف التأشيرات وغيرها من البرامج التوعوية العامة.

وقد جاءت الأوامر السامية بتشكيل لجنة عليا لبحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، بما يوحد الجهود ويضعها في مسار متحد للرؤية بالوقوف على المستجدات وكيفية درء انتشار الجائحة الوبائية في السلطنة، بما يحافظ على صحة الجميع من مواطنين ومقيمين على أرض عمان.

وقد جاء في البيان الصادر عن ديوان البلاط السلطاني التوضيح التام لعمل اللجنة وكونها ستقوم على متابعة التطورات للفيروس في ضوء المعطيات والمؤشرات الصحية المستجدة وما يصدر عن منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن، بحيث تصدر اللجنة ما تراه من حلول ومقترحات وتوصيات الخ.. بناء على وضع الفيروس والرصد على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

أخيرا يجب التأكيد على ضرورة التقيد بالشروط الصحية والتعليمات التي تصدرها اللجنة والجهات الاختصاصية في هذا الشأن بما يحافظ على سلامة المجتمع، لاسيما الأطفال وكبار السن والمرضى ذوي الأمراض المستعصية، الذين هم أكثر تأثرا بالفيروس، وفي مثل هذه الظروف فالتكاتف الاجتماعي مطلوب مع الحرص على الوعي التام وأن صحة الإنسان تسبق أي شيء آخر.

حفظ الله جلالته وأحاطه بعنايته ورعايته وحفظ بلدنا العزيز وشعبه الوفي من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.