1456900
1456900
المنوعات

نيابة مضي بولاية ثمريت .. مقومـات أثرية وطبيعـية بحـاجـة للإبـراز على خـارطـة السـياحـة

10 مارس 2020
10 مارس 2020

الآثـار فـيها تعــود للألـف الثـالث قبـل الميــلاد -

كتب - بخيت كيرداس الشحري -

تعتبر سلطنة عمان من أقصاها إلى أقصاها أشبه بمتحف أثري لما تزخر به من مواقع أثرية تعود لعصور قديمة وحقب تاريخية متفاوتة وتتنوع هذه الآثار بين القلاع والحصون والمدن الأثرية والأدوات التي يستخدمها الإنسان القديم والعملات التي يتعامل بها وكذلك الكتابات والرسومات المدونة والمنقوشة على الصخور في الكهوف والجبال، بالإضافة إلى أشكال المقابر وأنواعها وتعدد الأضرحة.

وتعتبر هذه الآثار عامل جذب كبير في مجال السياحة التراثية والثقافية وتلقى إقبالًا كبيرًا من عشاق هذا النمط السياحي، وتعد محافظة ظفار من محافظات السلطنة التي تزخر بكم هائل من الآثار القديمة، وتعد رائدةً في مجال السياحة التراثية والثقافية، وقد حظيت عدد من المواقع الأثرية باهتمام عالمي مثل مواقع أرض اللبان التي تم وضعها على قائمة التراث العالمي، ولكن تبقى هناك مواقع أثرية منتشرة في بعض المناطق التي لم تحظَ بالاهتمام الكافي لجعلها على خارطة السياحة في ظفار.

جريدة «عمان» وقفت على أحد هذه المواقع في نيابة مضي بولاية ثمريت حيث توجد في نيابة مضي قبور قديمة تدل على أن تلك المنطقة كانت مستوطنة بشرية قديمة. وتبعد نيابة مضي عن ولاية ثمريت بمسافة 80 كيلومترًا باتجاه الغرب وعن مدينة صلالة بمسافة 160 كيلومترًا وتوجد بها عين «مضي»، وعين «مشديد» وعين «بامشنيجه» وتنمو حول تلك العيون عدد من أشجار النخيل ويهتم أبناء نيابة مضي بتربية الإبل.

للألف الثالث ق.م

نشر في العدد 18 من مجلة الدراسات العمانية، وهي مجلة علمية محكمة تصدر عن وزارة التراث والثقافة أن واحة مضي الغنية بأضرحتها ونصبها الحجرية الصغيرة تعد مشهدًا حضاريًا فريدًا في عمان وفي واحات شبه الجزيرة العربية بوجه عام وذكرت الدراسة أن الأضرحة الموجودة في نيابة مضي تعود للألف الثالث قبل الميلاد، وهي مثيرة للانتباه من حيث تنوعها ولا مثيل لها في أي مكان آخر في ظفار، حيث ضمت مقابر ذات جدران ومدفن ومقابر دائرية مرتفعة بالإضافة إلى الهياكل ذات اللوحات الحلقية والمملوءة بالحصى والهياكل ثلاثية الأرجل الصخرية والهياكل المنخفضة مستقيمة الأضلاع والتي ربما كانت هياكل حجرية أو معاقل شيدتها مجموعات متحركة ويعود تاريخها إلى عصر الحديد، ويشير تنوع النصب والهياكل إلى الأهمية التي كانت تتمتع بها مضي من حيث مياه (عيونها) عبر الزمن ويشير كذلك إلى أهمية استخدام المنطقة من قبل الرعاة الذين ربما لم يستقروا لحرث الإرث كما فعل جيرانهم في اليمن وفي شمال عمان.

الخارطة السياحية

وقال الشيخ مبخوت بن سالم بن مسلم الشعشعي من أهالي نيابة مضي بولاية ثمريت أن الآثار القديمة أينما كانت تعتبر كنوزا قيمة وسجلا يكشف لنا أسرار حياة الإنسان القديم على الأرض، والسلطنة عمومًا أرض ظهرت فيها الحضارة منذ فجر التاريخ واستوطنها الإنسان منذ قديم الزمن وهذا دليل على أن الحضارة العمانية ممتدة في جذور التاريخ.

وأضاف الشعشعي: إن نيابة مضي بولاية ثمريت تزخر بكثير من المقومات السياحية سواء طبيعية أو أثرية وهذه الآثار المكتشفة في النيابة تعود لعصور قديمة بحسب اكتشافات خبراء الآثار ونتمنى الاهتمام بهذه الآثار وإبرازها وأن تكون هذه المواقع على خارطة الوفود السياحة القادمة للمحافظة وأن توضع لوحات إرشادية لهذه المواقع وأن تكون هناك برامج سياحية لهذه المواقع الأثرية وتوفير مكتب للإرشاد السياحي في النيابة للتعريف بهذه المواقع الأثرية وتثقيف المواطنين وطلاب المدارس وتعريفهم بأهمية هذه الآثار ووجوب الحفاظ عليها.