1453534
1453534
العرب والعالم

الأسد يتهم أردوغان بـ «ابتزاز» أوروبا وواشنطن تدعو لدعم تركيا

05 مارس 2020
05 مارس 2020

مقتل 15 مدنيا في غارة روسية شمال غرب سوريا -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

اتّهم الرئيس السوري بشار الأسد نظيره التركي رجب طيب أردوغان أمس بـ«ابتزاز» أوروبا عبر إرسال اللاجئين إليها على وقع التصعيد العسكري في إدلب.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة «روسيا 24» بثّها الاعلام الرسمي السوري «بدأت تركيا بإرسال الدفعة الثانية من اللاجئين كنوع من الابتزاز لأوروبا».

وتدعم أنقرة الفصائل المقاتلة في تصديها لهجوم واسع تشنّه قوات الجيش السوري بدعم روسي منذ أكثر من ثلاثة أشهر في إدلب.

واتهم الأسد أردوغان بدعم «الإرهابيين» في إدلب، حيث تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة المنطقة.

وعن إمكان عودة العلاقات الى طبيعتها مع تركيا، قال الأسد «لا يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة وأردوغان يدعم الإرهابيين، لا بدّ من التخلي عن دعم الإرهاب وعندها تعود الأمور» مؤكداً أن «العداء غير موجود بين الشعبين وسببه أحداث سياسية أو سياسات ترتبط بمصالح خاصة».

وأكد الأسد أنه «من الناحية العسكرية الأولوية الآن لإدلب»، معتبراً أن «تحرير إدلب يعني أن نتوجه لتحرير المناطق الشرقية» في إشارة إلى مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد الذين لطالما وضعهم أمام خياري المفاوضات أو الحل العسكري. وتحمل دمشق على الأكراد تلقيهم الدعم من الولايات المتحدة التي تنشر قوة في شرق سوريا «لحماية آبار النفط».

وقال إنه لا يمكن لأي حوار مع الأكراد أن يصل إلى نتيجة طالما لم يحددوا «موقفاً واضحاً ضد الأمريكيين» مخاطباً اياهم بالقول «لا يمكن أن تكون مع الشرطي وفي الوقت ذاته مع اللص» في إشارة الى واشنطن التي يتهمها بسرقة آبار النفط في شرق سوريا.

من جانبه دعا مسؤول أمريكي كبير أمس الأوروبيين إلى تقديم دعم أكبر لتركيا في سوريا حيث قتل أكثر من 50 جنديا تركيا فبراير الماضي على يد قوات الجيش السوري الذي يسعى بدعم من موسكو لاستعادة إدلب آخر معقل للمعارضة.

واعلن الممثل الأمريكي الخاص لسوريا جيمس جيفري خلال مؤتمر في اسطنبول خصص للوضع في محافظة إدلب شمال غرب سوريا «هناك خطوات دبلوماسية عديدة اتخذناها أو يمكن أن نتخذها بما في ذلك تحرك الأوروبيين» لمساعدة تركيا.

وأضاف «من المبادىء التي أيدها الرئيس دونالد ترامب والكونجرس الأمريكي هو ضرورة بذل جهد جماعي ليس فقط من قبل تركيا والولايات المتحدة بل أيضا من حلفائنا في الأطلسي أساسا، الأوروبيين».

وتابع «ندفع بالأوروبيين للمساهمة بشكل كبير. على سبيل المثال صواريخ باتريوت الدفاعية الاسبانية المنتشرة حاليا في تركيا على قاعدة انجرليك. نريد أن نرى خطوات أخرى مشابهة من قبل الأطلسي».

ميدانيا : قتل 15 مدنياً، بينهم طفلة، أمس في غارات شنتها طائرات حربية روسية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واستهدفت الغارات بعد منتصف الليلة قبل الماضية «تجمعاً للنازحين»، ممن فروا من التصعيد المستمر في المنطقة منذ أشهر، بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي بحسب المرصد الذي أشار إلى إصابة 18 شخصاً بجروح مرجحاً ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة.

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان مبنيين، عبارة عن مزرعة دجاج لجأ إليها النازحون قرب حقل زراعي، وقد انهار جزء كبير منها.

وفي إحدى المستشفيات، شاهد المراسل جثث القتلى وقد لُفت ببطانيات شتوية بينهم جثة طفلة رضيعة بلباس زهري اللون.

من جانبه قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، إن تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية حول الوضع الإنساني في محافظة إدلب، يظهر استمرار هذه الدول بتسييس كل ما هو إنساني لخدمة مصالحها.

وقال المصدر إن تصريحات مسؤولي بعض الدول الغربية حول الوضع الإنساني في محافظة إدلب بسبب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية، وتجاهلهم للجرائم التي ترتكبها هذه التنظيمات وقوات (الرئيس التركي رجي طيب) أردوغان التي تقاتل معها بحق المدنيين السوريين، يظهر حجم النفاق والكذب الذي تحمله سياسات هذه الدول واستمرارها بتسييس كل ما هو إنساني وتطويعه لخدمة مصالحهم، غير آبهة بفقدان السوريين لأرواحهم أو هجرهم لمنازلهم أو لتدهور أوضاعهم المعيشية.كما تصدت الدفاعات الجوية السورية، بعد منتصف الليلة قبل الماضية لأهداف معادية في سماء مدينة حمص وسط سوريا.

وأفاد مصدر عسكري أنه بعد منتصف الليلة قبل الماضية رصدت وسائط دفاعنا الجوي حركة طيران حربي إسرائيلي قادم من شمال فلسطين المحتلة باتجاه صيدا وأطلق من فوق الأجواء اللبنانية عدة صواريخ باتجاه المنطقة الوسطى.

وأضاف المصدر أنه تم التعامل على الفور مع الصواريخ المعادية والتصدي لها بنجاح ومهنية حالت دون وصول أى منها إلى مواقعنا المستهدفة.

ويتزامن الإعتداء الإسرائيلي وسط سوريا مع عدوان آخر تشنه طائرات إسرائيلية في سماء منطقة الجولان المحتل جنوب غرب سوريا.

وتزامنت تلك الهجمات مع تقدم متسارع للجيش السوري تلك الليلة باتجاه معاقل «جبهة النصرة» وبقية الفصائل المسلحة في منطقة جبل الزاوية جنوب مدينة جسر الشغور بريف إدلب الجنوبي الغربي، حيث واصل الجيش السوري تقدمه على محور سراقب، ومحور سفوهن بالريف الجنوبي، بعد إحباطه عدة هجمات شنتها التنظيمات المسلّحة.

ونجح الجيش والحلفاء في صدِّ هجومٍ على حاس وكفرنبل وسراقب، وذلك بمساندة سلاح الجو السوري الذي نجحت طائراته في قصف رتل للمسلحين خلال محاولته التقدّم لمؤازرة الجماعات المسلحة المحاصرة في سفوهن.

وتابع تقدمه وأحكم سيطرته على بلدات الصالحية ومعارة عليا وآفس وتلتها الإستراتيجية، ليؤمّن بذلك مدينة سراقب وطريق عام حلب حماة المار فيها، عقب اشتباكات عنيفة مع القوات التركية والتنظيمات الإرهابية التي تتحالف معه.

وقد بدأَ الجيش السوري والقوات الحليفة عملية اقتحام بلدة سفوهين في ريف إدلب الجنوبي لاستعادتها بعد ان صد الهجوم على محور ترنبة وعمل على استعادة القرى التي انسحب منها مؤخراً في جبل الزاوية بعد تدمير خطوط الصد الأولى في محور قريتي كفر عويد وسفوهن واقتحم القريتين، وخاض اشتباكات عنيفة مع القوات التركية والمجموعات المسلحة بتغطية نارية من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة حيث شن الطيران الحربي، غارات مكثفة على مواقع المسلحين في بلدتي البارة وكنصفرة ودمر رتلاً عسكرياً للإرهابيين، وواصل عمليته العسكرية نحو بلدة كفر عويد في الضفة الغربية لجبل الزاوية.

كما خاضت وحدات من الجيش اشتباكات عنيفة على محور ادلب مع فصائل أخرى شنت هجوماً على آثار شنشراح في منطقة معرة النعمان وتم إحباط الهجوم، على بلدات الصالحية ومعارة عليا وآفس وتلتها الإستراتيجية، وأمن بذلك مدينة سراقب وطريق عام حلب حماة المار بها بالكامل.

كما شن الجيش السوري هجوماً في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي في محوري بلدتي العنكاوي والسرمانية لاستردادهما مجدداً من قبضة «النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني».

فيما ذكر المرصد السوري المعارض أن الفصائل تمثل سيطرت على تلة الراقم التي يتواجد فيها نقطة مراقبة تركية وفك الحصار عنها، وذلك بعد سيطرتها على قرية الشيخ عقيل بريف حلب الغربي.

من جهتها، استنكرت وزارة الخارجية السورية، تسلل مسؤولين امريكيين بشكل غير مشروع، الى ادلب، واعتبرت خطوتهم هذه «استهانة بالقوانين والمواثيق الدولية».

وأشارت الخارجية الى ان سلوك المسؤولين الامريكيين يعتبر «انتهاكا» للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، التي تؤكد على «احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها».

وأدان البيان « سلوك اللصوصية وقطاع الطرق» للإدارة الأمريكية وتركيا، بعد تسلل مسؤولين أمريكيين إلى إدلب. واضاف البيان أن الخطوة الامريكية تمت بـ«التواطؤ» مع تركيا، وتكشف «دور أمريكا التخريبي»، في دعم الحملة العسكرية التركية في شمال سوريا، و«تعقيد الأوضاع في سوريا»، وسعيها في «التغطية على جرائم المجموعات المسلحة».