1440488
1440488
مرايا

بعد تعافيها من سرطان الثدي - سعــادة المعمريـة: يجـب علـى كــل امــرأة أن تحــرص على الفحص الدوري والثقة برب العالمين

11 مارس 2020
11 مارس 2020

حوار- فاطمة الإسماعيلية -

القوة لا تأتي من مقدرة جسمانية فحسب، بل تأتي من إرادة لا تُقهر، تستطيع بالإرادة أن تقف أمام أي عائق أو صعوبات مهما كانت، وتساعدك على أن تتكيف مع المرض أو تتغلب عليه وأن تتسلح بالدعاء والإيمان، أن تصمد للتغلب على الآلام لتستمر الحياة.

سعادة بنت محمد المعمرية نموذج في التعايش والتغلب على مرض سرطان الثدي والتعافي منه بفضل من الله، وكانت لنا معها الوقفة التالية:

اكتشفت المرض من خلال مشاركتي في حلقة عمل للرضاعة الطبيعية، وكان الدكتور وقتها يشرح تفاصيل حول سرطان الثدي وكيفية عمل الكشف الذاتي، وكنت وقتها أعاني من إفرازات تخرج من الصدر، وراجعت بعض المستشفيات ولكن لم يكتشفوا المرض إلا بعد ما لاحظت كتلة في صدري، وذهبت لأقرب مركز صحي وكانت النتيجة أني مصابة بالمرض.

ماذا كنت تعرفين عن المرض قبل إصابتك به؟ وكيف تغيرت نظرتك؟

لم أكن أعرف عنه الكثير، والمعلومات التي لدي كانت قليلة، ولكن بعد إصابتي بالمرض ذهبت وبحثت وقرأت عنه الكثير، وشعرت بالراحة لأن المرض له علاج وممكن الشفاء منه كاملا.

هل كنت تقومين بالفحص الدوري؟

لم أكن أفحص قبل الإصابة لأن عمري آنذاك كان 35 عاما، ولم أتوقع أبدا الإصابة، ولكن بعد العلاج أذهب دائما للفحص الدوري.

كيف كانت رحلة علاجك من المرض؟

كانت رحلة العلاج جدا صعبة، خاصة العلاج الكيماوي والإشعاع، كنت أشعر بالغثيان والترجيع وآلام في المفاصل، وبعدها أخذت العلاج الهرموني لمدة 5 سنوات.

كيف تأثرت اجتماعيا بهذا الأمر، وكيف حاولت استجماع قوتك لمواجهة المرض؟

لم أتأثر بدرجة كبيرة، وربما تغيرت للأحسن، فسبحان الله تجربة المرض جعلتني أغير نفسي للأحسن، وحصلت على دعم كبير من أهلي وزوجي وصديقاتي وزملائي في العمل، حيث لم يتركوني وحدي وكانوا معي في كل لحظة، ولم أحس بالوحدة، وكان لهم الفضل الكبير في مساندتي، واستمددت قوتي أيضا من كثرة تقربي إلى الله.

أين كانت رحلة علاجك؟ وكيف وجدت مستوى الخدمات الصحية؟

طبعا كانت في بلدي وبالتحديد في المستشفى السلطاني، وكانوا متعاونين كثيرا معي، أما مستوى الخدمة فهو جيد والطاقم الطبي متعاون.

هل لديك الآن صديقات يعانون من نفس المرض؟

أجل، كانت إحدى صديقاتي تعاني من نفس المرض، ولكنها كانت في المرحلة الأخيرة منه، وللأسف توفيت منذ فترة قصيرة.

كيف تغير نمط حياتك ونظرتك للحياة؟

أكيد تغيرت للأحسن، وأن الحياة لا تستحق الزعل وغيره من المشاكل، هي لحظات من عمرك، فلنكن متفائلين فيها ومحبين للناس وعفويين. وبالنسبة للغذاء فقد قللت جدا من تناول الحلويات والدهون والأكلات السريعة.

ماهي نصيحتك للمصابات، خاصة ممن يفقدن الأمل؟

أن يكون الأمل كبيرا والثقة برب العالمين أكبر، وإن شاء الله الشفاء أولا من رب العالمين، وأن الأفكار الإيجابية والتفاؤل بالخير وكل هذه الأمور لها تأثير إيجابي على النفس، وأيضا أن لا يفقدن الأمل، لأن كل داء وله دواء، وأن يحرصن على الالتزام بالعلاج والمواعيد.

هل استقر وضعك الصحي اليوم؟

الحمد لله انتهيت من العلاج، وبدأت أعود لحياتي الطبيعية، كما رجعت لعملي مرة أخرى.

نصيحتك لجميع النساء فيما يتعلق بالوقاية والفحص الدوري.

يجب على كل امرأة أن تحرص على الفحص الدوري سواء كانت في فوق عمر الـ 40 أو أقل، وإذا لاحظت أي شيء غريب أو تغيرات في الصدر، فعليها أن تذهب مباشرة إلى الطبيبة للمعاينة.

نصائـح للوقايـــة من سرطان الثدي -

أولا: تجنب زيادة الوزن والبدانة

ويجب مراعاة ذلك خاصة بعد سن اليأس، لأن زيادة الوزن تزيد من احتمالات الإصابة. ويجب عليكِ مراعاة الحفاظ على كتلة جسمك أقل من 25.

ثانيا: اتباع نظام غذائي صحي

وذلك بتناول الطعام الغني بالخضروات والفواكه والتقليل من السكريات والكربوهيدرات والدهنيات. والاقتصاد في تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالسمك والدجاج، واستعمال الزيوت النباتية والابتعاد عن الدهون الحيوانية.

ثالثا: اتباع نمط حياة رياضي

ويساعدك في ذلك في أضيق الظروف، اتباع المشي 30 دقيقة يوميا على مدار 5 أيام في الأسبوع، فهذا السلوك البسيط من شأنه أن يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي ما بين 10 و30 في المائة.

رابعا: تجنب تناول الكحول

خامسا: تجنب الأشعة السينية غير الضرورية

يمكن أن يؤدي إجراء اختبارات الأشعة السينية في كثير من الأحيان، خاصة في منطقة الصدر، إلى ظهور سرطان الثدي؛ لذا تجنبي مثل هذه الاختبارات إلا عند الضرورة القصوى، وتحت إشراف طبيبك الخاص.

سادسا: الامتناع عن التدخين

فالتدخين له علاقة قوية بتشكل كل أنواع السرطانات وزيادة نسب الإصابة بها.

سابعا: الرضاعة الطبيعية

أظهرت الدراسات البحثية أن الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن لفترة أطول لديهن خطر أقل بنسبة 19% على تطوير أنواع قاتلة من سرطان الثدي، حيث تحافظ الرضاعة الطبيعية على مستوى هرمون الأستروجين الصحي في جسم المرأة؛ لذلك قومي بإرضاع طفلك رضاعة طبيعية.

ثامنا: هرمونات الأنوثة

ينصح بعدم تناول الهرمونات الأنثوية بعد سن اليأس، وألا تزيد فترة استخدامها إذا استخدمت أكثر من 3 سنوات.

تاسعا: تحققي من كثافة الثدي

يعدّ فحص كثافة الثدي أحد الأساليب العلمية الحديثة لمنع الإصابة بسرطان الثدي، أو على الأقل الكشف عن وجوده في وقت مبكر، فكلما ازدادت كثافة ثدي المرأة -أي وجود المزيد من الأنسجة الدهنية في الثدي- كان من الأصعب اكتشاف وجود الأورام.

وذكرت أيضا الدراسات البحثية أن النساء ذوات الكثافة العالية من الثدي أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بست مرات؛ لذا إذا كان لديكِ كثافة ثدي أعلى، فيجب أن تُجرى اختبارات سرطان الثدي بشكل أكثر انتظاما.