1452675
1452675
العرب والعالم

المعارك العنيفة مستمرة في إدلب ولقاء بوتين وأردوغان بموسكو اليوم لتهدئة التوترات

04 مارس 2020
04 مارس 2020

الجيش السوري وسع حزام الأمان وسيطر على محاور في سراقب -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

تستمر المعارك العنيفة في إدلب، وقبل يوم واحد من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في موسكو، اليوم في مسعى لتهدئة التوترات في إدلب، وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان سيناقشان العواقب الوخيمة لأزمة إدلب والإجراءات المناسبة لوقف هذه الأزمة.

وقال بيسكوف للصحفيين «من المخطط مناقشة أزمة إدلب السورية مع الرئيس أردوغان». وأضاف بيسكوف قائلا: «من المتوقع أن نتوصل إلى فهم مشترك لما سبق هذه الأزمة وأسباب هذه الأزمة والآثار الضارة لهذه الأزمة المستفحلة في الأيام الأخيرة».

وبدورها، كشفت وزارة الدفاع الروسية، زيف الاتهامات الغربية والأممية للحكومة السورية بارتكاب «جرائم حرب» والتسبب في «كارثة إنسانية» ونزوح «الملايين» في إدلب السورية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة اللواء إيجور كوناشينكوف في بيان نشر أمس إن الدول الغربية والأمم المتحدة لم تكترث على الإطلاق بالانتهاكات الجسيمة لمذكرة سوتشي للعام 2018 بشأن إدلب، والتي ارتكبتها تركيا والجماعات الإرهابية المتواجدة هناك، والمتمثلة في قصف متزايد للمناطق السورية المجاورة وقاعدة حميميم الروسية وتعزيز قبضة المسلحين من «هيئة تحرير الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«حراس الدين» على المنطقة وتمازج مواقعهم مع نقاط المراقبة التركية بدلا من إخراجهم من المنطقة وفصلهم عن المعارضة المعتدلة.

وأشار البيان إلى أن «عويل الغرب بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في إدلب لم يبدأ إلا بعد أن اضطر الجيش السوري لشن عملية عسكرية ردا على هجوم جديد من قبل الإرهابيين في مطلع فبراير الماضي وتمكن بنفسه من تطبيق ما نص عليه اتفاق سوتشي بشأن إزاحة التنظيمات الإرهابية خارج المنطقة منزوعة الأسلحة الثقيلة وعمقها ما بين 15 و20 كم.

ولفت البيان إلى أن صورا لمخيم لاجئين تم إنشاؤه شمال إدلب قرب الحدود التركية قبل عدة سنوات، يستخدمها الغرب كدليل على وقوع كارثة إنسانية مزعومة.

كما بدأ الإعلام الغربي فجأة يطلق على مسلحي إدلب تسمية «ممثلي المعارضة المعتدلة»، وذلك رغم أن في صفوفهم نحو 20 ألف عنصر من «هيئة تحرير الشام» المصنفة تنظيما إرهابيا في قوائم الأمم المتحدة.

وأضاف البيان أن لا أحد في الغرب يبالي بتصرفات تركيا التي نقلت إلى إدلب قوة عسكرية ضاربة بحجم فرقة مؤللة، وذلك في خرق للقانون الدولي، فيما أن التهديدات العلنية التركية بالقضاء على كافة وحدات الجيش السوري وإعادة الطريق «أم5» تحت سيطرة الإرهابيين، توصف في أوروبا والولايات المتحدة بأنها «حق أنقرة الشرعي في الدفاع عن النفس».

ميدانيا: وفي ظل تقدم الجيش السوري في ريف إدلب، آخر معقل للمسلحين في سوريا، يتصاعد التوتر مع تركيا التي تزج بجنودها وعتادها العسكري من اجل أن تبقي الوضع على ماهو عليه، حيث يستمر الخرق التركي والقصف المدفعي ومن طائرات مسيرة على ريف إدلب ومحيط سراقب، فيما قصفت بصواريخ من داخل الأراضي التركية مواقع القوات الحكومية في ريف حلب الغربي.

فيما تقوم القوات السورية بقصف مواقع المسلحين في بلدة بنش وسرمين والنيرب وجسر الشغور ومحيطها بريف ادلب وعلى إثرها تم الإعلان عن مقتل 4 عناصر من القوات التركية واصابة 7 آخرين، في قرية الترنبة والمسطومة بريف إدلب وجرى نقل المصابين عبر طائرات مروحية إلى الأراضي التركية.

وتقوم الطائرات المسيرة التركية باستهداف مواقع الجيش السوري في قلعة ميرزا شمال جورين بريف حماة الغربي، ومحيط مدينة معرة النعمان، كما استهدفت آليات عسكرية وراجمات صواريخ بالقرب من بلدة معردبسة بريف إدلب، وقصفت سيارة ذخيرة في بلدة الزربة بريف حلب الجنوبي حسب المرصد السوري المعارض، فيما تم اسقاط ثلاث طائرات مسيرة منها في يوم واحد.

وأفاد مصدر ميداني أن وحدات الجيش السوري باتت على أبواب مدينتي النيرب وسان وآفس، ووسع حزام الأمان للطريق الدولي دمشق - حلب، وذلك بعد معارك عنيفة ضد المحتل التركي والفصائل المسلحة التي تحارب معه، وسيطر على محاور غرب وجنوب سراقب، ليبسط سيطرته على قرى جوباس وترنبة وداديخ وكفر بطيخ.

وبدورها أعلنت وزارة الدفاع التركية امس مقتل جنديين تركيين وإصابة 6 آخرين في هجوم للقوات الحكومة السورية في إدلب بسوريا. وقالت الوزارة في بيان لها إن الجيش التركي رد بعدما فتحت القوات السورية النار، ويواصل قصف الأهداف.

وبهذه الخسائر ارتفع عدد قتلى الجيش التركي في عملية «درع الربيع»، التي بدأها في إدلب نهاية الشهر الماضي، إلى 59 فردا.

من جهة أخرى التقت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور، ومدير برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة ديفيد بيزلي أمس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ونائبه فيصل المقداد، ووزير الإدارة المحلية حسين مخلوف خلال زيارتها لدمشق.

وبدوره، سبق وأن أعلن مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الاحتياجات تفوق الموارد لتلبية احتياجات نحو مليون شخص فروا من القتال في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وقال إن «المنظمة الدولية ستزيد مساعداتها بعد أن اتفقت مع السلطات التركية على مضاعفة عدد الشاحنات التي ترسلها عبر الحدود إلى 100 شاحنة يوميا». وأضاف من منطقة ريحانلي التركية: «الاحتياجات طغت على الموارد في عملية الإغاثة هذه، نحتاج للمزيد من كل شيء.. وأول شيء المال».

وأشار المسؤول الأممي إلى أن عدد النازحين ارتفع إلى 980 ألفا، أكثر من نصفهم من الأطفال الذين يعانون الآن من الافتقار للمأوى والصرف الصحي في مناطق قرب الحدود التركية، مشيرا إلى أن هناك حاجة لمليار دولار سنويا لاستمرار عمليات الإغاثة لنحو مليوني شخص في منطقة إدلب، مؤكدا وجود نقص في الخيام.

من جهتها قالت جولييت توما مديرة الاتصالات الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنه «لا توجد حاليًا حالات فيروس كورونا في سوريا واليمن، لكن الصندوق ينفذ برامج لزيادة الوعي».

وقالت توما: «لا يمكنني أن أتخيل مدى الكارثة التي ستحدث إذا وصل هذا الفيروس إلى دول مثل سوريا واليمن». وأضافت: «لكن لحسن الحظ، حتى الآن، ليس لدينا أي حالات، ونأمل في حملات التوعية التي نقوم بها على أرض الواقع خاصة بالنسبة للنظافة الشخصية، ومع غسل الأيدي لن يأتي الفيروس إلى هذه البلدان».

وقالت جوليت توما لـ«سبوتنيك» إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بحاجة ماسة إلى 19 مليون دولار لتقديم مزيد من المساعدة في شمال غرب سوريا.

وأضافت توما على هامش مؤتمر ملتقى الرياض الدولي الإنساني الثاني: «نحن في حاجة ماسة الآن ونحن نتحدث. إلى 19 مليون دولار في اليونيسف لشراء المزيد من المساعدة والقيام بما يلزم حتى نتمكن من تقديم المساعدة إلى الشمال الغربي».