1456750
1456750
الرياضية

الأسباب والحلول في استطلاع فني - الظاهرة المزعجة.. إقالة المدربين في الدوري تسجل رقمًا قياسيًا جديداً

10 مارس 2020
10 مارس 2020

كتب - ياســر الـمنا -

باتت ظاهرة إقالة المدربين واحدة من الظواهر المقلقة في دوري «عمانتل» وتتكرر بصورة دائمة في كل المواسم الكروية لتتجاوز في الموسم كل الأرقام القياسية الماضية، ويقارب عدد المدربين الذين عملوا في الدوري الثلاثين مدربًا بواقع أكثر من مدرب للنادي الواحد.

هذه الظاهرة المزعجة ظلت تتمدد وتصبح قراراتها من الثوابت عند الأندية في تأكيد واضح على وجود مشكلة كبيرة في الاختيار أو فيما يتوفر للمدرب من ظروف وبيئة عمل تساعده ليحقق النجاح.

تتجاوز إدارات الأندية مشاكلها والعقبات الحقيقية التي تعترض مسيرة العمل لتحقيق الأهداف المرجوة ويكون التركيز فقط على المدرب وذلك لسهولة صدور قرار التعديل في الجهاز الفني عبر قرار بموجبه يرحل مدرب وآخر يأتي بمدرب جديد.

واليوم اقتربت بطولة الدوري من الأسابيع الأخيرة في برنامجها ومع وجود العديد من الأحداث التي شهدتها البطولة تبقى ظاهرة إقالة وتبديل المدربين الأمر الأكثر بروزًا ولا يمكن لمراقب أو متابع أن يتجاوزه.

لم يمر موسم كروي من دون قرارات بالجملة تحدث تغييرات كبيرة في رئاسة القيادة الفنية ويبلغ الأمر في بعض الأحيان أن يتعاقد ناد واحد مع أربعة مدربين خلال الموسم الواحد وهو ما حدث في الموسم الحالي.

وقد بلغت الظاهرة مرحلة أصابت بعض المهتمين بالنجاح وتطور مسابقة الدوري وانعكاس ذلك إيجابا على الكرة العمانية بالإحباط وباتوا يرون أن الحديث حول هذا الأمر لم يعد ذا جدوى ولا فائدة منه لأن لا أحد يستمع ولا يتعظ والإدارات ستمضي في أسلوبها والتعامل مع المدرب كونه الضحية دائما وعليه أن يتحمل كل أسباب الفشل والإخفاق في حال لم يحقق النادي النتائج الإيجابية المرجوة.

ناديان فقط في الدوري لم يصابا بمرض تغيير المدربين هما: نادي مسقط ونادي النهضة في نموذج يستحق الوقفة والدراسة عسى ولعل يستفاد منها في تصحيح مسيرة العمل الإداري والوصول إلى معادلة الاستقرار الفني.

ظاهرة إقالة المدربين التي أضحت تتكرر في كل موسم تجد حظها من التعليقات والحديث هنا وهناك ولكن من دون الوصول إلى حلول أو قرارات تحد منها وتعالج أسبابها وما تفرزه من سلبيات كثيرة تقلل من كفاءة الأندية نفسها ومن ثم كفاءة مسابقة الدوري.

الشأن الفني في الأندية يصبح مسؤولية إداراتها طالما التزمت بالمعايير التي يحددها اتحاد كرة القدم بشأن مؤهلات المدرب الذي يمنح رخصة العمل في الدوري ولذلك تبدو فرصة تدخل الاتحاد لمحاربة الظاهرة صعبة إلا في حال تمت بعيدًا عن القرارات واتخذت سبيل التوعية والدعم الفني وهو الأمر الذي لا يزال غائبًا وربما يعود لغياب الألية أو النظر إلى الظاهرة باعتبارها مشكلةً كبيرةً تهدد مستقبل الدوري وتخصم من رصيد تطور الكرة العمانية باعتبار أن الدوري أهم عوامل النقلة الفنية.

«عمان الرياضي» أجرى استطلاعًا بشأن هذه الظاهرة مع ثلاثة من المدربين الوطنيين أصحاب الخبرات والتجربة ونقل وجهات نظرهم بخصوص الظاهرة المتكررة واجمعوا على أن ما يحدث يتطلب وقفةً وحلًا جذريًا إذا كانت النوايا جادة وتريد التطور الفني...

رشيد جابر: نلعب لمجرد «تسـلية» ولا أحد يهتم بالتطوير -

المدرب الوطني والخبير الكروي المعروف رشيد جابر تحدث عن ظاهرة إقالة المدربين المتكررة بحزن كبير وقال: كثيرًا ما تحدثنا عن هذا الأمر وبح صوتنا حرصا على التطور الفني للدوري، ومن ثم للكرة العمانية ولكن لا حياة لمن تنادي وحتى هذا الحديث الذي نقوله وتقومون بنشره لن يجد أي آذان صاغية ولن يقود إلى حلول مع أن الظاهرة تجاوزت كل حدود المعقول وصارت مشكلة حقيقية تهدد أي مساع للتطور الكروي.

وأشار جابر إلى أن المدربين لا يمكن لومهم كونهم يوافقون على تولي تدريب الفرق لوقت قصير أو مع اقتراب الموسم وكما هو معروف فإن الشروط الجزائية تختلف من مدرب لآخر والمشكلة في الأساس تعود إلى غياب رؤية إدارات الأندية وغياب الهدف من التعاقد مع المدرب وتحديد المعايير المرتبطة بالأهداف المرجوة والمدرب المناسب حسب قدراته وخبراته ونتائجه السابقة والعديد من الأمور التي يجب وضعها قبل التعاقد مع أي مدرب ولكن الذي يحدث هو العكس بحيث إن الإدارات تتعامل مع عملية التعاقد مع المدربين على أساس ضربة الحظ، فإن نجح خير وبركة وإن لم ينجح قرار الإقالة لن يكلف الكثير.

وذكر أن أهم الأسباب التي تقود لتكرار الظاهرة في كل موسم هو عدم وضوح الرؤية سواء للأندية أو المدرب في ظل وجود العديد من النواقص التي تعاني منها الأندية ولا تساعد أي مدرب في تنفيذ برامجه وتطوير قدرات الفريق.

ووصف جابر: المدرب وطني أو أجنبي بأنه بات يمثل الحلقة الأضعف في معادلة الدوري ولذلك نشاهد ما يحدث من تغيير متكرر في الأجهزة الفنية لدرجة أن يتعاقد النادي في الموسم الواحد مع أربعة مدربين وفي بعض الأحيان قبل نهاية الدوري بأربع مباريات ولا ندري إن كانوا يظنون أن المدرب الجديد يحمل عصا موسى ويمكنه أن يبدل الواقع ويحسن الصورة ويقود الفريق لتحقيق النتائج الإيجابية.

يقول المدرب الوطني الكبير: إن ما يحدث اليوم لا تفسير له غير أننا نلعب الكرة من أجل التسلية فقط من دون أي أهداف كبيرة والواقع الكروي يبدو معقدًا للغاية ويحتاج لعمل كبير حتى تستقيم الأمور ويكون بالإمكان أن ننجح ونتجاوز الدوران في الحلقة المفرغة.

يعقوب الصباحي: على المدربين اتخاذ موقف قوي -

مدرب المنتخب الوطني السابق للشباب ومن قبله منتخب الناشئين يعقوب الصباحي يتابع ظاهرة إقالة المدربين في الدوري، ويعتبرها من المسائل المزعجة للغاية وذات تأثيرات خطيرة على المنافسة ومستقبل الكرة العمانية، وتتطلب وقفة ومعالجات تحد منها وتؤدي إلى حدوث الاستقرار الفني وأن تتخلى إدارات الأندية عن تلك العادة الضارة.

وقال الصباحي: يتفق الجميع على أن ما يحدث في الدوري أمر غير سليم، ويؤثر سلبا على الاستقرار الفني وتطوير قدرات اللاعب، وهذا ينعكس سلبًا على المنتخب الوطني بكل تأكيد هذا لا يستقيم أبدًا بأن يشرف على اللاعب الواحد في الموسم أربعة مدربين لكل واحد رؤيته وطريقته وأسلوبه التي تسهم في عدم التطور وانتظام مردود اللاعب.

وقال: كلنا نعلم التعقيدات التي يعاني منها الدوري من حيث غياب تفرغ اللاعبين وعدم اكتمال التدريبات في بعض الأحيان مما يصعب كثيرًا من مهمة أي مدرب لمعالجة السلبيات وتطوير قدرات الفريق وفي ذات الوقت بعض الأندية لا تملك المعينات اللازمة لمساعدة الجهاز الفني لينفذ برنامجه كما يجب أن يكون عليه العمل الفني ورغم كل هذا القصور إلا أن المدرب وحده يتحمل المسؤولية، ويكون هو الضحية في نهاية الأمر عندما تسوء نتائج الفريق في المنافسة.

ودعا المدرب الوطني يعقوب الصباحي لضرورة أن يحمي المدربون أنفسهم من هذه الظاهرة ويراجع كل منهم موقفه مما يحدث له وتحميله مسؤولية النتائج السلبية والحماية مطلوبة عبر كل الوسائل الممكنة سواء تشديد الشروط في العقود أو عدم الإقدام على أي تجربة يرى أنها لن تكون ناجحة ولا تتوفر ظروف العمل المطلوبة.

وتمنى أن تتضافر الجهود من أجل تقليص هذه الظاهرة وألا يشهد كل موسم تواجد أكثر من ثلاثين مدربًا في المنافسة وهذه ظاهرة غير صحية البتة وتكرارها يفقد المنافسة قوتها وبريقها ويحول الأندية لحقول تجارب للمدربين هذا يذهب وهذا يأتي ولكن من دون أي تغيير في الواقع أو تحسن في أحوال الأندية.

إبراهيم صومار: هذا سر اســتمراري عامين مع مســقط -

يعتبر المدرب الوطني إبراهيم صومار من بين المدربين القلائل الذين حافظوا على وجودهم في الدوري، ويقترب من أن ينال جائزة أفضل مدرب حافظ على موقعه في دوري «عمانتل» لأكثر من موسمين في حال واصل مسيرته مع ناديه حتى نهاية الموسم الحالي وهو الأمر المرجح لنتائج الفريق الطيبة في الدور الثاني واقترابه من ربط حزام الأمان والحصول على بطاقة البقاء في دوري الأضواء. سألنا مدرب نادي مسقط عن سر استمراره كل هذه المدة من دون أن يطاله سيف الإقالة ويرد قائلا: عن نفسي لا أعرف سببًا غير تفهم الإدارة لعملي وتقديرها لما أقوم به من جهد وتفان في البحث عن تطوير نتائج الفريق والكل يعلم أن المجموعة المسجلة في قائمة النادي ليس من بينها لاعبون سوبر وأصحاب قدرات كبيرة تصنع الفارق كما هو موجود في عدد من الأندية لذلك ننتهج العمل الجماعي ونسعى لتوظيف القدرات المتاحة من أجل تحقيق النتائج الإيجابية المطلوبة. وأشار إلى أن في بعض المرات الظروف لا تخدم المدرب وان كان يقوم بجهد كبير ويؤدي عمله على أحسن ما يكون لأن المنافسة في لعبة الكرة ترتبط بالكثير من العوامل وفي بعض الأحيان يكون الفريق في وضعية فنية جيدة ولكنه لا يفوز.

وتحدث عن أن مجلس إدارة نادي مسقط الحالي يضم مجموعة من الشباب المتفهمة لقواعد العمل الإداري ولذلك حرصوا على تقديم الدعم له من خلال الاستقرار وهو ما ساعد في تحسن وضعية الفريق في الدور الثاني. ويرى صومار أن عادة إقالة المدربين باتت مزعجة للغاية وأي مدرب يعمل في أي ناد لا يشعر بالأمان ويكون دائما في حالة قلق من قرار إقالته عندما لا يوفق الفريق ويحقق النتائج الإيجابية المرجوة.