العرب والعالم

الجيش الأمريكي يبدأ الانسحاب من أفغانستان

10 مارس 2020
10 مارس 2020

بيشاور - كابول - (رويترز - أ ف ب): بدأ الجيش الأمريكي الانسحاب من قاعدتين في افغانستان، إحداهما في ولاية تشكل معقلا لطالبان، كما أعلن مسؤول أمريكي أمس، ما يشكل المرحلة الأولى من الاتفاق الذي وقع في 29 فبراير في الدوحة بين الولايات المتحدة والمتمردين.

وأوضح المسؤول الأمريكي رافضا الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن هاتين القاعدتين تقعان في لشكر قاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب) التي يسيطر عليها المتمردون إلى حد كبير، وفي ولاية هرات (غرب).

بحسب نص الاتفاق، يجب أن يخفض عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين في البلاد من 12 ألفا أو 13 ألفا إلى 8600 بحلول منتصف يوليو. وسيتوجب إخلاء خمس قواعد من اصل عشرين قاعدة في البلاد.

لكن الكولونيل سوني ليغيت الناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان أعلن الاثنين أن القوات الأميركية تحتفظ «بكل الإمكانات لتحقيق أهدافها».

من جهته أعلن عمر زواك الناطق باسم حاكم ولاية هلمند أن «20 إلى 30» جنديا أجنبيا فقط غادروا لشكر قاه منذ نهاية الأسبوع.

والولايات المتحدة الراغبة في إنهاء أطول الحروب في تاريخها، تعهدت في اتفاق الدوحة بانسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان بحلول 14 شهرا اذا احترمت حركة طالبان تعهداتها الأمنية.

وتعتبر هلمند مع ولاية قندهار المجاورة معقلا لطالبان وقد استهدفت فيها القوات الأمريكية والبريطانية بشكل خاص على مدى 18 عاما من النزاع الأفغاني.

في الأثناء قال قادة متشددون: إن حركة طالبان أرسلت عربات لنقل مقاتلين من المقرر أن تطلق الحكومة الأفغانية سراحهم في تبادل للسجناء من المتوقع الإعلان عنه بينما تستعد الحركة لتنفيذ الشق الخاص بها في الاتفاق والإفراج عن 1000 من جنود الحكومة المحتجزين لديها.

والإفراج المرتقب جزء من اتفاق وقعته الولايات المتحدة وطالبان نهاية الشهر الماضي.

وطلبت الحركة إطلاق سراح السجناء في إطار إبداء حسن النوايا لتمهيد الطريق أمام فتح محادثات مباشرة بين الحكومة والمتشددين بعد محادثات منفصلة بين الولايات المتحدة والجانبين كل على حدة.

وقال قائد بارز لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة، حيث المقر السياسي للحركة، إن العربات أرسلت إلى منطقة قريبة من سجن باجرام لإعادة المقاتلين المفرج عنهم.

لكن مصدرا حكوميا قال إن أي إفراج لن يحدث في الغالب خلال الأيام القادمة بل ربما بعد أسابيع.

وأصبحت هذه المسألة إحدى أبرز النقاط الشائكة في سبيل تحقيق أي تقدم نحو السلام وزاد تعقيدها تباين صياغة الوثائق بين الولايات المتحدة وطالبان من جانب وبين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية من جانب آخر.

ووفي إشارة إلى المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، قال القائد البارز في طالبان «بعد حديثنا مع زلماي خليل زاد يوم الاثنين والذي أخبرنا فيه بالإفراج عن 5000 من أسرانا، أرسلنا عربات لنقلهم».

وحضر خليل زاد مراسم أداء أشرف غني لليمين الدستورية. وكان غني قد رفض طلب حركة طالبان بالإفراج عن مقاتليها.

ولم يتضح إذا كان الإفراج يقتصر على سجناء باجرام الواقع قرب قاعدة عسكرية أمريكية أم سيشمل نزلاء سجون أخرى.

ومن غير المعروف أيضا عدد السجناء الذين سيطلق سراحهم على الفور لكن ثلاثة مصادر أخرى قالت لرويترز إنه قد يتراوح بين 1000 و1800 سجين.

وقال مسؤول حكومي كبير طلب عدم ذكر اسمه «وافقنا من حيث المبدأ على إطلاق سراح السجناء من أجل إظهار التزامنا بإحلال السلام في أفغانستان لكن تحت أي ظروف ستفرج عنهم الحكومة وعددهم، هذا ما سيحدده المرسوم الذي يصدر في وقت لاحق اليوم».

ورفضت السفارة الأمريكية التعليق. وأحال متحدث باسم بعثة حلف شمال الأطلسي الأسئلة الموجهة إليه للحكومة الأفغانية.

وقال عبد الشكور قدوسي حاكم منطقة باجرام إن لدى مكتبه تقارير عن وصول غير مألوف لعدد من حافلات النقل للمنطقة لكن لم يتسن التأكد من غرض وصولها أو صلته بإطلاق سراح السجناء.