1452571
1452571
تقارير

الاتحاد الأوروبي يدرس منح أنقرة مزيدًا من المال لمنع دخول اللاجئين

04 مارس 2020
04 مارس 2020

أردوغان يشكو من بطء وصول الأموال وضخها لمنظمات إغاثة -

بروكسل ـ (رويترز) : قالت مصادر دبلوماسية إن سفراء الاتحاد الأوروبي أبدوا غضبهم في اجتماع عقدوه هذا الأسبوع مما يرونه محاولة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «لابتزاز» التكتل بالسماح للمهاجرين بالتجمع على حدود اليونان.

غير أن بعض المبعوثين أقروا بأن الاتحاد الأوروبي في موقف صعب، فدوله الأعضاء غير قادرة على الاتفاق على كيفية التعامل مع اللاجئين، ومن أجل تجنب تكرار أزمة الهجرة في عامي 2015 و2016 يعتقدون أنه ربما يضطر لضخ المزيد من المال لتركيا؛ كي تواصل منع دخول اللاجئين إلى أوروبا.

وقال دبلوماسي في الاجتماع المغلق الذي انعقد في بروكسل يوم الاثنين الماضي وحصلت رويترز على تفاصيله من عدة مصادر دبلوماسية «الاتحاد الأوروبي هدف لعملية ابتزاز».

وواجه الاتحاد الأوروبي صعوبات في التعامل مع تدفق آلاف المهاجرين على حدود اليونان قادمين من تركيا في الأيام القليلة الماضية. وعلاقة الاتحاد بأنقرة متوترة بالفعل بسبب الأمن وحقوق الإنسان وأعمال تنقيب تنفذها تركيا قبالة قبرص.

وفي عامي 2015 و2016 أدى تدفق أكثر من مليون شخص من الشرق الأوسط إلى الضغط على أنظمة الأمن والرعاية الاجتماعية وزاد من الدعم السياسي للتيارات اليمينية المتطرفة.

وأبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا في مارس عام 2016 منعت بموجبه أنقرة المهاجرين على أراضيها من محاولة الوصول إلى أوروبا وفي المقابل وعد الاتحاد بمساعدات قيمتها ستة مليارات يورو لأكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا.

لكن أردوغان يشكو منذ فترة طويلة من بطء وصول الأموال وضخها لمنظمات إغاثة وليس لموازنة الدولة. وبعد أن قتلت القوات السورية الحكومية المدعومة من روسيا جنودًا أتراكًا في ضربة جوية بسوريا الأسبوع الماضي أشارت أنقرة إلى أنها ستنسحب من الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد السفراء في الاجتماع: «تنام مع الشيطان وتصحو في الجحيم.. هذا هو حالنا الآن».

ومما يزيد الانقسامات الداخلية تعقيدًا أزمة الاتحاد الأوروبي، فالدول الأعضاء مختلفة على كيفية توزيع عبء المهاجرين واللاجئين الوافدين إلى التكتل الذي يضم 27 دولة في عضويته. وقال دبلوماسي بارز بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد أهدر الوقت منذ اتفاق 2016 بتجاهل المشكلة ودفع المال لبقاء المهاجرين واللاجئين في تركيا.

وكان ممثلون من هولندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا من بين من اقترحوا ضخ المزيد من المال لدعم اللاجئين في تركيا على أمل استرضاء أردوغان.

من ناحية أخرى، قال دبلوماسي وفقًا للمصادر: «بقدر ما هو منطقي بالنسبة للاتحاد الأوروبي أن يستمر في دعم اللاجئين السوريين في تركيا، من المهم ألا نعطي انطباعًا بأننا نذعن للابتزاز».

وخلال زيارة أمس الأول للحدود اليونانية التركية التي حاول آلاف المهاجرين اختراقها، وعد مسؤولون من الاتحاد الأوروبي بدفع أموال لليونان للتعامل مع الأزمة.

وتشعر اليونان وقبرص، وهما خصمان لتركيا في المنطقة، على وجه الخصوص بالقلق من محاولات استرضاء تركيا وتطالبان الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أشد صرامة.

وحذر عدد من الدبلوماسيين من تكرار أزمة 2015-2016 التي جاءت بالمزيد من الساسة المتشككين في الاتحاد الأوروبي والمناهضين للمهاجرين إلى الصفوف الأمامية في أوروبا، ودفعت دول الاتحاد لفرض قيود على الحدود في منطقة حرية السفر المعتادة داخل التكتل وأثارت انقسامات مريرة بين الدول الأعضاء على نحو أضر بوحدة الاتحاد.

ودفعت هذه الخلافات الاتحاد الأوروبي في نهاية الأمر إلى إسناد مسألة إدارة الهجرة لتركيا رغم الانتقادات الكبيرة من جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تقول إن هذه الخطة تعمق معاناة أناس منكوبين بالفعل وتتركهم في ظروف سيئة.

وقالت المفوضية الأوروبية أمس الأول إنه تم بالفعل صرف مبلغ 2.2 مليار يورو من إجمالي الستة مليارات التي وعدت بها وإن المبلغ المتبقي مخصص لمشروعات بعينها وسيصل للجهات المعنية قريبا.

ولم يبحث الاتحاد الأوروبي بعد ضخ أموال إضافية وقال دبلوماسيون: إن أي قرار بزيادة التمويل ربما يحال لزعماء الاتحاد المقرر أن يجتمعوا في بروكسل يومي 26 و27 مارس الجاري.

من جانب آخر، قد يزيد الاتحاد من مساعداته الإنسانية لمنطقة إدلب بشمال غرب سوريا، وهي واحدة من المناطق الأخيرة التي لا يزال يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المدعومين من تركيا.

ويكيل الاتحاد الأوروبي أيضا كلمات الدعم لتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي الذي ينتمي إليه معظم أعضاء الاتحاد، فيما يتعلق بالصراع الدائر في سوريا مما يزيد من الضغط السياسي على أردوغان للالتزام باتفاق 2016.

وقال دبلوماسي رابع لرويترز: «هذا نكوص بالوعد من جانب أردوغان. لا يمكن أن نُخضع أنفسنا للابتزاز، لذا فإن أي مال جديد يجب ألا يأتي بسرعة شديدة. لكن ربما كان علينا أن ندفع في النهاية. هل بأيدينا شيء آخر؟».