أفكار وآراء

نهضـــة متجددة وجهود متواصلة (2)

07 مارس 2020
07 مارس 2020

سالم بن سيف العبدلي / كاتب ومحلل اقتصادي -

تعهد جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - بالمضي قدما على طريق البناء والتنمية بنفس الوتيرة التي بدأت فيها النهضة الأولى بقيادة بانيها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - والهدف الأسمى والغاية من ذلك هو خدمة عمان وشعبها ويستذكر جلالته أيضا حجم وعظمة الأمانة والمسؤولية مؤكدا على أهمية صون مكتسبات النهضة والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بالإرادة الصلبة وتكاتف الجميع بحيث لا تراجع ولا عودة إلى الوراء فالتنمية والبناء ماضيان إلى الأمام بتوفيق من الله وبهمة أبناء عمان المخلصين.

ونظرا لأهمية الشباب في بناء الأوطان وصناعة التنمية وبناء المستقبل لذا فإن جلالة السلطان هيثم أكد في خطابه التاريخي بأنه سوف يحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم وتطلعاتهم وأن تطلعاتهم سوف تجد العناية التي تستحقها من لدن جلالته وهذا الوعد بلا شك يبهج النفس ويوقظ الهمم ويحيي العزيمة لدى الشباب العماني الذي يتوق إلى البناء والمساهمة فيه كما ساهم آباؤهم في بناء النهضة الأولى وأجدادهم في يناء تاريخ عمان التليد.

ولما للتعليم من أهمية كبيرة في بناء الأوطان فإن جلالة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - قد أعطاه اهتماما بالغا وعناية فائقة منذ بزوغ فجر النهضة وقال مقولته المشهور (سوف نعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة) وقد كانت تلك المرحلة تتطلب تعليما يختلف عن التعليم الذي يحتاجه الشاب اليوم في ظل ثورة المعلومات من هنا جاء تأكيد جلالة السلطان هيثم ـ حفظه الله ـ على الاهتمام بالتعليم بمختلف أنواعه ومستوياته مع توفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار وفي حقيقة العلم فإن البحث العلمي والابتكار أصبحا من الأمور المهمة للغاية، فمن خلالهما نستطيع اللحاق بركب التقدم والتطور والمرحلة القادمة لا مكان فيها للعلم التقليدي والذي يعتمد على التلقين والنظريات.

وبما اننا نحن على أعتاب تنفيذ الرؤية المستقبلية عمان 2040 والتي سوف يبدأ تنفيذها العام القادم مع بداية الخطة الخمسية العاشرة والتي أشرف عليها جلالته شخصيا من خلال رئاسته للجنة الرئيسة فإن جلالته تطرق إلى مضامين تلك الرؤية والتي جاءت من الشعب، حيث شارك في إعداد مقترحاتها وبنودها أغلب شرائح المجتمع من خلال الندوات واللقاءات المفتوحة التي عقدت في عدة مواقع في مسقط وفي مختلف المحافظات من هنا فإن جلالته ـ حفظه االله ـ يؤكد على أهمية هذه الرؤية والتي تحدد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسلطنة خلال العقدين القادمين، والجميع يأمل أن يتم تنفيذ رؤيتها بكل جدارة لذا فإن هذه الرؤية تبنى على أسس صلبة ومتينة وعزيمة لا تلين كما وصفها جلالته والجميع يتطلع إلى مستقبل أفضل مع إدراك بأن هناك تحديات داخلية وخارجية ألا أنه بالعزيمة والإصرار يمكن تحقيق الأهداف المرجوة.

تنفيذ هذه الرؤية تحتاج إلى أدوات ووسائل هامة للغاية كما انها تحتاج إلى تضحيات من أجل الوصول إلى الأهداف المرسومة وتحقيق الغايات وهذا ما يأمله الجميع خلال المرحلة القادمة، وقد أشار جلالته في خطابة إلى العديد من تلك الوسائل والمعينات التي سوف يتم تنفيذها من أجل تحقيق الرؤيا وتصبح الأحلام حقيقة ومع الأخذ بالأسباب يتحقق الهدف وبما إننا جزاء لا يتجزأ من هذا العالم فإننا بلا شك نتأثر بما يحصل فيه وما يجري من قضايا اقتصادية واجتماعية نتفاعل معها فنؤثر ونتأثر بها كما جاء في حديث جلالته وفي الأسبوع القادم سوف نقف عند بعض الأدوات التي أشار إليها جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ـ في خطابه.