1452288
1452288
المنوعات

اللجنـة الوطنيـة للشباب ترصد مضاميـن الخطـاب السامي في أهميـة إيجـاد منـاخ مـلائـم وفـتـح قنـوات التـواصـل وتلمّـس تطلعـاتهـم

04 مارس 2020
04 مارس 2020

عكس اهتمام القائد المفدى بالشباب حاضر الأمة ومستقبلها -

رصدت اللجنة الوطنية للشباب قراءات عدد من الشباب العماني في خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم، حيث شهد الوسط الشبابي قبولًا واسعًا لما جاءت به الخطابات السامية انطلاقًا من خطاب جلالته في الثالث والعشرين من فبراير، وليس انتهاءً إلى خطابه في مجلس الوزراء. يستفتح الدكتور سامي بن سالم الخروصي رئيس اللجنة الوطنية للشباب هذا الاستطلاع قائلًا: «عند العودة إلى خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، نستحضر في مستهلّه بعد الثناء والشكر على مشاعر المواطنين تأكيده على الماضي العريق الذي تمثلته عُمان، والجهود التي بذلت في العقود الخمسة تحت قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه.

وبعد تعهّده في المضيّ قدمًا على طريق البناء والتنمية، نجد أن العنصر الأول الذي أشار إليه بعد التعهّد.. هو عنصر الشباب، وإن كان من إشارة من ذلك فستكون أنّ هذا التقدّم والمضيّ على طريق البناء والتنمية لن يكون إلا بالاستناد على فئة الشباب، بوصفها المورد البشري الأهمّ للبناء، كي يتحقق العهد والوعد».

ويضيف الدكتور رئيس اللجنة قائلًا: «إن الاعتماد الكليّ لما تعهّد به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظم سيكون على هذه القوى الشبابية التي وصفها بأنها حاضر الأمة ومستقبلها: حلقة الوصل بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، لتكون مسؤوليتنا نحن اليوم أن نستمع لهم، بإيجاد المناخ الملائم لذلك وتوفير قنوات التواصل معهم، بل وتلمّس الاحتياجات من خلال تنويع الأدوات والقنوات في التواصل معهم، والاقتراب المباشر منهم، الأمر الذي يحققه العمل التنفيذي والاحتكاك بهم، ليس صعيد معرفة الاحتياجات فحسب، بل ويضيف جلالته: تلمّس الاهتمامات، وتلمّس التطلّعات. ويأتي تثمين الرعاية السامية في أن الشباب سيكون جلّ اهتمامه: «ولا شكّ أنها ستجد العناية التي تستحقّها»، فاتحًا بيئةً ملائمةً للبحث والابتكار ليكون الشباب بذلك في سلّم أولويّاته».

أما أحلام بنت أحمد الحضرمية عضوة اللجنة الوطنية للشباب، فتجد «أن خطابًا كخطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - يعدّ بوصلةً للمسار الذي ستسير عليه عُمان قيادةً وشعبًا. فقد جاء ليضع النقاط على الحروف في أهم القضايا التي تشغل بال المواطن العماني. وأشار إلى محاور العمل الوطني في المرحلة المقبلة، وكان أهمها إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، والاستماع إلى الشباب، وتمكين المرأة في البناء الوطني، وتمكينهم بما يحقق رؤية عمام ٢٠٤٠م. كما أكد جلالته في خطابه على أهمية تطوير التشريعات والقوانين بما يتواكب ومتطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية، والتي ستساهم في تحريك عجلة التنمية المستدامة والشاملة.

إن القيادة التي تستشرف المستقبل برؤى واضحة، وتقرأ الواقع بعين فاحصة مستنيرة، وتستند على العنصر البشري كركيزة أساسية لتحقيق التطلعات والطموحات، كفيلة بأن نضع لها الثقة الكاملة، وأن نقف معها بروحٍ جماعية عالية، وأن ننطلق بها ومعها من عمق الهوية الوطنية وتاريخ البلد العظيم، الذي لا يمكن أن يُمحى ولا يُنسى».

نهضة متجددة

ويقول المعتصم بن محمد بن علي المعمري عضو اللجنة الوطنية للشباب: «الخطاب التاريخي لجلالة السلطان - حفظه الله - في الثالث والعشرين من فبراير، هو الانطلاقة الحقيقية لنهضتنا المتجددة، التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - مواصلةً للنهج السامي لباني عمان الحديثة، السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه.

لقد أسعدنا خطاب جلالة السلطان الذي تحدّث بلغة الشباب، معبّرًا عن اهتماماتهم وتطلعاتهم. وأعتقد أن هناك ثلاثة أسباب تجعل من هذا الخطاب محل ترحيب واسع لدى الشباب على وجه الخصوص.

أولًا: إن الخطاب تحدث عن قضايا الوطن والمواطن بلغة صريحة وشفّافة، وبتفصيل دقيق للأولويات خلال المرحلة المقبلة. وهذا النوع من الحديث المباشر هو ما يتطلع له الشباب دائمًا.

وثانيًا: إن مولانا المعظم أشار إلى الشباب كعمود يقوم عليه حاضر الوطن ومستقبله، وهو أمر سبق حديثه عن باقي القضايا الوطنية، مما يدل على أن الشباب وتطلعاتهم، تحظى بعناية خاصة من لدنه - حفظه الله - وتعتلي سلّم الأولويات الوطنية في المرحلة القادمة.

وثالثًا: إن هذا الخطاب التاريخي أشار إلى نقاط عدّة تهم الشباب على وجه الخصوص، لا سيما فيما يتعلق بالتعليم، والبحث العلمي، والتقنيات الحديثة».

ويضيف المعمري: «إننا نؤمن بدعوة جلالته الصادقة لإيجاد بيئة إيجابية للشراكة بين الشباب والمؤسسات الوطنية، لتحقيق الصالح العام. وخطاب جلالته رفع سقف الطموح عاليًا أمام شباب الوطن الطامحين للمساهمة في رفعة بلادهم نحو القمم التي تستحقها عمان بجدارة.

لقد لامسنا جميعا نهج الشراكة الحقيقية بين أطياف المجتمع لكتابة تطلعاتنا لعمان المستقبل، خرجنا بخطة محكمة تمثل برؤية عمان ٢٠٤٠، وهذا الإشراك الحقيقي ما كان ليحدث لولا الحرص والمتابعة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - الذي أشرف على جميع مراحل كتابة الرؤية، وكان خير داعم لهذه الشراكة. ولذلك، فإن الشباب يؤمن بأن هذا النهج القويم سيستمر، وأن التمكين الذي تحدث عنه جلالة السلطان في خطابه هو نقلة نوعية تستدعي الكثير من الجهد والعمل الشبابي الخلاّق».

مسارات التنمية

ويشاركنا الشاب مبارك الحمداني مضامين الخطابات السامية من وجهة نظره، وهو خريج علم اجتماع وباحث في مجال العلوم الاجتماعية، قائلًا: «ثمة تحول ملحوظ تابعه الشباب في بنية الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، الذي كان مساء 23 فبراير 2020. هذا التحول يمكن القول بأنه يتسق في موضوعه وثيماته الرئيسية مع الواقع الراهن ومتطلبات المرحلة من ناحية، ويقترب من سياق اللغة والجهاز المصطلحي الذي يتبناه الشباب ويندرج في فهوماتهم من ناحية ثانية. يمكن رصد هذا التحول من خلال التصريح المباشر بالمساق الإجرائي الذي ستتعامل به القيادة مع المعطى الشبابي، فخطاطة الخطاب كانت واضحة من خلال «الاستماع للشباب»، «تلمس احتياجاتهم واهتماماتهم»، ثم «رصد تطلعاتهم».

هذا المساق الإجرائي قد يكون مساقًا استرشاديًا لمتطلبات المرحلة المقبلة، فالشباب في المجتمع العُماني لم يعد مجرد معطى (تقدير كمي) لمجرد البناء عليه سياسيًا وتنمويًا. وإنما أصبح معطى نوعيًا وفاعلًا مهمًا في تحول مسارات التنمية ومساقاتها. ذلك أنه يستند اليوم إلى عدة تحولات ساهمت في جعله بوضعه الراهن:

‏1- الاستناد إلى معطى التعليم وتراكم تجربته وما يعرف بأثر العلم في المجتمع الذي أسهم بدوره في تفتح الآفاق، وارتقاء مستوى الطموح الاجتماعي بالنسبة للشباب، وإيجاد منظور منفتح ومقارن في سياق تفاعل الشباب مع المحيطين الإقليمي والدولي.

‏2- الاستناد إلى التجارب المعاشة بالنسبة للشباب من خلال انفتاحهم على آفاق تواصلية جديدة ربطتهم بمؤسسات دولية، وجعلتهم فاعلين في شبكات عمل وتعلم ومعرفة على مستوى العالم، وأسهمت في حضورهم وتأثيرهم في هذه الشبكات.

‏3- الاستناد إلى التحولات في فكرة العقد الاجتماعي، والتطلعات التي أصبح يرسمها الشباب على مستويين أساسيين: «تحولات الدور الذين يعتقدون أنهم يستطعيون لعبه في مساقات التنمية وعملياتها المستقبلية»، و«التحولات على مستوى التوقعات التي ينتظرونها من القيادة السياسية على مستوى الانتقال إلى تمكين حقيقي يستثمر في الطاقات والمعارف والقدرات والخبرات».

‏هذه التحولات والمعطيات أصبحت تتوجب إزاءها استخدام لغة جديدة ومنظور جديد تتبناه القيادة السياسية، وهو ما انعكس في ثيمات الخطاب السامي، فكانت الكلمات قريبة من لغة الشباب باستخدام ثيمات البحث العلمي، الابتكار، التقنيات الحديثة، الذكاء الاصطناعي...، وهذا الجهاز المصطلحي يساهم في الاقتراب من فهومات الشباب ويعكس قرب القيادة السياسية منهم وبالتالي يسند الولاء والانتماء والتلاحم ويؤصله بين هذه الشريحة وبين القيادة السياسية.

‏على الجانب الآخر تشكل فكرة التواصل مع الشباب التي أكد عليها الخطاب السامي وجرى التأكيد عليها في اجتماع مجلس الوزراء الموقر بعدًا مهمًا ومدخلًا من مداخل المرحلة المقبلة، وهي تتأتى في ضوء فكرتي «المشاركة المجتمعية والتوافق المجتمعي» الذي تتأسس عليه فلسفة رؤية عمان 2040 على أن يكون ذلك مستندًا في تقديرنا إلى عدة اعتبارات: من المهم أن يتحدث الشباب عن أنفسهم خلال المرحلة القادمة، وأن يبرزوا ذواتهم كقيمة مضافة إيجابية على خارطة التنمية عبر الوسائل المتاحة، وأن يستثمروا في دولة المؤسسات والقانون لبناء المقاربات الفعلية لمساهمتهم التنموية، والأهم من ذلك أن تنتقل الدولة إلى مستوى حقيقي من التمكين الشبابي ليس عبر الفعاليات أو البرامج والأنشطة الموسمية أو العارضة وإنما عبر منصات ومؤسسات مستدامة تستثمر في فكرهم وتحفز لديهم الابتكار والبحث والتجديد، وتمكنهم من القيادة، وترفدهم بالفرص الحقيقية لأن يكون رواد النهضة الجديدة بما تتأسس عليه من فرص، وما تحمله من إمكانات، وما تصبو إليه من أهداف.

إن تجليات الخطاب السامي أصبحت اليوم في ملعب الشباب أولًا والمؤسسات ثانيًا لتحويلها لبرنامج عمل واقعي يرسخ لمساهمة تؤسس لدولة تقوم على مرتكز الاستثمار في معرفة الإنسان وإنسانيته، واقتصاد يتأسس على المعرفة والابتكار، وحوكمة مؤسسية ترسخ مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

خطاب تاريخي

أما سهى بنت سالم بن علي الوهيبية، فتجد أن «المسارات المهمة للشباب العماني التي رسمها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - خلال المرحلة المقبلة تُمثل فرصة سانحة لاقتراح ثلاثة أبعاد مهمة: المنجزات والممكنات والتحديات، فهو قطاع نَشط تعوّل عليه الدولة والمجتمع في بناء حاضرها ومستقبلها ويشير إلى ضرورات جمّة لإعادة فهم تموضع الشباب في سياق السياسات والبرامج والتشريعات وصولا إلى تحقيق هدف التمكين من التنمية والإسهام ليس فقط في تنفيذ برامجها وإنما اقتراح وبناء وتخطيط هذه البرامج وتحصيل العائد التنموي منها. وما ذكره جلالته - حفظه الله ورعاه - في خطابه التاريخي الاستثنائي هو تذكير بمحورية هذا القطاع والممكنات التي يتيحها من أجل إحداث الفارق في مشهد النهضة العمانية».

وتضيف الوهيبية: «دائما ما كنت أردد، حينما نضع حب الوطن والسعي لتنميته نصب أعيننا تهونُ علينا المصاعب والتحديات - فنحن الآن أمام فترة نهوض دولة من جديد - والتي تتطلب تضافر جميع الجهود بما في ذلك الشباب وبما يمتلكونه من طاقات وممكنات تؤهلهم للمساهمة في حمل هذه الأمانة الوطنية، وهذا ما لمسناه اليوم من أيدي الشباب العماني المتوقدة بالعمل والإصرار والاعتماد على الذات، فهم شبابٌ كرسوا وما زالوا يكرّسون كل جهودهم لبناء الوطن وتنميتهِ، لم تعد المادة فقط مطلبهم بل سعوا دائمًا إلى المعرفة والحصول عليها مهما كلفهم ذلك».

أما محمّد بن علي بن سالم البدري، فيجد أن «القارئ لمضامين خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم يدرك الأبعاد والاهتمامات التي يوليها جلالته للشباب خلال المرحلة القادمة، بتسخير الإمكانيات للاستماع للشباب واستثمار طاقاتهم المتميزة في شتى المجالات، لرسم مستقبل عمان الأمثل كون الشباب هم عماد المجتمع وأساسه المتين، ولعل ما لمسناه من اهتمام في الأعوام السابقة للشباب من خلال إشراكهم في صنع الرؤى المستقبلية لعمان، وإبراز جهودهم العظيمة هو نتاج الاهتمام الذي أولاه جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ويكمل مسيرة نهجه صاحب الجلالة السلطان هيثم - حفظه الله ورعاه.

واتضح في خطابه الذي بيّن من خلاله أهمية تفعيل الدور الشبابي والأخذ بتطلعاتهم والآخذ بيدهم في صنع المستقبل مما يجعلنا في مسؤولية تطوير قدراتنا والبحث عن أفضل السبل التعليمية والعملية من أجل تكاتف الجهود يدًا بيد مع الحكومة في انتهاج أفضل مسارات الإنتاجية والابتكار في خدمة عمان الحبيبة».

بناء الوطن

أما جواهر بنت خميس بن سعيد الشكيلية، فتقول: «مساء الثالث والعشرين من فبراير 2020، أنصتنا جميعًا إلى الخطاب السياسي الأول لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، راسمًا فيه ملامح مشروعه السياسي للمرحلة المقبلة، والذي تجلت فيه تفاصيل الرؤية الوطنية (عُمان 2040) التي أشرف خلال الفترة الماضية على رسمها، حيث قرأنا محاور الرؤية (الإنسان والمجتمع - الاقتصاد والتنمية - الحوكمة والأداء المؤسسي - البيئة المستدامة) في تفاصيل خطاب جلالته في مواضع عدة».

وتقول: «الخطاب وُجّه إلى جميع فئات المجتمع دون استثناء، يدعوهم جميعا إلى مواصلة بناء الوطن وتحقيق تطلعات أبنائه ( داعين كافة أبناء الوطن، دون استثناء، إلى صون مكتسبات النهضة المباركة، والمشاركة الفاعلة في إكمال المسيرة الظافرة) وذلك بعد الثناء والتأكيد على دورهم البارز في رسم ملامح الرؤية الوطنية لعُمان 2040 (مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها , وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).

ولعلنا سنقف هنا لنتأمل مضامين خطاب جلالته حول فئة الشباب بالأخص، حيث اقترب جلالته من فئة الشباب في مواضع عدة، استهلها في بداية خطابه على ضرورة الاستماع للمواطنين، وهو ما يُطالب به شبابنا اليوم لفهم احتياجهم وتطلعاتهم ومناقشة قضاياهم. ليعرج بعد ذلك في الحديث عن أهم القضايا التي تواجه شبابنا، تلك المتعلقة بالتشغيل بشكل خاص، وعن أهم موضوعات اهتمام الشباب العماني كموضوعات التقنية، ليختتم قوله بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة مواكبة التطلعات والطموحات للشعب العماني أجمع.

إن أهم القضايا الاجتماعية التي تواجه شبابنا اليوم هي القضايا المتصلة بسوق العمل كالتشغيل والأمان الوظيفي -التسريح والفصل التعسفي-، وفي خطاب جلالته أكد على مراجعة نظم التوظيف في القطاع الحكومي وتطويره، كما أكد دعم وتطوير نظام وطني شامل للتشغيل.

فالخطاب كان ذا طابع إجرائي نقرأ فيه عزم جلالته على تشغيل الباحثين عن عمل وتحسين أوضاعهم. ولعل خير مثال يُضرب في عمل جلالته على دعم قضايا الشباب هو إنشاء صندوق الأمان الوظيفي الذي تم تمويله بمبلغ 10 ملايين ريال عماني من لدن جلالته لدعم قضايا المسرحين والفصل التعسفي. وإذا نظرنا إلى أهم الموضوعات التي تهم شبابنا اليوم على الصعيدين العلمي والتقني، سنجد أن خطاب جلالته لم يغفل عن أهمية التركيز على قطاعات التعليم، التقنيات الحديثة، الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي. ولن نبالغ إن قلنا بأنه أثلج صدر الشباب بهذه العبارات، حيث إن الشباب يجدون أنفسهم مبدعين في هذه المجالات بالذات. ويمكننا رؤية ذلك من خلال البرامج التي تُقام ويشترك فيها شبابنا في مجال التقنية كالبرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب المدعوم من ديوان البلاط السلطاني».

وتضيف جواهر في قراءتها قائلة: «وعن قطاع ريادة الأعمال والقطاع الخاص، فقد أثنى جلالته في بداية خطابه على دور القطاع الخاص، كم دعاهم إلى تعزيز دورهم في المرحلة المقبلة. وبما أن توجه شبابنا اليوم إلى القطاع الخاص وريادة الأعمال بشكل خاص، سنجد أن جلالته يعتزم إلى دعم الشباب الطموح من رواد الأعمال، كما أكد في خطابه أن طموحات الشعب ستكون محل اهتمام المرحلة المقبلة».

وتختتم حديثها قائلة: «نجد الشباب العماني حاضرا في خطاب جلالته، نقرأ فيه عزم جلالته على الاستماع للشباب والاقتراب منهم، ونرى فيه عزم جلالته دعم قضايا الشباب -حيث بدأ بالفعل بإنشاء صندوق للأمان الوظيفي- ونرى فيه عزم جلالته على الاهتمام بالمجال التقني وريادة الأعمال. المرحلة المقبلة سنشهد فيها تحقيقًا لطموحات وتطلعات الشباب العماني».

ثورة الأمم

ويشاركنا يونس بن علي بن سالم المعمري، وهو شاب مهتم بعلم الاجتماع وباحث، قائلا: «إن اهتمام جلالة السلطان هيثم بن طارق بالشباب وقضاياهم ليس وليد اللحظة التاريخية الراهنة، بل هو ممتد منذ تقلده لمناصبه الأولى، حيث كان رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم حتى عام 1986م، ورئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية عام 2010م، ثم حين وجوده في وزارة التراث والثقافة التي تتصل بالشباب بصورة مباشرة ببرامجها وفروعها وأعمالها، وتتوج هذا الاهتمام من حيث وجوده على رأس رؤية عمان 2040 التي كانت ترتكز على رؤى الشباب وأفكارهم وآمالهم وطموحاتهم، الأمر الذي جعلهم على رأس الموضوعات التي تطرق إليها جلالته في خطابه بتاريخ 23 فبراير 2020م الموجه للشعب، حيث كان أول موضوع يتحدث عنه بعد تأبين المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس -رحمه الله».

ويضيف: «إن وجود الشباب في قمة هرم خطاب السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله - لأمر يشد الانتباه ويدعو للاهتمام به والتركيز عليه وملاحظة ما سيمس هذا القطاع في الآونة القريبة القادمة، هذا بالنسبة لبنية الخطاب، أما ما يخص مضمونه فإنه مضمون سلس لغويا ثريٌ بالمعاني، فجلالة السلطان قال إنه «سيستمع للشباب» علمًا أنه أكد هذا الأمر في اجتماعه بمجلس الوزراء الموقر بتاريخ 3 مارس 2020م حسب ما نشر حساب التواصل الحكومي عبر تويتر، وهذا الفعل موجه من الشباب نحوه، ثم قال «وسنتلمس احتياجاتهم» أي أن هذا الفعل موجه من جلالة السلطان إلى الشباب، فمن لن يستطيع قول ما يريد، فإن السلطان طمأنه بأنه سيتلمس احتياجاته، وهذا دليل على التفاعل المتبادل بين الطرفين، الأمر الذي نحتاجه بشدة في الآونة المقبلة، حيث إن الخطاب لا بد أن يكون ساريًا من أعلى الهرم لأدناه والعكس، ليحقق نقل المعلومات والأفكار والأطروحات ووجهات النظر بين الطرفين، وهذا يقلل من الاتجاه الأحادي من التفاعل الذي ينتج إفرازات اجتماعية عالية الخطورة في أدنى الهرم الاجتماعي.

والخطاب الموجه للشباب في خطاب جلالة السلطان آنف الذكر كان على صورتين: مباشرة وهي التي كانت في بدء الحديث، وغير مباشرة وهي التي كانت متضمنة في المحاور على طول الخطاب، فجلالة السلطان تحدث عن التعليم والبحث العلمي ورؤية عمان 2040، وآلية العمل الحكومي وغيرها، وهذه المسائل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشباب، وهم الفئة الأهم من المجتمع حسب خطاب جلالته حين قال: الشباب هم ثروة الأمم ومواردها التي لا تنضب وسواعدها التي تبني، وهم حاضر الأمة ومستقبلها».

ويختتم يونس قراءته بقوله: «نحن الآن في مرحلة انتقالية، من سلطان إلى آخر، الانتقال هنا انتقال شخصاني وليس منهجي، فالمنهج واحد لدى السلطان قابوس -رحمه الله- والسلطان هيثم - أيده الله -، وهذا الانتقال يحتاج منا صبرًا على الوضع، فليس بالإمكان أن يكون التغيير سريعًا وجذريًا وخاطفًا، إلا أن هناك مؤشرات بدأ بها جلالة السلطان تشي باهتمامه بوضع الشباب، حيث أمر جلالته في يوم 3 مارس 2020 بإنشاء صندوق الأمان الوظيفي الذي جاء حسب توقعي بناءً على خلفية مسألة تسريح الموظفين الشباب العمانيين من بعض شركات القطاع الخاص»، لينتقل بنا إلى سؤاله: «ما دور الشباب في المرحلة القادمة من عمر عُمان؟ ويجيب جلالة السلطان بإجابة تشمل جميع أفراد المجتمع وهي: التكاتف للسير بعمان لمستوى التطلعات والآمال، وهذا الأمر يستوجب الرغبة الحقيقية والسعي الجاد للعمل والإنجاز والتغيير بالرغم من كل الصعوبات التي تقيد الشباب في مسالك الحياة اليومية، وهو أمر ليس من السهل، بل يحتاج لعزم وقدرة كبيرين».