1453885
1453885
العرب والعالم

هدوء حذر في إدلب وأطراف النزاع ملتزمون بوقف إطلاق النار

06 مارس 2020
06 مارس 2020

«الأوروبي» اعتبره أمرا جيدا وواشنطن والأمم المتحدة تأملان في تخفيف حدة الوضع -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - وكالات -

بدأ سريان وقف اطلاق النار في منطقة خفض التصعيد منذ الليلة قبل الماضية عقب الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بين الرئيسين الروسي والتركي مساء أمس الأول في موسكو.

وأفادت مصادر ميدانية وإعلامية الهدوء الحذر يسود مختلف الجبهات وأن الوضع في مدينة سراقب جنوب شرقي إدلب هادئ وأطراف النزاع ملتزمون بوقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف الليلة قبل الماضية.

وأشارت المصادر إلى أن التنظيمات الإرهابية استهدفت بشكل مكثف طريق دمشق - حلب قبل دخول اتفاق الهدنة الروسي - التركي حيز التنفيذ بساعة، وأسفر القصف الذي نفذته هذه التنظيمات عن تدمير ما لا يقل عن 5 سيارات، كما قامت بهجوم عنيف في منطقة سراقب قُبيل سريان الهدنة.

وفي هذا السياق رحبت أوساط دولية بالاتفاق المعلن وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، أمس، إن اتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي أمر جيد وشرط مسبق لتقديم مزيد من المعونات الإنسانية الأوروبية لإدلب.

ورحب بوريل باتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية، وقال إن التكتل سيكثف الآن مساعدة المدنيين المتأثرين بالصراع.

وقال للصحفيين قبل رئاسة اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الكرواتية زغرب «وقف إطلاق النار أمر جيد. دعونا نرى كيف يمضي لكنه شرط مسبق لزيادة المساعدات الإنسانية للسكان في إدلب».وردا على سؤال بشأن إمكانية فرض منطقة حظر طيران في إدلب قال « يتعين أن نركز جهودنا على الجانب الإنساني».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، أن الولايات المتحدة تأمل أن تساهم الاتفاقيات التي وقعت بين رئيسي روسيا وتركيا فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان بشأن إدلب السورية في تخفيف حدة الوضع.

وقال المتحدث إن « تقارير اليوم شجّعتنا بشأن الاتفاقات الروسية التركية ووقف إطلاق النار في إدلب، والتي نأمل أن تساعد في تخفيف حدّة الوضع الخطير للغاية وتخفيف الأزمة الإنسانية الرهيبة».

من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، عن أمله بأن تفضي الاتفاقيات الموقّعة إلى وقف فوري ودائم للأعمال القتالية.

وبدوره قال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك،أمس إنه يجب تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة بشأن منطقة إدلب السورية من خلال إقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض أي مستشفيات للقصف.

وتابع: «أعتقد أن الدول الأوروبية ترغب بشدة في المضي قدما لإقناع كل أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإقامة منطقة حظر الطيران تلك». وأوضح: «هذا لن يعوق القتال ضد القاعدة، لكنه سيوقف قصف المستشفيات». بحسب ما نقلت «رويترز».

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، أن روسيا وتركيا توصلتا إلى وثيقة مشتركة حول التسوية في سوريا، بعد المحادثات في الكرملين.

وأعرب بوتين عن ثقته في أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها ستصبح الأساس لحل الوضع في إدلب.

وقال بوتين عقب مباحثاته مع أردوغان: «آمل أن تكون هذه الاتفاقات بمثابة أساس جيد لإنهاء العمليات العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ووضع حد لمعاناة السكان المدنيين... وتهيئة الظروف لاستمرار عملية السلام في سوريا بين جميع أطراف الصراع».

وأشار بوتين إلى أن روسيا لا تتفق دائمًا مع تركيا بشأن تقييمات ما يحدث في سوريا، لكن الأطراف تتمكن من إيجاد أرضية مشتركة في اللحظات الحرجة.وأكد الرئيسان اهتمامهما بمواصلة عملهما في إطار صيغة أستانا، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب.

وأعلن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن روسيا وتركيا ستنشئان ممرا آمنا بطول 6 كم إلى شمال وجنوب الطريق « M4 « في سوريا.

وأضاف لافروف: « اتفقت روسيا وتركيا بتسيير دوريات مشتركة على طول طريق « M4 « في سوريا ابتداء من 15 مارس «.وتابع أنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف جميع الأعمال القتالية على طول خط التماس ابتداء من منتصف ليلة 5 مارس. وتنصّ المذكرة على ضرورة «الاتفاق في غضون 7 أيام على معايير محددة لإنشاء الممر الآمن من قبل وزارتي الدفاع الروسية والتركية»، وتؤكد «تصفية كل المجموعات الإرهابية في إدلب، وخصوصاً المدرجة على لائحة مجلس الأمن الدولي».

وبهذا الصدد، جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على أن لسورية كامل الحق في القضاء على التنظيمات الإرهابية في أراضيها.

وشددت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي في موسكو الجمعة، على ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في سورية مبينة أن موقف موسكو حيال ذلك ثابت وأن اتفاق وقف الأعمال القتالية في إدلب المعلن أمس يجدد التأكيد على مواصلة محاربة الإرهاب بكل أشكاله.

إلى ذلك، وقبل سريان وقف اطلاق النار، ردت المدفعية السورية والطيران الحربي على مصادر النيران التي استهدفت مواقعه في سراقب وأماكن أخرى، ونشر الإعلام الرسمي السورية، مشاهد فيديو وصور لتدمير أعداد كبيرة من الآليات والمدرعات في محافظة إدلب السورية.

نقلت قناة «السورية» الرسمية، عن مراسلها في إدلب، أنباء عن تدمير ما يقارب من 100 آلية وعربة تركية كانت تقاتل في إدلب، بحسب المصدر.

ومن جهتها نشرت وكالة «سانا» مشاهد جوية مصورة، تظهر تدمير أعداد كبيرة من الآليات العسكرية، من خلال توجيه ضربات جوية مركزة على أماكن انتشارها في ريف إدلب.

وبينت المشاهد تدمير أرتال وسيارات عسكرية ودبابات، وهروب الأفراد من داخلها، بالإضافة لتدمير المقرات وأماكن انتشار العربات.

وكان إرهابيو «جبهة النصرة» قد استأنفوا، إطلاق النار على مدينة سراقب السورية والطريق السريع «M5 « الذي يربط مدينتي دمشق وحلب قبل اعلان الاتفاق بساعات.

ودارت «اشتباكات متقطعة مع تبادل لاطلاق النار في الساعات الثلاث الأولى من يوم أمس، ثم توقفت لاحقاً»، وفق المرصد الذي أحصى مقتل ستة عناصر من قوات النظام مقابل تسعة من فصيل الحزب التركستاني الاسلامي، الذي يضم غالبية من المقاتلين الصينيين من أقلية الأويغور ويقاتل الى جانب هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً).وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس «يسود الهدوء الحذر والهدنة لا تزال صامدة حتى الآن».