salim
salim
أعمدة

نوافذ: حـرب النفـط

09 مارس 2020
09 مارس 2020

سالم بن حمد الجهوري

[email protected]

أطلت حرب النفط بوجهها القبيح من جديد بين أعضاء أوبك والمصدرين من خارجها، ليواجه العالم 3 حروب في وقت واحد، بعد المرض المتفشي كورونا، وتصادم المصالح بين منتجي النفط ، وانهيار أسعار الأسهم في البورصات العالمية، وكأن العالم تنقصه الكوارث والمعاناة التي يعيشها جزء كبير من سكانه نتيجة الحروب المشتعلة في كل مكان وخاصة منطقتنا التي يسرح ويمرح فيها أصحاب النفوذ الدولي.

حرب النفط الجديدة التي هوت أسعارها أمس على لوائح الأسعار الدولية، هي حرب قذرة، قد تحتاج إلى سنوات لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها بالأسعار المتداولة بين الخمسين والستين دولارا للبرميل، كحل مؤقت في انتظار تحسن الاقتصاد العالمي الذي يخسر يوميا مليارات الدولارات التي تصيب الجميع بالضرر، لاسيما الدول التي تعتمد على الإيرادات النفطية في الأساس لتضربها في مقتل ، ويعني ببساطة عجزها عن تنفيذ مشروعاتها الخدمية وتوفير سبل العيش الكريم لمواطنيها والتأخر في توفير رواتب موظفيها، وإيقاف كل شيء تقريبا في حياتها الاقتصادية اليومية التي تمتد إلى سلسلة من المنافع المتداخلة كالدومينو.

لا أحد يعلم أزمة النفط هذه المرة إلى متى سوف تستمر؟، إذا ما تمترست بعض الدول المنتجة للنفط والمؤثرة خلف مواقفها التي تمثل مصالحها الضيقة، التي تتألف من 13 دولة بعد خروج قطر من المنظمة مع مطلع هذا العام وهي السعودية والكويت والإمارات والعراق والجزائر وليبيا وإيران ونيجيريا وفنزويلا والجابون والإكوادور وأنجولا وغينيا الاستوائية، وهناك 8 دول متعاونة مع المنظمة وهي السلطنة والبحرين والسودان وروسيا والمكسيك وماليزيا وإندونيسيا وجنوب السودان .

علما أن دول الأوبك اجتمعت في 9 سبتمبر 1960 في العاصمة العراقية بغداد، وكان الهدف الأساسي من هذا التكتل، مواجهة شركات النفط الضخمة، ولكي تسيطر بشكل أكبر على أسعار النفط وعمليات الإنتاج .

اليوم تقوم بعض هذه الدول المصدرة للنفط من أعضاء منظمة أوبك والدول المتعاونة من خارجها، بتصفية حساباتها السياسية أولا على حساب شعوب الدول المنتجة للنفط كضخ أكبر من الحصص المتفق عليها خلال الأيام الأخيرة مخالفا لاتفاق آخر اجتماع لها الذي تم التوافق فيه على تماسك الأسعار، بعد أن هوت قبل عام إلى أسعار غير مقبولة لحفظ المصالح المشتركة للجميع، اليوم عادت المشكلة نفسها من جديد لتهوي الأسعار إلى قرابة نصف الأسعار لتصل يوم أمس إلى 27 دولارا، بعد أن برزت الخلافات مرة أخرى في الوقت الذي كانت فيه تسعى العديد من الأطراف داخل المنظمة وخارجها إلى تمديد الاتفاق السابق فترة أخرى بهدف البقاء في مساحة الستين دولارا على الأقل.

ثانيا: المصالح الاقتصادية لبعض الدول المؤثرة أحد الأسباب التي أدت إلى ذلك بهدف تجفيف الموارد المالية لبعض الدول، مع إيماننا أن الغرق سيشمل كلا من في السفينة دون استثناء، والثالث هو لتحجيم دور بعض الدول المنتجة للنفط في السوق العالمي.

الخلاف الرئيسي الذي تنطلق منه الأزمة الحالية، سببه عدم الاتفاق على المقترح في اجتماع أوبك يوم الجمعة الماضي، بتخفيض الإنتاج مرة أخرى بمقدار مليون ونصف المليون برميل يوميا، لإيجاد حالة من التوازن في الأسواق على أن يكون من أبريل إلى نهاية العام الحالي، وعلى ضوء الانهيار تقرر أن تجتمع أوبك في بداية شهر يونيو القادم بعد مشاورات بينها للاتفاق على صيغة جديدة أو تثبيت المقترح المقدم.

لكن حتى ذلك الوقت فإن أسعار النفط سوف تكون في مهب الريح، وتحتاج الدول المصدرة للنفط إلى اجتماع عاجل قبل هذا التاريخ من أجل استعادة ما فُقد من أسعار ورفعها حتى تستطيع الدول الإيفاء بالتزاماتها بعد أن وضعت ميزانياتها بين الخمسين والستين دولارا كأسعار للبرميل لتمويل تلك الميزانيات المالية التي تصاب الآن بانتكاسة ما لم يتم تداركها في أقرب وقت، الأيام المقبلة ستكشف الكثير من المواقف، وقد تصاحبها بعض الأحداث التي قد ترفع الأسعار دون إرادة بعض الدول المؤثرة في المنظمة ! .