1452951
1452951
الاقتصادية

تدشين حملة إرشادية حول تحصين الثروة الحيوانية واستخدام الأدوية البيطرية

05 مارس 2020
05 مارس 2020

برامج توعوية متعددة تنفذها الزراعة والثروة الحيوانية بظفار -

صلالة : بخيت كيرداس الشحري -

في إطار الجهود المستمرة التي تنفذها المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار لنشر الوعي من خلال التواصل المباشر مع المواطنين المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والوقوف على ملاحظاتهم بما يحقق الأهداف الرامية إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية من الأمراض والأوبئة ورفع جودة الإنتاج وسلامة المجتمع من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وكذلك الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية نفذت المديرية عددا من حلقات العمل التوعوية في عدد من ولايات محافظة ظفار.

دشنت المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية بمحافظة ظفار يوم أمس أولى ندوات الحملة التوعوية الإرشادية حول أهمية تحصين الثروة الحيوانية وطرق استخدام الأدوية البيطرية والوقاية من الأمراض بنيابة زيك التابعة لولاية صلالة برعاية مبارك بن تمان مغراب العمري نائب الوالي بزيك وحضور عدد من الأهالي مربي الثروة الحيوانية في المنطقة والقرى القريبة، وقد افتتح الندوة سعيد بن علي بن مبارك الشحري مدير دائرة التنمية الزراعية بصلالة بكلمة عن أهمية الثروة الحيوانية ودورها في تحقيق متطلبات الأمن الغذائي وعن أهمية الحفاظ على هذه الثروة من الأمراض والأوبئة وذلك باتباع الأساليب الحديثة في التربية والتحصين المستمر لها من الأمراض كما أكد على أهمية التعاون بين المربين والعيادات البيطرية الحكومية التي أنشأتها الحكومة لخدمة الثروة الحيوانية في مختلف ولايات المحافظة.

بعد ذلك قدم المهندس احمد بن سالم النجار مدير دائرة الثروة الحيوانية عرضا مرئيا عن التحصين ودوره في تجنب الأمراض الوبائية كما قدم الدكتور حمدي شعبان الطبيب البيطري بالمديرية نبذة تعريفية عن أمراض البروسيلا وجون وكيفية الوقاية منهما.

محاضرة توعوية عن مرض البروسيلا

كما نظمت دائرة التنمية الزراعية بسدح محاضرة عن مرض البروسيلا بنيابة حدبين التابعة لولاية سدح قدمها الدكتور أشرف سيد عواد أحمد الطبيب البيطري بعيادة طوي أعتير التابعة لدائرة التنمية الزراعية بمرباط وحضرها طلاب المدارس والمعلمون والأهالي.

وذكر الدكتور أشرف بأن تسمية هذا المرض تعود إلى مكتشفه الإسكتلندي ديفيد بروس، كما يطلق عليه مرض حمى البحر الأبيض المتوسط أو حمى مالطا نسبة إلى مكان اكتشافه في جزيرة مالطا بالبحر المتوسط في القرن العشرين بعد إن انتشر بين الجنود البريطانيين. كما يطلق عليه الحمى المتموجة لأنه يؤدي إلى ارتفاع درجه الحرارة ليلا في الإنسان، كذلك يطلق عليه مسمى داء الإجهاض المعدي لأنه يتسبب في إجهاض الحيوان الحامل، كما يسمى بداء الحيوان لأنه ينتقل من الحيوان للإنسان.

كما تحدث الدكتور أشرف عن فترة الحضانة وهي الفترة منذ دخول الميكروب إلى الجسم لحين ظهور الأعراض وتتراوح بين أسبوع إلى شهرين بعدها تظهر أعراض البروسيلا على الإنسان المصاب متمثلة في ارتفاع درجة حرارة الجسم ليلا في حين أنها تظل طبيعية نهارا (حمى متموجة)، كما يظهر على المصاب التعرق الشديد والمعاناة من الصداع وانخفاض الوزن مع آلام في الظهر والتهاب في المفاصل والكبد والأنيميا.

وعن العدوى بالمرض وطرق انتقاله للحيوان، يقول الدكتور أشرف بأن مرض البروسيلا قد ينتقل بين الحيوانات عن طريق تلوث الطعام أو الماء بميكروب البروسيلا أو من خلال لحس الحيوانات للأجنة المجهضة أو مشيمة الحيوان المصاب. كما تلعب الكلاب الضالة دورا كبيرا في نقل المرض بسبب أكل المشيمة أو الجنين المجهض لحيوان مريض أو من خلال استخدام ذكور مصابة بالمرض.

كما تحدث عن الأعراض المرضية التي تظهر على الحيوان المصاب بعد أن تنتهي فترة الحضانة والتي تتراوح بين أسبوع إلى 36 أسبوعا، ومنها حدوث إجهاض في الإناث الحوامل في الثلث الأخير من الحمل أو موت المولود في الأيام الأولى بعد الولادة. كما قد يصاب الحيوان باحتباس المشيمة لأكثر من 24 ساعة بعد الولادة، أو بالتهاب الرحم المزمن أو انقلاب الرحم، والتهاب الضرع أو العرج والتهاب المفاصل، كما تصاب الذكور بتضخم الخصيتين وحدوث تغيرات في شكل الحيوانات المنوية.

وأوضح الدكتور أشرف عواد أن لمرض البروسيلا آثارا شديدة السلبية على الاقتصاد نتيجة إجهاض الحيوانات العشار وتدهور إنتاج الحليب وانخفاض الخصوبة، وأن علاج المرض في الحيوانات ليس فعالاً ولا عملياً، والوقاية من المرض في مناطق توطنه التي تشهد نسب إصابات عالية تعتمد على العديد من الإجراءات أهمها التحصين، أما في المناطق ذات الإصابات المحدودة فتتبع سياسة الفحص والتخلص من الحيوانات الإيجابية بالذبح.

وللسيطرة على المرض فإن الوقاية خير من العلاج، لذا يجب العمل على تحصين العجول والحملان والجديان الصغيرة في أعمار مبكرة من خلال استخدام لقاح REV-1 الحي المضعف في السلطنة. وعندما تكون نسبة الإصابة منخفضة (1-5%) يفضل عزل وذبح الحيوانات التي تثبت إصابتها بعد نتائج المختبر البيطري.

وقدم الطبيب البيطري الدكتور أشرف عواد نصائح عامة مهمة لمربى الحيوانات تمثلت في عدم الإسراف في استهلاك الأدوية البيطرية لتجنب حدوث طفرات غريبة من الميكروبات لا تتأثر بعد ذلك بالمضادات الحيوية. وإجراء الفحوصات المختبرية للكشف عن الحالات المصابة وعزلها عن القطيع والتخلص منها. وعدم إدخال حيوانات جديدة على القطيع قبل التأكد من خلوها من البروسيلا وعدم شرب الحليب قبل غليه جيدا وعدم أكل اللحوم غير المطهية أو النيئة واستخدام احتياطات خاصة عند التعامل مع لحوم الحيوانات المصابة وتجنب استخدام ذكور مصابة بالبروسيلا والاستعانة بالطبيب البيطري للتعامل مع المشيمة المحتسبة ودفن الأجنة المجهضة والمشيمة أو حرقها وعدم لمس الأجنة المجهضة أو مخلفات الإجهاض.