ريما العاوور تبرز مكنونات العامرات البيئية في معرض يجوب «المولات»

بتنظيم من مكتب والي العامرات ودعم عدة جهات -

كتب عامر بن عبدالله الأنصاري:-

بعيون مصورة ضوئية تنظر المصورة ريما بنت خليل العاوور إلى مكنونات ولاية العامرات الطبيعية والبيئية، تفاصيل تشد الأبصار إليها من بعيد، وتفاصيل أخرى تحجبنا عنها السلاسل الجبلية والمسافات البعيدة، تصل المصور ريما العاوور إلى ذلك المكان وتلك القمة، وفي قلب الوادي وفورة كهف وصغار نسور في أعشاشها، تلتقط صورة من هنا وهناك، محاولة إبراز تلك المكنونات وكشف النقاب على كنوز بيئية هائلة تحتضنها ولاية العامرات.

هنا بدأت الفكرة في إقامة معرض يجوب مختلف المراكز التجارية في مسقط، فكانت الانطلاقة من ولاية العامرات من المركز التجاري «نجوم العامرات»، إذ قابلتها في آخر يوم للمعرض هناك يوم السبت الماضي، فكانت تنتظر أن تسدل الشمس أشعتها، ويأذن اليوم بالنهاية حتى تنتقل بالمعرض إلى المركز التجاري «الأفنيوز مول»، فكانت لها ما تريد، وبدأ المعرض المصور ذو المساحة الجدارية يستقطب الزوار ورواد المركز التجاري وأطفال المدارس وغيرهم.

توثق المصورة ريما العاوور صورها المعروضة بالمعلومات، فتلك صورة لحصن صنة بمنطقة العتكية الذي يعود إلى فترة ما قبل الإسلام، وتلك نقوش صخرية تعود إلى أزمنة قديمة في وادي الميح، وكذلك مسجد السعادي الأثري، وتلك صورة لفرخ نسر في عشه بوادي السرين، وغيرها من الصور التي تعكس ما تزخر به الولاية من خيرات الطبيعة والشواهد التاريخية.

وفي حديث لـ «عمان» قالت المصورة ريما: «يتكون المعرض من ٢٠ صورة جدارية، المعرض يمثل البيئة الطبيعية التي تزخر بها ولاية العامرات من مكتشفات أثرية ونقوش صخرية وكهوف فريدة ومكنونات بيئية، حاولت أن أسلط الضوء على هذه الثروات حاملة معي رسالة ترويجية توعوية للسياحة البيئية في العامرات، كونها من الساحات المهمة والتي تتوفر لدينا بما تشهده طبيعة عمان من جماليات، كما أردت أن أنقل الزائر ليعيش التجربة و أُشعره بالموقف الجمالي عبر تجوله بالجداريات ولهذا السبب طبعت الأعمال بشكل كبير، كما أهدف من المعرض إلى نشر الوعي البيئي للحفاظ عليه لدى الطلبة والمجتمع وكيف أن بيئة جميلة دون ملوثات ومخلفات».

وما لفتني في هذا المعرض، عمل فني مكونة من صخور متنوعة الألوان على شكل دائري، وهو ما يرمز له العمل قالت العاوور: «العمل عبارة عن تكوين صخري على شكل دائرة تركته بدون تعليق لأترك للمشاهد فرصة للتفكير والتساؤل ووضع الاحتمالات وبالتالي أجذبه للعمل، بينما تحليلي الشخصي للدائرة رمز للثقافة العمانية القديمة فوجدت الدائرة في الساعة الشمسية والأبراج والمقابر ما قبل الإسلام (حفيت) وتدل على الوحدة والقوة والمساواة».

وحدثتنا ريما العاوور عن الصعوبات، حيث قالت: «كانت الصعوبات في عملية البحث عن المعلومات والتأكد من صحتها وصعوبة الوصول للمواقع المراد تصويرها بسبب وعورة المكان ومشقة الطريق، وفي العديد من المرات عرضت نفسي للخطر وكان الخوف يملأ قلبي فمثلا أثناء تصويري لفرخ النسر كانت أمُّه تطير حواليه وكنت أتوقع هجومها بأي لحظة، وفي أثناء صعودي لكهف (الاصف) كان الطريق وعرا وشاقا صعودا ونزولا، إلى أن وصلت الكهف وكان مليئًا بالخفافيش وكانت تطير بجانبي أثناء التصوير».

ووجهت ريما العاوور رسالة شكر إلى سعادة الشيخ محمد الغابشي والي العامرات الذي حوَّل الفكرة إلى واقع ملموس، وكذلك مكتب حفظ البيئة لوقوفهم معها، كما شكرت الجهات الداعمة الأخرى وهم مركز اللولو التجاري، مركز نجوم العامرات مول، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة بيئة، و«آي ام ستور».