oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

باتجاه الطموحات وبناء المستقبل

03 مارس 2020
03 مارس 2020

في الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - في 23 فبراير الماضي، كان ثمة عنوانين لافتين للنظر هما الرؤية الواضحة ومن ثم الطموحات العظيمة، بحيث يمكن القول بأنهما يشكلان شعار المرحلة المقبلة من العمل الوطني باتجاه تحقيق الرؤية المستقبلية والتطلعات المنشودة لعمان الغد المشرق.

وبالأمس أدى قسم اليمين أمـام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طـارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه -أصحاب السمو والمعالي أعضاء مجلس الوزراء الموقر، وذلك بمبنى مجلس الوزراء بمسقط، في انطلاقة متجددة نحو العمل الوطني في هذه المرحلة المهمة من تاريخ نهضتنا الحديثة التي بدأت منذ عام 1970 مع تولي السلطان الراحل قابوس - طيب الله ثراه - الحكم في البلاد.

ثمة العديد من التحديات في مقابل الآفاق المرتجاة، لكن الثقة بالقدرات الوطنية والشبابية في المضي نحو الآفاق الأرحب باستمرار مسيرة البناء والتنمية الظافرة بإذن الله، بالتركيز على الموارد الوطنية والمناهج الحديثة في دولايب العمل وتعزيز الثقة بالذات في أن يكون الغد أفضل، بالإضافة إلى الحفاظ على مكتسبات النهضة الظافرة وتعضيدها بأن تصبح عنوانا للمرحلة المقبلة، باستلهام مرتكزات وموجهات الخطاب السامي لجلالة السلطان المعظم - أيده الله-.

آن لنا أن نشمر عن سواعد الجد لأجل التطلعات المنشودة، فعمان في حاجة لكل يد تبني وتساهم في إعلاء شأنها، كما أن مسيرة النماء والازدهار في نهاية الأمر هي عمل جماعي وتشاركي كما جاء في خطاب المقام السامي، الذي أشار إلى أهمية التشاركية في نهضة المجتمع والدولة والاتجاه للتطلعات العظيمة.

إن الاستفادة من الإرث العظيم المتشكل خلال خمسين سنة، يعد من المرتكزات الأساسية في مسار النهضة المتجددة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، كما أن التقاطع مع تطلعات العصر الجديد يظل ضرورة ملحة بل من الفروض التي يجب الوفاء بها، وهو ما أشار إليه جلالته - حفظه الله - في ترسيخ ثقافة ريادة الأعمال والابتكار وما إلى ذلك من الصور العصرية الحديثة، كالتقنيات الجديدة والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من هذه المناحي التي تشكل جوهر المعرفة الإنسانية المستقبلية.

إن بناء الشعوب والأمم مسار طويل ومتصل، وحيث لا تقف الرحلة عند نقطة معينة، بل هي تراجع نفسها وتنطلق بقوة باتجاه ما هو أكثر رسوخا وثباتا، ومع التمسك بالآمال وتعزيز ذلك بالثقة الذاتية والإخلاص والعمل المستمر والمضي نحو الأهداف، لاشك أن التطلعات سوف تتحقق وترى النور، كما أن الحصاد دائما يكون وليد العمل والاجتهاد والانتاج.

أخيرا يجب أن نضع في اعتبارنا عظمة التطلعات المنشودة، ولأجل عمان يبذل النفيس والغالي، ولابد أن أولى خطى البذل تتمثل في العمل، هذه الثقافة التي تتطلب منا التأكيد المستمر، بحيث تكون النتائج والمحصلات فوق المتصور والتطلعات.