1457385
1457385
العرب والعالم

الإرياني يتّهم رئيس البعثة الأممية بالحديدة بـ «التضليل»

10 مارس 2020
10 مارس 2020

إسقاط طائرة بدون طيّار للتحالف في الحديدة -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد -

اعتبر وزير الإعلام اليمني معمرّ الإرياني أن حديث رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ولجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال أبهيجيت جوها في بيانه الأخير عن انخفاض المستوى العام للعنف في الحديدة خلال الأشهر الماضية، «تضليل للرأي العام اليمني والمجتمع الدولي، في ظل عشرات الاختراقات التي ترتكبها أنصار الله يومياً، واستحداث المواقع والهجمات بالصواريخ الباليستية والقوارب المفخّخة والألغام البحرية».

وأبدى في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع «تويتر» أمس استغرابه من البيان الصادر عن رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، بشأن «العملية النوعية التي نفّذها تحالف دعم الشرعية بالصليف ضد مواقع لتجميع وتفخيخ وإطلاق الزوارق المسيّرة، والتي شكّلت تهديداً للملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية».

وأكد الإرياني أن الحكومة والتحالف «لن يسمحا لأنصار الله باستغلال اتفاق السويد لتحويل موانئ الحديدة إلى معامل ومخازن للقوارب المفخّخة والألغام البحرية، وكمنطلق لتنفيذ عملياتها الإرهابية التي تهدّد خطوط الملاحة الدولية تنفيذاً لسياسات دولة أخرى تستهدف أمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم».

وكان الجنرال جوها اعتبر في بيان أن الضربات الجوية التي نفّذها التحالف في مديرية الصليف في الحديدة في الـ 8 من مارس «تعرقل عملية السلام وتهدّد تنفيذ اتفاق الحديدة».

ميدانيا: أعلنت جماعة «أنصار الله» أن «الدفاعات الجوية للجيش واللجان الشعبية» أسقطت أمس طائرة تجسّسية بدون طيّار تابعة لقوات التحالف في محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن).

وأوضح مصدر عسكري أن «الدفاعات الجوية تمكّنت من إسقاط طائرة تابعة لقوات التحالف، أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة الفازة بمديرية التحيتا».

من جهة أخرى قال قائد المحور الشمالي قائد اللواء الأوّل حرس حدود (الموالي للشرعية) العميد هيكل حنتف إن قوات الجيش «تمكّنت خلال الساعات الماضية من تأمين منطقة اليتمة بالكامل وتحرير مساحات واسعة في منطقة المهاشمة بمديرية خب والشعف في محافظة الجوف»، مشيراً إلى أن أفراد الجيش «يواصلون التقدّم في أكثر من اتجاه بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية».

وأوضح أن قوات الجيش الوطني «سيطرت على معسكر الخنجر الاستراتيجي بشكل كامل، وأن أفراد الجيش ورجال القبائل يلاحقون مجاميع المسلّحين التائهة في صحاري خب والشعف بعد أن منيت بهزيمة قاسية خلال الساعات الماضية».

ولفت إلى أن طيران التحالف استهدف بسلسلة غارات مواقع وتجمّعات وتعزيزات للمسلّحين في مناطق متفرّقة شمال الجوف، وأدّت إلى سقوط العشرات من عناصرهم بين قتيل وجريح، وتدمير العديد من الآليات القتالية التابعة لهم.

من جانب آخر أعلنت منظّمة «أوكسفام» أن اليمن تعاني حالياً من أزمة كوليرا «منسيّة»، إذ حذّرت من أن عدد الأشخاص المصابين بالمرض قد يتصاعد مع اقتراب اليمن من موسم الأمطار في أبريل، فيما أن أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار.

وأشارت المنظّمة في بيان أصدرته أمس إلى أن المحافظات التي تقع شمال اليمن في خطر كبير بسبب شحّ المياه هناك، حيث أعلنت خمس محافظات وهي صنعاء وحجّة والحديدة وتعز وذمار عن ارتفاع معدّلات الكوليرا لديها منذ عام 2017.

وسجّل بالفعل أكثر من 56 ألف حالة مشتبه بإصابتها في الأسابيع السبعة الأولى من هذا العام، أي ما يعادل تقريباً نفس عدد الحالات المسجّلة العام المنصرم. وكان عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العام 2019 هو ثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد ما في عام واحد، لم يتم تسجيل عدداً أكبر من ذلك سوى التفشّي الذي سبقه في العام 2017.

وبمعدّل أكثر من 860 ألف حالة مشتبه بإصابتها، فإن العدد الإجمالي عام 2019 يفوق بأكثر من الضعف ما تم تسجيله كثالث أكبر تفشّ لوباء الكوليرا في دولة واحدة خلال عام واحد. وفي اليمن وعام 2017 كان هناك أكثر من مليون حالة.

وقالت «أوكسفام» إن تفشّي مرض الكوليرا في اليمن بدأ في أبريل من العام 2017، وسرعان ما خرج عن نطاق السيطرة مع تسجيل أكثر من 360 ألف حالة في الأشهر الثلاثة الأولى. وعلى الرغم من أن معدّل الإصابات الجديدة قد تباطأ بعد عام، إلا أن عدد الحالات المشتبه فيها بدأ في الارتفاع مرة أخرى أوائل العام 2019.

وأكدت أن المعدّلات المستمرة والثابتة للحالات الجديدة على مدى الأشهر الـ 14 الماضية تظهر أن المرض ما زال متفشّياً في اليمن.

وصرّح مدير مكتب منظّمة «أوكسفام» في اليمن محسن صدّيقي بأن «التوقّعات قاتمة بالنسبة للناس في اليمن، ما زالت حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي، كما أن موسم الأمطار من المحتمل أن يتسبّب في آلاف الإصابات المحتملة. هذه أزمة صحية مختبئة على مرأى ومسمع الجميع. إنه لأمر مروّع أن تحظى هذه الأزمة المستمرة على هذا القدر القليل من الاهتمام». وأدّى نقص المياه النظيفة والغذاء إلى جعل الكثير من الناس ضعفاء وعرضة للإصابة بالأمراض، ومع ذلك فإن منظّمات الإغاثة تظل تكافح من أجل الوصول إلى أشد الناس احتياجاً وذلك بسبب القيود التي تفرضها جميع الأطراف.

وقال صدّيقي «نحن بحاجة إلى تحرّك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لا تشوبه أي عوائق للمساعدات الإنسانية، وكذلك لجمع كافة الأطراف معاً من أجل الاتفاق على وقف لإطلاق النار على المستوى الوطني».

وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الكوليرا في العام 2019 إلى 1025 أي أقل من نصف عدد الوفيات في العام 2017. لكن الجهود المبذولة للتغلّب نهائياً على المرض قد تقوّضت بشكل كبير بسبب الحرب التي دمّرت أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي.

وتعاني الإمدادات الطبية من نقص مزمن، كما أن حوالي نصف المرافق الصحية فقط في اليمن تعمل بكامل طاقتها. ودفعت أسعار الصرف المتقلّبة إلى ارتفاع سعر الديزل، ممّا أدّى بدوره إلى زيادة سعر نقل المياه النظيفة إلى أجزاء من اليمن حيث لا تتوفّر المياه الجوفية هناك، كما أن أكثر من 17 مليون شخص يكافحون من أجل الحصول على المياه النظيفة.

وأضاف صدّيقي «إن الأزمة الإنسانية في اليمن هي من صنع الإنسان بشكل كلّي، وأولئك الذين يواصلون تسليح جميع الأطراف في هذه الحرب يتحمّلون مسؤولية عواقبها المدمّرة».

وشدّد على أن «بدلاً من تأجيج الصراع عن طريق بيع الأسلحة لاستخدامها في الحرب، ينبغي على المملكة المتحدة أن تبذل كل ما في وسعها للجمع بين الطرفين للاتفاق على وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد واستئناف محادثات السلام».