العرب والعالم

الخلافات تطغى على سبل تشكيل الحكومة في إسرائيل

09 مارس 2020
09 مارس 2020

رام الله - (عمان) - أكدت تقارير إعلامية أن خلافات تسود كتلة «كاحول لافان» حول تشكيل حكومة ضيقة، كما أظهر استطلاع، نُشر أمس،أن نصف ناخبي هذه الكتلة يعارضون تشكيل حكومة كهذه بدعم من القائمة المشتركة، رغم أن المشتركة نفسها لم تعلن حتى الآن أنها ستدعم حكومة يشكلها رئيس «كاحول لافان»، بيني جانتس.

وذكر المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» العبرية، بن كسبيت أمس، أن ثلاثة بين قادة «كاحول لافان» الأربعة، وهم جانتس ويائير لبيد وموشيه يعالون، يؤيدون تشكيل حكومة ضيقة، بحيث يشارك فيها «كاحول لافان» وتحالف «العمل - جيشر - ميرتس» وتكون مدعومة من الخارج من القائمة المشتركة، من دون حزب التجمع، ومن حزب «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيجدور ليبرمان.

ومن الجهة الأخرى، يتحفظ القيادي الرابع في «كاحول لافان»، جابي أشكنازي، من حكومة ضيقة، وحسب كسبيت، فإنه يفضل أن يدفع هذه المعارضة عضوا الكنيست من الكتلة، تسفي هاوزر ويوعاز هندل، وينتميان لحزب «تيلم» الذي يرأسه يعالون. وعضوا الكنيست هذان كانا ضمن الحلقة المقربة من زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وانشقا عنه بسبب خلافات.

وأضاف كسبيت، وكذلك أشارت إلى ذلك القناة 12 التلفزيونية، أن يعالون اجتمع مع هاوزر وهندل، أمس، و«تبادلا الاتهامات» ووُصف هذا الاجتماع بأنه «ليس جيدا». وبعد ذلك، قال يعالون للقناة التلفزيونية إن أي قرار تتخذه قيادة «كاحول لافان» سيتم تنفيذه لكن هندل وهاوزر يعتزمان التصويت في الكنيست ضد حكومة ضيقة يشكلها رئيس كتلتهما.

ونقل كسبيت عن قيادي في «كاحول لافان» قوله بخصوص موقف عندل وهاوزر، إنه «إذا لم ينصاعا لطاعة الكتلة والولاء ليعالون، الذي أحضرهما إلى هنا وجعلهما عضوي كنيست، فإنهما مدعوان للاستقالة». وأضاف كسبيت أنه توجد شبهات في قيادة هذه الكتلة أن تحفظ أشكنازي نابع من مصالح شخصية ومن أفق سياسي يخططه لنفسه.

والادعاء المركزي لمؤيدي تشكيل حكومة ضيقة هو أن نتنياهو كان سيشكل حكومة لو كان بإمكانه الحصول على تأييد أي جهة، في إشارة إلى المشتركة. بينما يعتبر هاوزر وهندل أن تشكيل حكومة بدعم المشتركة هو «كارثة سياسية» ستؤدي إلى دفن «كاحول لافان»، وحصول اليمين في انتخابات رابعة على 70 مقعدا في الكنيست، ما سيمكن نتنياهو من تشكيل حكومة وتنفيذ انقلاب قانوني - دستوري وسلطوي، وهذا سيكون «انتحارا بالبث المباشر».

وتابع كسبيت أن الرد على هذا الادعاء: «ما هو البديل بالنسبة لكما؟ الذهاب لانتخابات رابعة؟ أم إرغام ليبرمان على العودة إلى أحضان نتانياهو والليكود؟ وحكومة ضيقة ستخرجنا من الزحمة التي تغلق الدولة كلها، وستخرج نتانياهو من منصبه، وستتصدع كتلة اليمين التي شكلها وتتفكك. والحريديون لا يمكنهم السماح لأنفسهم بالبقاء خارج حكومة، والأمر نفسه ينطبق على نفتالي بينيت وأييليت شاكيد. ثمة حاجة إلى أعصاب قوية. وهذه الرافعة الوحيدة التي بإمكانها إرغام نتانياهو على تشكيل حكومة وحدة يكون فيها الثاني بالتناوب على رئاسة الحكومة». ويقول كسبيت بذلك أن «كاحول لافان» بحاجة إلى دعم القائمة المشتركة تكتيكيا فقط، من أجل تشكيل حكومة وحدة لاحقا. لكن يبدو أن هذا سيناريو ليس واقعيا أبدا، خاصة وأنه يقضي بتنازل نتانياهو عن رئاسة الحكومة، الآن ويعود إلى المنصب في مرحلة لاحقة، إذا تمت تبرئته من اتهامات الفساد ضده . كذلك أشار موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أمس ، إلى خطة «كاحول لافان»، التي تقضي بما وُصف «حكومة وحدة من خلال نبضتين»، بحيث تقضي النبضة الأولى بتشكيل حكومة ضيقة بتدعم المشتركة من دون التجمع، وفي المرحلة الثانية توسيع هذه الحكومة بضم أعضاء كنيست من الليكود والحريديين إليها.