صحافة

كيهان : الأزمة بين إيران والوكالة الذرية.. أبعادها وتداعياتها

08 مارس 2020
08 مارس 2020

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (كيهان) مقالاً نقتطف منه ما يلي:

في الآونة الأخيرة دخلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواجهة مباشرة مع إيران لجهة ادعاء أنها تقاعست بالكشف عن أنشطة غير معلنة لمواد نووية ورفضت دخول المفتشين إلى مواقعها، الأمر الذي حذّرت منه طهران ووصفته بأنه من شأنه أن يؤدي إلى تشويه صورة التعاون بين طهران والوكالة الدولية.

وقالت الصحيفة إن مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأعضاء فيها تكمن بإبداء التدابير اللازمة والتحلي بالحكمة في البت في القضايا الخلافية في إطار منهج منطقي لتجنب حصول أي سوء تفاهم بين الوكالة والدول المنضوية تحتها، معربة عن اعتقادها بأن تقرير المدير العام للوكالة الذرية الذي جاء بعنوان «اتفاقية ضمانات في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي «أن بي تي» ينبغي أن يتضمن تحديد أسباب أي طلب لإجراء عملية تفتيش لمكانين نوويين في إيران، إلّا أنه - والقول للصحيفة - لم تقدم الوكالة أي استدلال قانوني معتبر في هذا الصدد.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن الاستنساخات التي قدمتها الوكالة كأساس لطلبها غير موثقة ولا متعلقة بمصادر مفتوحة بل جاءت على أساس مزاعم قدمتها إسرائيل ادّعت الحصول عليها بواسطة ما وصفته بعمليات سرية، مشيرة إلى أن طهران تعتقد بأن إظهار الأوراق المبنية على معلومات غير موثقة، لا يتطابق مع النظام التأسيسي للوكالة الذرية واتفاقية الضمانات الشاملة والبروتوكول الإضافي، وأن مثل هذا الإجراء لا يسمح للوكالة بتقديم هكذا طلب ولا يترتب عليه إلزام لإيران لدراسته.

وألمحت الصحيفة إلى تصريح المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «بهروز كمالوندي» الذي أشار فيه إلى أن طلب الوكالة الذرية الحصول على معلومات لبعض المواقع النووية الإيرانية يجب أن يستند إلى مبرر قانوني، مشددة على أن إيران لديها أدلة على عدم الرد على أسئلة ومطالب الوكالة بهذا الخصوص.

كما نوّهت الصحيفة إلى تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية «تشاو لي جيان» الذي أعرب فيه عن أمله بأن تلتزم الوكالة الذرية بمبادئ الموضوعية والعدالة تجاه البرنامج النووي الإيراني، معتبرة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وممارسة الضغوط القصوى على إيران السبب الأساس للأزمة، وملمحة في الوقت نفسه إلى أن تقرير الوكالة يؤكد بأن أنشطتها مستمرة في التحقق من تنفيذ إيران للاتفاق النووي وأن طهران لم تستخدم المواد النووية المعلنة لأهداف أخرى، مضيفة بأن الصين ودولاً أخرى قد دعت إيران لمواصلة التعاون مع الوكالة الذرية من ناحية، وطالبت من ناحية أخرى بأن تلتزم الوكالة بمبادئ الموضوعية والعدالة، وتقوم بعمل المراقبة حسب التفويض الممنوح لها والتعاون مع إيران لحل القضايا العالقة.

كما دعت الصحيفة الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى انتهاج مسار الخطوة - خطوة في الاتفاق النووي والعمل على تنفيذه الكامل ودعم الجهود الدبلوماسية لحفظ الاتفاق، مستندة في هذا الموضوع إلى تصريح المسؤول في وزارة الخارجية الروسية «فلاديمير يرماكوف» الذي أكد فيه أن إيران تتقيَّد بالالتزامات بموجب قوانين الوكالة الذرية، وبالتالي ليس هناك ضرورة للتحدث عن أيّة انتهاكات من جانبها.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن الصفقة النووية بين إيران والقوى العالمية لم تصل إلى طريق مسدود أو نقطة اللاعودة حتى الآن رغم الصعوبات التي تعترضها خصوصاً بعد انسحاب أمريكا منها في مايو 2018، ولابدّ من مواصلة تنفيذ بنود هذه الصفقة المهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.