oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

باتجاه السلام في أفغانستان

09 مارس 2020
09 مارس 2020

مما لا شك فيه أن الاتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان يمثل خطوة مهمة في إطار السلام واستعادة الاستقرار في أفغانستان، بعد سنوات طويلة من التاريخ المأساوي في هذه المنطقة من العالم التي لم تكد تهدأ منذ أكثر من ثلاثة عقود، وحيث يتحرك التوتر من مرحلة لأخرى من التحولات الدولية، من زمن الحرب السوفييتية إلى ما بعد أحداث سبتمبر 2001 وإلى اليوم.

لكن يبقى التحدي في الفترة المقبلة متوقفا على تطبيق هذا الاتفاق الهام الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية، ما يتطلب التزاما من الأطراف المختلفة وتعاونا من قبل المجتمع الدولي، لكي تصل الاتفاقية إلى الأهداف المرجوة في تعزيز السلم في أفغانستان وفي الإقليم عامة.

بلا شك - كما قال مراقبون عدة- إنه اتفاق تاريخي، لم يأت إلا بعد جهود بذلت لتقريب المسافات، أدت إلى تصريحات إيجابية تكلل عنها هذا القرار، من المضي إلى منصة السلام، ويبقى المحك في اغتنام الفرصة، كما عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بقوله: «إذا كانت طالبان والحكومة الأفغانية على مستوى الالتزامات، سنمضي قدما لوضع حد للحرب في أفغانستان وإعادة جنودنا إلى الوطن».

فهناك دور مشترك في إحلال السلام وتحقيق الغايات المنشودة من العودة إلى الاستقرار وبناء المستقبل للمنطقة والاتجاه للتنمية والازدهار والاندماج في المجتمع الدولي، لكن الطريق لن يكون سهلا وهينا، ما يتطلب مزيدا من الفاعلية والمصداقية وتخفيض التوتر إلى أدنى درجاته، إلى تكليل المشهد بالوصول إلى السلام الدائم.

من حق الشعب الأفغاني أن ينعم بالأمان والاستقرار وأن يتمكن من بناء دولته الحرة والمستقبلية التي ينشدها، فثمة أجيال عاشت على مدى سنين طويلة مستمرة الحروب والأزمات، وهنا يتوقف القرار على صناع القرار السياسي في إثبات المصداقية في رؤية الأفق الأفضل لبلدهم وتلبية التطلعات المشروعة للشعب الأفغاني.

صحيح أن هناك تحديات جمة وتخوفات لدى بعض المراقبين، لكن يبقى الأمل في قطع الخطوة الأولى لأجل المزيد من دعم المسار المستقر لمصلحة الجميع.