1454588
1454588
العرب والعالم

الهدوء الحذر يسود جبهات القتال في محافظة إدلب السورية

07 مارس 2020
07 مارس 2020

أنقرة تعلن تسيير دوريات مشتركة مع الجيش الروسي 15 الجاري -

دمشق - عُمان - بسام جميدة - وكالات -

لايزال الهدوء الحذر يسود الجبهات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا لليوم الثاني، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عند نقاط التماس بالمحافظة .

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار امس ، إن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع روسيا في إدلب بسوريا لم يشهد أي انتهاكات.

وذكر أكار أن وفدا عسكريا روسيا سيزور أنقرة هذا الأسبوع وأن تركيا بدأت العمل على إرساء قواعد الممر الآمن حول طريق «M4 في منطقة إدلب.

وأشار وزير الدفاع التركي إلى أن أنقرة سترد دون تردد على أي هجوم يستهدف نقاط المراقبة أو الجنود الأتراك في إدلب، معلنا عن تسيير دوريات مشتركة بين القوات التركية والروسية انطلاقا من 15 مارس الجاري.

وأفاد مصدر ميداني لـ عمان أن وحدات الجيش السوري جاهزة للرد بقوة على أي محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية التي دأبت في الماضي على خرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية والاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة ونقاط الجيش.

وأضاف المصدر أن الهدوء يسود المناطق التي حررها الجيش السوري خلال عملياته العسكرية ضد الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل بدعم من القوات التركية، وذلك من محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى محور غرب سراقب حيث تشهد المنطقة توقف الأعمال القتالية على مختلف المحاور بعد دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي تم توقيعه في موسكو أمس الأول حيز التنفيذ.

وفي وقت سابق أعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، أوليغ جورافليوف، أن المسلحين المتمركزين في منطقة إدلب نفذوا ست عمليات قصف منذ فرض نظام وقف إطلاق النار في المنطقة مساء الجمعة.

وأوضح رئيس المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، ومقره قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية، أن عمليات القصف استهدفت عددا من البلدات ومواقع القوات الحكومية السورية في محافظتي حلب واللاذقية وهي مناطق كفر حلال وخربة جزراية بمحافظة حلب ومواقع الجيش السوري في منطقة كباني وعكو بمحافظة اللاذقية.

ودعا جورافليوف قادة الفصائل المسلحة إلى التخلي عن الاستفزازات وتبني طريق التسوية السلمية.

وبدورها رحبت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، بالاتفاق المبرم مؤخرا بين روسيا وتركيا بشأن إدلب، مشددة على أنه «لصالح سوريا وجيشها وشعبها».

وشددت شعبان، في تصريحات أدلت بها إلى القناة السورية، على أن الاتفاق المبرم بين الرئيسين الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، في موسكو «خط بدماء السوريين لمصلحة سوريا وهو جزء من مسارات عدة سياسية وعسكرية ودبلوماسية».

وقالت المستشارة إن هذا الاتفاق تم التوصل إليه بفضل «تضحيات وبطولات» الجيش السوري الذي استعاد السيطرة على مساحة تتجاوز ألفي كم مربع و«فرض تنفيذ اتفاق سوتشي في إدلب»، مضيفة أن هذه «التضحيات» في المرحلة الراهنة «فرضت الاتفاق الذي بموجبه يتم فتح طريقي M4 وM5 مع التأكيد على استمرار مكافحة التنظيمات الإرهابية».

وأشارت شعبان إلى أن الاتفاق المبرم مؤقت ويخص منطقة معينة فقط، متهمة أردوغان بعدم الالتزام باتفاق سوتشي والتنسيق «تنسيقا مطلقا» مع إسرائيل والولايات المتحدة.

وأكدت المستشارة أن التنسيق الروسي-السوري «مسبق ودقيق، كما هناك مصداقية وثقة متبادلة ومطلقة بين البلدين»، لافتة إلى أن الجانب الروسي «برهن على مدى سنوات الحرب على سوريا وانخراطه في مكافحة الإرهاب أنه حليف يعتمد عليه ويحترم كلمته».

وأطلع الرئيس الروسي بوتين أمس نظيره السوري بشار الأسد في اتصال هاتفي على فحوى الاتفاق الذي ينص على إعلان وقف لإطلاق النار في إدلب، بعد قصف متبادل دموي بين الجيشين السوري والتركي.

من جهة أخرى، أعلنت إيران اغتيال القيادي في الحرس الثوري، العميد فرهاد دبيريان، في منطقة (السيدة زينب) بالعاصمة السورية دمشق، ليلة الجمعة.

ووفقا لما نشرته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، تم اغتيال دبيريان دون ذكر أي تفاصيل عن عملية الاغتيال أو الجهة المسؤولة.

وأشارت الوكالة إلى أن دبيريان كان مسؤولا عن منطقة السيدة زينب بدمشق، كما كان مسؤولا عن قيادة العمليات العسكرية في مدينة تدمر السورية أثناء معارك الجيش السوري لاستعادتها من تنظيم «داعش».

من الناحية الإنسانية، كشف المفوض الأعلى للشؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على عقد مؤتمر حول دعم سوريا، في أواخر شهر يونيو المقبل.

وقال بوريل، في مؤتمر صحفي، عقب اجتماع مجلس وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب: «لقد وافقنا على عقد مؤتمر لدعم مستقبل سوريا والمنطقة يومي 29-30 يونيو في بروكسل».

وتوقع المسؤول أن يعطي المؤتمر الذي سيجمع، بحسبه، «جزءا كبيرا من المجتمع الدولي»، الفرصة لتقديم دعم إنساني إضافي لسوريا والمنطقة.

إلى ذلك، طلبت بريطانيا من الأمم المتحدة تقديم معلومات أكثر تفصيلا إلى مجلس الأمن عن الجماعات التي لا تستطيع الوصول إليها بالمساعدات الإنسانية في سوريا، وذلك قبل جلسة يقول دبلوماسيون إنها ستشهد مواجهة أخرى محتملة بين الدول الغربية وروسيا حول شحنات المساعدات عبر الحدود.

وفي خطاب إلى مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة طلبت كارين بيرس سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة أيضا معلومات عن أنواع شحنات المساعدات التي يتعين أن تطلب الأمم المتحدة الحصول على موافقات بشأنها من السلطات في دمشق.

وكتبت بيرس في الخطاب الذي يحمل تاريخ الثالث من مارس تقول (مجلس الأمن وكذلك المانحون والمجتمع الدولي يحتاجون لمعرفة من يتسلم المساعدات وما إذا كانت هناك عمليات اعتراض للوصول الآمن والمستمر للمساعدات للناس الأكثر ضعفا...).

يأتي طلب بيرس إحالة تقارير الأمم المتحدة المفصلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن، الذي يضم 15 دولة، بعد أن سمح المجلس في يناير باستمرار عملية قائمة منذ ست سنوات لنقل المساعدات عبر الحدود من معبرين في تركيا لكنه أوقف نقلها عبر حدود العراق والأردن بسبب اعتراض روسيا والصين.

وقال دبلوماسيون غربيون إن إغلاق معبر العراق خفض المساعدات الطبية لشمال شرق سوريا بنسبة 40 %. واستنكر سفير روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا المخاوف من خفض عمليات نقل المساعدات عبر الحدود وقال إن الوضع على الأرض تغير وإن المساعدات تصل إلى المناطق المحتاجة من داخل سوريا.