1454471
1454471
عمان اليوم

«الصحة»: توعية وتثقيف الحالات المصابة والمخالطين لها أهم أولويات الوضع الراهن لضمان وقاية المجتمع من تفشّي كورونا

07 مارس 2020
07 مارس 2020

للمجتمع الدور الأكبر في تقصّي المعلومة من مصادرها الموثوقة وعدم الالتفات للشائعات -

كتبت - عهود الجيلانية -

الكثير من المغالطات والإشاعات عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» تسود المجتمع العماني كغيره من المجتمعات حيث أدى تفشي الفيروس إلى إثارة الخوف خاصة بعد انتشاره السريع في العديد من دول العالم بصورة مخيفة فخلال أشهر قليلة تجاوز عدد المرضى على المستوى العالمي 101 ألف و 988 حالة إصابة به، و3491 حالة وفاة في 94 دولة ومنطقة، حسب آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إلا أن وزارة الصحة تبذل جهودا كبيرة في سبيل التصدي للإشاعات وتفعيل خطوط التوعية المجتمعية وتوجيه المسؤولين في الوزارة والجهات المعنية باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية الوقائية والتوعوية سواء في توعية المحجور عليهم منزليا ومؤسسيا أو كافة شرائح المجتمع الأخرى وتعزيز القدرات الصحية والتثقيفية في المحافظات، ورفع مستوى الوعي المجتمعي وإرشاد أفراد المجتمع باستخدام أعلى درجات الإحاطة والوقاية وتشغيل كافة الإمكانات المتاحة بالوزارة والجهات المعنية.

«$» رصدت جهود وزارة الصحة للنهوض ببرامج التوعية الصحية في التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد لما لها من أهمية في رفع مستوى الفرد من المعارف والمهارات الصحية وتنمية الممارسات الصحية السليمة، فقالت الدكتورة نوال الراسبية مديرة دائرة التثقيف و البرامج الصحية: تعد التوعية إبان تفشي جائحة للأمراض المعدية من التحديات التي تواجه التوعية الصحية لحساسية الوضع وإقبال المجتمع على تتبع المعلومات الصحية والأوضاع الحالية للجائحة، كما هو الحال في الوضع الحالي لتفشي مرض كورونا كوفيد -19 فمنذ الظهور الأول للحالات تابعت السلطنة عن كثب الأوضاع الراهنة للمرض وقامت بتشكيل فريق المتابعة والتصدي والذي كانت دائرة التثقيف وبرامج التوعية الصحية إحدى اهم أركانه، ومنها تم وضع خطة تواصل إعلامي تهدف في المقام الأول الى توعية المجتمع من عدة مراحل: مرحلة ما قبل ظهور الحالات، ومرحلة ظهور الحالات المرتبطة بالسفر التي نحن في طور التعامل معها حاليا وغيرها من المراحل اللاحقة.

وأضافت الراسبية: تهدف هذه المرحلة إلى إمداد المجتمع بمعلومات حول الوضع الحالي وما التدابير الوقائية لمنع التعرض والتعامل السليم عند التعرض للطارئ وقد كان إبقاء المجتمع على اطلاع من خلال البيانات والمؤتمرات الصحفية والتصدي للشائعات عبر نظام ترصد واستجابة والتواصل مع الإعلام من اللقاءات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية والتثقيف المجتمعي من قبل كادر التوعية الصحية بالمؤسسات الصحية والمؤسسات المجتمعية من خلال المجالس والمدارس والزيارات المنزلية وإنتاج وبث مواد وبرامج التوعية الصحية التي تتنوع بين المطبوعة والسمعية والمرئية التي يتم بثها من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل أو من خلال عرضها بالمؤسسات الصحية.

وقاية المجتمع

وأكدت الراسبية أن من أهم أولويات الوضع الراهن هي عملية توعية وتثقيف الحالات والمخالطين لها ليكونوا على وعي ويشاركوا في ضمان وقاية مجتمعهم من تفشي العدوى باتباع إجراءات العزل والحجر المنزلي التي يتم تزويدهم بها، وقد قامت الدائرة بالتعاون مع المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بإنتاج عدد من المواد التوعوية كبطاقة العزل التي تمنح للمصاب أو من يقوم برعايته وبطاقة الحجر التي تمنح للمخالطين حول الإجراءات التي يجب اتخاذها لحماية من حولهم وكيفية التصرف في حال ظهور الأعراض كما قد تم إنتاج مادة مرئية تعليمية حول كيفية الأخذ بهذه الإجراءات في حال العزل أو الحجر.

وأوضحت مديرة دائرة التثقيف: تبذل الجهات المعنية دورا كبيرا في متابعة هذه الحالات من خلال التواصل معهم والزيارات الميدانية للاطمئنان على المصابين وعدم ظهور أي أعراض مرضية على المخالطين والتأكد من أخذهم بالإجراءات الوقائية، وتأتي الأهمية التي توليها الوزارة مع هذه الفئات من منطلق أن تقيدهم بالتعليمات الموصى بها هو المعول الأهم في وقف تفشي العدوى ومحاصرة المرض. وإذ تبذل الوزارة بالتعاون مع جميع القطاعات المعنية كافة طاقاتها من أجل التصدي لهذه الجائحة والتقليل من عدد الحالات المسجلة للمرض في السلطنة فان للمجتمع الدور الأكبر في مساندة هذه الجهود من خلال تقصي المعلومة من مصادرها الموثوقة وعدم الالتفات للشائعات والأخذ بالإجراءات الوقائية كتغطية الفم والأنف بمنديل والتخلص منه في سلة النفايات أو بباطن الكوع عند العطس والسعال مع تجنب لمس الأنف والعينين إذا كانت اليد غير نظيفة وعدم مشاركة الآخرين للأدوات الشخصية، وتجنب الأماكن المزدحمة، وتجنب مخالطة المرضى بدون الأخذ بالإجراءات الوقائية ( كمامات – قفازات ) مع الحرص على تهوية الأماكن المغلقة باستمرار والحرص على أخذ التطعيمات اللازمة للفئات المحددة والراغبين بالسفر، وتجنب الملامسة والتعامل مع الحيوانات بدون أخذ الحماية المناسبة والذبح في المسالخ وطهي الطعام جيدا وتجنب الأطعمة والمشروبات مجهولة المصدر حيث إن الأخذ بهذه الإجراءات حماية للجميع من سائر الأمراض المعدية.

4 مستويات للتوعية

وذكرت الدكتورة نوال الراسبية قائلة : تبذل دائرة التثقيف والبرامج الصحية خطى حثيثة لمواكبة أهم التحديثات حول هذا المرض وتزويد المجتمع عبر خطة تواصل متخذة من التواصل مع الإعلام والعمل بمواقع التواصل أهم مصادر بث ونشر الوعي الصحي، فالتوعية الصحية عملية متصلة تبدأ من الوقاية من المرض ومكافحته والنهوض بالصحة وتنمية الرصيد الصحي مرورا باكتشاف المرض وعلاجه وإعادة التأهيل والتدريب على العناية الذاتية طويلة الأمد وقد أولت الوزارة اهتماما بالغا للنهوض ببرامج التوعية الصحية لما لها من أهمية في رفع مستوى الفرد من المعارف والمهارات الصحية وتنمية الممارسات الصحية السليمة كذلك زيادة الكفاءة الصحية والمقدرة الذاتية للحفاظ على الصحة وترشيد وتحقيق الاستغلال الأمثل للخدمات والموارد الصحية وتسهم التوعية الصحية في تعبئة المجتمع وزيادة مشاركته في الجهود الصحية المجتمعية. وتعتبر التوعية الصحية هي تلك الجهود المقصودة والمخططة والمستمرة لتزويد الناس بالمعلومات الصحية بهدف رفع وعيهم الصحي، وتصحيح معتقداتهم وعاداتهم غير الصحية، وتعديل سلوكياتهم، بما يحفظ لهم مزيدا من الصحة ويقلل من احتمالات إصابتهم بالمرض، فهي تلك العملية المتواصلة التي تمكن المواطنين كأفراد وكأعضاء في كيان المجتمع من اتخاذ القرارات بصورة طوعية وتعديل سلوكياتهم وأحوالهم الاجتماعية بما يعود عليهم بموفور الصحة والعافية.

وعن أشكال التوعية الصحية التي تقدمها الدائرة أشارت إلى أن الدائرة تعمل على أربعة مستويات أولها تثقيف الأفراد حيث يتم تثقيف الفرد عن الأمور التي تهمه مثل التغذية، ومسببات المرض والوقاية، والإصحاح البيئي...وغيرها من المواضيع، وثانيا التثقيف الأسري: فالكثير من السلوكيات الصحية تغرس في النفوس من خلال الأسرة لذا فإن التثقيف في هذا المستوى مطلوب لما له من تأثير إيجابي مستقبلي على أفراد الأسرة ومن ثم المجتمع بأسره، وثالثا التثقيف للمجموعات: تشمل المجموعة أفراداً ذوي خصائص متشابهة مثل الجنس والعمر وغيرها والمعرضين لبعض المشاكل الصحية مثل: أطفال المدارس- الأمهات- المدخنين ومن الأهمية في تثقيف المجموعات هو المشاركة الإيجابية بين المتلقين. رابعا التثقيف المجتمعي: ويتم ذلك عن طريق وسائل الإعلام الجماهيري ومواقع التواصل الاجتماعي بحيث يصل إلى عدد كبير من المواطنين على اختلاف شرائحهم ومستوياتهم.

توثيق العلاقة المجتمعية

ومن جانبه أكد راشد بن محمد الراشدي رئيس مركز الاتصال بوزارة الصحة على أهمية تعزيز وتوثيق العلاقة بين المجتمع والوزارة فالمركز هو المسؤول عن استلام وتوثيق وتنسيق الشكاوى والبلاغات والمقترحات وتثقيف المجتمع وتزويد المتصلين بالإجابات والردود على استفساراتهم.

وأوضح قائلا: تقوم رسالة المركز على خدمة جميع المواطنين والمقيمين في السلطنة المستفيدين من خدمات وزارة الصحة باحترافية عالية وباستخدام تقنيات حديثة، فحاليا يسعى المركز إلى تنفيذ مجموعة من الأعمال فيما يخص فيروس كورونا المستجد من خلال التوعية الصحية للمتصلين وتعريفهم بطرق الانتقال والأعراض وطرق الوقاية، كما يقوم المركز بتوجيه القادمين من الدول الموبوءة بالفيروس المستجد فيما يخص الحجر الصحي وتوعيتهم بطريقة الحجر الصحي المنزلي وتدوين بياناتهم وإرسالها للمعنيين وتقديم الإرشادات اللازمة لهم، والرد على الشائعات التي تظهر بين الفينة والأخرى، واستقبال الملاحظات والبلاغات التي ترد من المتصلين فيما يخص الفيروس المستجد ورفعها للجهات المعنية.

وأضاف رئيس مركز الاتصال: أصبح عدد موظفي المركز 18 شخصا بعد تعزيزه بكوادر من المؤسسات الصحية يعملون في المركز على مدار الساعة ويتم الربط مباشرة مع مركز إدارة الحالات الطارئة بالوزارة، كما يسعون إلى تحسين مستوى جودة الخدمات والرعاية الصحية وتفعيل طرق التواصل المجتمعي بين الأفراد والوزارة والوقوف على المشاكل المتكررة وإيجاد الحلول اللازمة لها.

وحول نوعية الاتصالات التي يستقبلها المركز، أوضح الراشدي أن المركز يقوم بالتثقيف الصحي وهي الاتصالات التي ترد للمركز للاستفسار عن معلومات صحية أو مرتبطة بأمراض معينة، ويتم الرد عليها من قبل موظفي المركز المؤهلين للرد على مثل هذه الاستفسار، وتقديم المعلومات العامة للاتصالات التي ترد للمركز للاستفسار عن معلومات عامة عليها من قبل موظفي المركز. واستقبال المقترحات من المكالمات التي ترد إلى مركز الاتصالات لتقديم مقترح معين لتطوير وتحسين إحدى الخدمات المقدمة من قبل الوزارة ويتم تحويل المقترح لجهة الاختصاص، كما يستقبل المركز اتصالات حول البلاغات عن أي خلل في منظومة الخدمات الصحية أو مرافقها ويتم تحويل البلاغ لجهة الاختصاص للمتابعة واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يستقبل اتصالات الشكاوى على أي خدمة في المنظومة الصحية والمتصل ينتظر ردا لشكواه أو تلقي خدمة معينة، ويتم تحويل الشكوى لجهة الاختصاص للمتابعة واتخاذ الإجراءات اللازمة وغلق الشكوى بعد إيجاد حل لها.

وأشار الراشدي إلى ضرورة أخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة والابتعاد عن الإشاعات والمعلومات المغلوطة حول الأمراض وأخذ المعلومات الصحيحة من مصادرها المعتمدة مثل حسابات الوزارة في منصات التواصل الاجتماعي أو الاتصال بمركز الاتصال للوزارة على الرقم24441999