1451312
1451312
الاقتصادية

مشروع «إنتاج صحار» يدعو إلى تعزيز التعاون بين الجهات الأكاديمية والصناعية للوصول إلى التصنيع

03 مارس 2020
03 مارس 2020

يسعى لتدريب الطلبة لبناء القدرات والكفاءات للثورة الصناعية الرابعة -

مكتب صحار- خميس الخوالدي -

قال سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم ان مشروع انتاج صحار يأتي ثمرة تعاون بين الحكومة وجامعة صحار والجهات الأخرى الداعمة، حيث تم التعاون بين وزارة التجارة والصناعة كممثلة للحكومة وجامعة صحار كجهة تعليمية إضافة الى القطاع الصناعي والانتاجي ووجود شريك استراتيجي ممثل في جامعة شيفلد البريطانية.

وأضاف سعادته في تصريح خاص لـ «عمان» خلال رعاية ملتقى تعزيز الصناعات المتقدمة «انتاج صحار» التي نظمتها جامعة صحار وذلك بمبنى مركز مصادر التعلم بحرم الجامعة ان المرحلة القادمة تحتاج الى تعزيز وتعضيد مبدأ التعاون بين الجهات الاكاديمية والصناعية والإنتاجية للوصول الى مرحلة التصنيع وهذا النوع من المختبرات التي وجدت في جامعة صحار تأتي نتيجة لأحد المخرجات لمختبرات «تنفيذ»، ويعتبر خطوة متقدمة جدا مع وجود معدات متقدمة للغاية غير موجودة سابقا في السلطنة وهذا يعطي دفعة قوية لإحداث وتقديم برامج نوعية خلال الفترة القادمة وأيضا لخدمة المرحلة القادمة من الصناعات بكافة أنواعها وخاصة الصناعات التحويلية لأنه من خلال هذه المختبرات بالاستطاعة ان نضع التصميم وبالامكان ان تصنع هذه النماذج أي كان نوعها وصعوبتها، كما اشار إلى احتياجات السوق لها سواء كانت المحلية او الإقليمية وبوجود مركز «انتاج صحار» سيسهم خلال المرحلة القادمة في إيجاد نوع من التكامل بين المؤسسات الاكاديمية والصناعية وسيساعد جدا في عملية تدريب الطلبة الموجودين في المؤسسات التعليمية وهذا هدف أساسي لكي نبني القدرات والكفاءات أضافة الى الخبرات المطلوبة للثورة الصناعية الرابعة ونوعية التقنيات المتقدمة خلال المرحلة القادمة كذلك يتيح المجال للتدريب وبناء المهارات للمواطنين الذين يعملون في المصانع الآن وان هذا النوع من التكامل هو الشيء الفعلي الذي نحتاجه الآن ويجب ان نتحرك فيه وبقوة بين المؤسسات الاكاديمية والصناعية الإنتاجية من جهة والحكومة من جهة أخرى بصفتها هي الداعم بجميع مكوناتها وعناصرها سواء كان ماديا او من خلال إعطاء الثقة والتعاون والتكاتف والتقارب مع المؤسسات وهذا شيء أساسي للتقدم في المجال التعليمي والصناعي.

البرامج الجديدة

وأوضح سعادته حول ما يتعلق بالبرامج الجديدة فهذا النوع سيعطي الجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى التفكير بطرح برامج جديدة لأنه الآن تم استقطاب شركات محلية وإقليمية ودولية ولذلك ستكون دافع وفرصة للتفكير بأبعاد أخرى واستحداث برامج جديدة وتطوير البرامج القائمة والموجودة الآن لأنه حان الوقت لتحديثها وتطويرها بحيث تتواكب مع ما هو مقبل علينا من تقدم تكنولوجي وصناعي ومعرفي، فالمعرفة وكما هو معلوم بأن التعاون الاستراتيجي اصبح الآن مع الجامعات المتقدمة في الجانب المعرفي لكي نواكب ما وصل اليه العالم من تقدم في المجالات المعرفية والتكنولوجية لذلك لا بد من التعاون معهم باستحداث برامج نوعية تحتاجها الدولة والصناعات المقبلة خلال الفترة القادمة ويجب ان نبدأ بشكل جيد في الاستفادة من هذه الخبرات والتجارب والمعرفة ونجدد ونحدث برامجنا التعليمية في كل المجالات بحيث يكون الطلبة على وعي ودرجة كبيرة من المكنة والمعارف والمهارات التي يحتاجها سوق العمل وتحتاجها الصناعات في المرحلة القادمة ويكونون مؤهلين لهذا النوع من الصناعات والمهارات وجاهزين لسوق العمل والمنافسة في هذه المجالات ونأمل من المؤسسات التعليمية الأخرى ان تنحى هذا المنحى للاستفادة من المعطيات المتوفرة الان لأنه لا بد من وجود هذا التعاون والترابط بين المؤسسات الاكاديمية والصناعية والحكومة والولوج الى المرحلة المقبلة بطريقة تتناغم وتتواكب وتنسجم مع الرؤية المستقبلية 2040. وقال البروفيسور باري وين رئيس الجامعة: نتطلع خلال الفترة القادمة الى مزيد من الشراكات والتعاون مع كثير من المؤسسات ويعتبر المشروع إضافة للسلطنة في الفترة المقبلة لنقل المعرفة ودعم الإبتكار الصناعي.

تحديد أولويات

من جانبه قال المهندس سامي بن سالم الساحب مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة : لقد تم تحديد أولويات 2040 وهناك تركيز على التنويع الإقتصادي ورفاهية المواطن واضعين في الاعتبار تقليل الاعتماد على قطاع البترول بصناعاته المختلفة وقد وضعت معظم القطاعات الخطة الخمسية 2021 - 2025 كبداية مرحلة من رؤية 2040 وان قطاع الصناعات التحويلية والمتقدمة ستشغل جزءا كبيرا من مجالات التنويع الاقتصادي والتي ستشكل مستقبل عمان الصناعي . وأضاف الساحب ان قطاع التكنولوجيا ورأس المال البشري يقع ضمن المقومات الثلاثة الرئيسية للاستراتيجية الصناعية 2040 وعليه تولي وزارة التجارة والصناعة اهتمام كبير بقطاع التكنولوجيا لتعزيز إنتاجية القوى البشرية واعطاء البحوث والتطوير إهتماما واضحا بالجامعات ومؤسسات التعليم ولعل القوالب وأدوات الانتاج والمركز البحثي للصناعات المتقدمة بجامعة صحار يعد نموذجا متميزا وفريدا بالسلطنة وضمن أولويات الخطة 2040 وان الوزارة تلتزم بدعم ثقافة زيادة الاعمال والشفافية ووضوح الرؤى للفترات القادمة، وقد بدأت الوزارة بالفعل في استلام طلبات التسجيل للاستفادة من قانون الاستثمار الجديد لرؤوس اموال أجنبية (50/‏‏‏2019) وسيجذب القانون الجديد الكثير من رؤوس الاموال واستثمارها داخل السلطنه، وفي الفترة من 2014 الى 2018 أضافت قطاعات الصناعات التحويلية زيادة واضحه من 2.5 بليون ريال عماني إلى 2.98 والمساهمة من القطاعات البتروكيميائية مع الصناعات التحويلية زاد من 63.5 % في 2017 بعد ما كان 41.3% في 2012، والاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع الصناعات التحويلية وصل الى 1.59 بليون ريال في 2019 بعد ما كان 1.2 بليون ريال في 2018 وقيمة صادرات الصناعات التحويلية زاد من 1.2 بليون في 2017 إلى 4.3 بليون ريال عماني في 2018 وتدعم الوزارة بوضوح مسمى إنتاج صحار والقوالب وأدوات الإنتاج ليتم التشغيل الفعلي الكامل بحلول يوليو القادم بعد الشراكة التي بدأت في إبريل 2017م . كما ألقى البروفيسور ديفيد بيتلي نائب الرئيس للابتكار في جامعة شيفيلد كلمة حول نموذج تطور اقتصادي ريادي للجامعة وتحدث البروفيسور غسان الكندي مساعد رئيس جامعة صحار للبحوث والابتكار عن انتاج صحار واستمرار التنفيذ في المشروع. وعلى هامش الفعالية تم التوقيع على 11 اتفاقية بين الجامعة وبعض المؤسسات الصناعية المحلية والدولية . كما عقدت جلسة نقاشية حول الصناعات المتقدمة لدعم الإبتكار الصناعي وزيادة القيمة المحلية المضافة أدارها مارك سينكلير مسؤول الشراكات الدولية وسياسات التعاون في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، وشارك فيها كل من الدكتور عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لمركز الإبتكار الصناعي والدكتور هلال الهنائي مدير عام الخدمات المساندة بشركة اوربك، وزهران العبري مدير القيمة المحلية المضافة بشركة تنمية نفط عمان وماثيو فارنسورث رئيس وحدة الآلات بمركز الصناعات المتقدمة في جامعة شيفيلد . ويعتبر مشروع انتاج صحار أحد المشاريع الواعدة بالسلطنة الذي تنفذه الجامعة بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة كإحدى مخرجات البرنامج الوطني لتنويع مصادر الدخل (تنفيذ) وبشراكة فنية مع جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة.

مجال الصناعات المتقدمة

جاءت فكرة المشروع ايمانا من الجامعة بحاجة السلطنة الى مركز متطور في مجال الصناعات المتقدمة لتقديم الاسناد الى قطاع الصناعات التحويلية ودعم الابتكار الصناعي .

وينقسم المشروع إلى قسمين رئيسيين: الأول: عبارة عن مصنع ريادي لتصميم وتصنيع القوالب وأدوات الإنتاج يحتوي على (ورش التصنيع وتصميم أدوات الإنتاج)، والقسم الثاني من المشروع عبارة عن مركز بحثي للتصنيع المتقدم بالتعاون مع جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة ويضم (مصنع النماذج والتدريب التقني وتصميم المنتجات). وتم تزويد المشروع بأحدث الآلات وأكثرها تطورا وتعتبر البعض منها الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

كما تم تعزيز المشروع بالعديد من الشراكات مع مؤسسات عالمية أبرزها شركة دي ام جي موري الألمانية وذلك لرفد المشروع بما يحتاجه من آلات ووعيا من القائمين على المشروع بأهمية الكوادر البشرية كركيزة أساسية لتحقيق أهداف المشروع ونجاحه فقد تم إعداد مجموعة من الشباب العمانيين للانطلاق بالمشروع نحو النجاح من خلال تدريبهم وتجهيزهم على يد خبراء في داخل السلطنة وخارجها . ويهدف مشروع إنتاج صحار لتحقيق أهداف رئيسية ثلاثة هي تعزيز القيمة المحلية المضافة التي بدورها تدعم زيادة الإنتاج المحلي وايجاد فرص عمل للعمانيين علاوة على جذب الاستثمار، كما تضمن برنامج الحفل تكريم فريق العاملين بمشروع إنتاج صحار والذي أنهى خلال الأيام الماضية دورة تدريبية في شركة معهد دي ام جي موري الألمانية حول استخدام الآت المشروع وقد حظي الفريق بإشادة كبيرة من خبراء التدريب بالشركة على المستوى المتقدم الذي أظهروه خلال فترة التدريب.

بعد ذلك قام سعادة راعي الحفل والحضور بجولة تعريفية في أقسام مشروع إنتاج صحار للاطلاع عن قرب على سير العمل في المشروع وما يضمه من الآت واقسام مختلفة .

حضر الحفل عدد من المدعوين من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص لا سيما المهتمون بالجوانب الصناعية والصناعات التحويلية من مؤسسات محلية وإقليمية ودولية علاوة الى رئيسي مجلسي إدارة وأمناء الجامعة وعدد من المسؤولين بالجامعة وموظفيها الأكاديميين والإداريين .