صحافة

واشنطن إجزامينار : السبب الحقيقي وراء دعم الناخبين السود لبايدن

10 مارس 2020
10 مارس 2020

قالت مجلة واشنطن إجزامينار إن هناك فهما منتشرا لكنه معيب في السياسات الأمريكية يتعلق بالأيديولوجية السياسية بالنسبة للأمريكيين السود.

وأضافت أن هناك العديد ممن يعتقدون أن الناخبين السود هم ليبراليون بشدة لكن الأمر في الواقع ليس كذلك.

والسبب في ذلك يرجع إلى أن هناك نسبة كبيرة من الأمريكيين من أصل أفريقي يصوتون لصالح الديمقراطيين على حساب الجمهوريين، بنسبة تصل إلى 90%، وهو أعلى معدل تصويت بين أي عرقية في الولايات المتحدة بالنسبة لحزب سياسي واحد.

ونتيجة لذلك، فيفترض أن معظم الأمريكيين من أصل أفريقي يساندون الأيديولوجية اليسارية، غير أن ذلك يبتعد كثيرا عن الواقع، وكانت انتخابات « الثلاثاء الكبير» للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 14 ولاية في يوم واحد، قدمت أوضح أمثلة لذلك في التاريخ السياسي الحديث للولايات المتحدة.

ويأتي سوء الفهم نتيجة لعدم فهم المعايير الهيكلية التي يصوت على أساسها الناخبون السود الأفارقة، فالعديد من هؤلاء الناخبين يتبنون سلوكا تصويتهم مبنيا على «التبعات»، فأول ما يقلقهم ويمثل أكثر ما يهتمون به هو النتائج العملية التي يمكن أن تحدث جراء تصويتهم.

وعلى أية حال، ولكونهم يشكلون فئة تعرضت للظلم والحرمان تاريخيا، ولأن تجاربهم مع الحكومة والمؤسسات السياسية مختلفة، فهناك أسباب أخرى تؤثر على تصويتهم بالإضافة إلى التبعات.

والعديد من الأمريكيين الأفارقة مهمومون أو مدفوعون بفكرة ما الذي سوف يحفظ لهم وضعا لا يحمل معه ضررا لهم، وفي نفس الوقت يدفع قدما نحو مزيد من المكتسبات في مجال الحريات المدنية وتعزيز الخدمات التعليمية والتقدم الاقتصادي والسلامة والصحة بالنسبة لهم.

وكان هذا مما أكد عليه النائب الديمقراطي جيمس كليبورن، وهو من أبرز النواب الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية بالكونجرس، في ولاية ساوث كارولينا، لدى دعمه لجو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الديمقراطي البارز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي انتظارا لانطلاق سباق الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر المقبل، وقد حقق بايدن فوزا كبيرا في تلك الولاية مدفوعا بأصوات الناخبين السود.

وربما كان هذا هو التوجه الذي دعا العديد من الأمريكيين الأفارقة إلى التصويت بأغلبية هائلة لصالح بايدن على حساب بايدن، حيث صوت 61% من الناخبين السود لصالح بايدن في ساوث كارولينا، و62% في نورث كارولينا، و69% في فيرجينيا و 58% في تكساس وحتى في كاليفورنيا، وهي ولاية خسر فيها بايدن بسبب نسبة ذوي الأصول اللاتينية وشعبية ساندرز بينهم، حصل بايدن على 37% من أصوات السود، وهو أكثر من ضعف ما حصل عليه ساندرز.

وفي 10 من بين 14 ولاية فاز فيها جو بايدن، حصل على أكثر من نصف عدد أصوات الناخبين السود، وفي الولايات الأربع التي خسر فيها وفاز بها ساندرز، حصل بايدن فيها على معظم مساندة السود على الرغم من التفوق الإجمالي لساندرز في تلك الولايات.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «بو» الأمريكي لأبحاث الرأي، أن 43% من الديمقراطيين السود يعتبرون أنفسهم معتدلين، و29% يرون أنفسهم ليبراليين، و 25% يعتبرون أنفسهم محافظين.

كما بين الاستطلاع أن هناك 68 % من الأمريكيين من الأصل الأفريقي يصفون أنفسهم في المجمل معتدلين أو محافظين، وهو ما ينأى بالناخبين السود عن الديمقراطيين البيض أو من ذوي الأصول اللاتينية، وهناك 55% من الناخبين البيض و 37% من الناخبين ذوي الأصول اللاتينية يرون أنفسهم ليبراليين وفقا لنفس الدراسة. وقد تشكلت التركيبة الأيديولوجية للأمريكيين الأفارقة عبر الزمن نتيجة لتاريخ البلاد.

ويرفض هؤلاء الناخبون «الاشتراكية الديمقراطية» للمرشح الديمقراطي اليساري بيرني ساندرز، لأنهم يرون مذهبه هذا خطرا بالنسبة لهم بالمقارنة بالتوجه المعتدل والعملي لبايدن، والذي يرونه أكثر قدرة على حماية مكتسباتهم المهمة.

وأشارت المجلة إلى أن هذا مما ساعد بايدن في أن يكون نائبا لباراك أوباما الذي كان أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، وما زال الناخبون السود يضعون ذلك في حساباتهم.

ورغم أن السود يحترمون ساندرز كشخص، لكن حين يتعلق الأمر بأصواتهم الانتخابية، فإنهم يعتبرون اختياره كمرشح للحزب الديمقراطي أمرا محفوفا بالخطر، لأن إلحاق الهزيمة بالرئيس دونالد ترامب هو أولويتهم الأولى، وساندرز لا يمكنه، في رأيهم، تحقيق ذلك.