1453663
1453663
المنوعات

لبيد العامري يطوف بعوالم مختلفة في ديوانه «بوسعي أن أقول»

07 مارس 2020
07 مارس 2020

عبدالسلام إبراهيم -

يستهل الشاعر في ديوانه «بوسعي أن أقول» بقصيدة «صوت أبي» مصورا أجواءه وعبقرية المكان التي تحفر في مخيلته وكتب أبيه التي سوف يكون لها تأثير في شاعريته ثم ينتقل إلى رحابة الشعر حيث بوشكين ولوركا، فنرى ذلك الطفل الذي يسمع، ثم تتدرج الحالة الشعورية فنقرأ «سيمفونية» و«هاجس» و«قريبا سيأتي» حيث تتناثر الأمنيات فتنقل كل ما هو غيبي إلى سماوات رحبة.

وينتقل المجاز إلى نكهة البحر ومعانقة الوحدة واستشراف قدرة الشمس على التجلي ومحو الغيوم التي تتسبب في حجبها وثقة الشاعر في قدرتها على تحطيم كل ما هو حسي، ثم ينتقل الشاعر إلى عوالم أخرى مكانية كصلالة وبحر.

وتتجلى روح الشاعر في قصيدة «موجة» التي يكشف فيها عن أنياب الرأسمالية التي ما تزال تقضي على أماني الطبقة المتوسطة في كل أنحاء العالم، ثم يكشف في قصيدة «أنياب» التي يكشف فيها أيضا عن الاحتلال الثقافي الذي لم يكن أقل قسوة من الاحتلال المكاني.

وبرغم كل ذلك يطوف بنا الشاعر إلى عوالم نفسية أكثر رحابة في قصيدة «صباح جديد» حيث يحلق برغم الأمراض والهموم في السماء ويتحول النهر في قصيدة «نهر بلادي» إلى رافد مهم في الثقافة والفكر، حتى نصل إلى «القصائد القصيرة» التي يتم فيها تكثيف حالات شعورية مكثفة ممتزجة بمجاز متوهج. وأخير أحييك صديقي لبيد العامري على مجموعتك الشعرية الممتعة التي نقلت لي أجواء وآفاقا شعرية محلقة ومتدفقة المجاز.