مؤتمر يبحث تعزيز عقليات إبداعية للقادة الناجحين في بيئات العمل

اتفاقية لتنفيذ مؤتمرات وبرامج تدريبية -

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية -

قال معالي الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية أمس في حفل افتتاح المؤتمر السنوي الثامن للقيادة «امتلك عقلية إدارة التغيير»: «إن الرؤية السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- تؤكد على أهمية تطوير الأداء الحكومي وتعزيز الابتكار والإبداع، ويأتي هذا البرنامج استمرارًا لوضع تلك التوجيهات موضع التنفيذ، والعمل بصورة مستمرة من أجل الاهتمام بالموارد البشرية، ويقدم هذا المؤتمر أحدث الممارسات العالمية في مجال التغيير والإبداع والابتكار».

وأوضح المرهون أن البرنامج يتمحور حول عقلية إدارة التغيير في المؤسسات الحكومية، ويهدف إلى تعزيز عقلية الإبداع والريادة للقائد وأفراد الفريق، وتحفيز الموظفين على تقبل التغيير والتحرير من العقلية المنتقدة والمطلقة للأحكام، بالإضافة إلى كسب المشاركين على مراجع رقمية وأدوات لتعزيز الإبداع والابتكار، مثمنًا تفاعل مختلف الجهات الحكومية المعنية في ترشيح ممثليها للمشاركة في هذه البرامج، الأمر الذي يعكس حرص هذه الجهات على الاستفادة من مثل هذه البرامج النوعية المتخصصة لتنمية مهارات وقدرات العاملين فيها.

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر السنوي الثامن للقيادة «امتلك عقلية إدارة التغيير» الذي تنظمه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع شركة الأصايل للمؤتمرات، الذي أقيم بفندق فريزر سويتس - مسقط، بحضور عدد من المسؤولين والموظفين من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.

توقيع الاتفاقية

وتسعى وزارة الخدمة المدنية وشركة الأصايل للمؤتمرات لتوطيد العلاقات بينهما وتعزيز التعاون من خلال تنفيذ مؤتمرات وبرامج تدريبية مشتركة، وذلك على أساس مبدأ المصالح المشتركة، وفي هذا الإطار وقع الجانبان على اتفاقية للتعاون المشترك، حيث وقع من جانب الخدمة المدنية سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري، ومن جانب شركة الأصايل وقع محمد بن عيسى الفيروز رئيس مجلس شركة الأصايل للمؤتمرات، وتهدف الاتفاقية إلى التخطيط والتطوير الإداري، والاستثمار في الموارد البشرية، وتطبيق ممارسات إدارية ناجحة، وتنفيذ الفعاليات والمؤتمرات والبرامج التدريبية.

وقال محمد بن عيسى الفيروز رئيس مجلس إدارة شركة الأصايل: «تقوم وزارة الخدمة المدنية بدور كبير في تدريب الكوادر البشرية في السلطنة ومن هذا المنطلق سعت شركة الأصايل للمؤتمرات على توقيع اتفاقية مع وزارة الخدمة المدنية من أجل إقامة العديد من البرامج ضمن سلسلة البرامج المعتمدة لدينا وبالتنسيق مع الوزارة بحيث تتماشى البرامج مع استراتيجية عمان 2040م «مضيفا إن في هذا المؤتمر السنوي الثامن للقيادة نرى مشاركة واسعة من مختلف الجهات وهذا يدل على سعي القادة إلى تطوير العمل والرقي به».

صميم التغيير

وقال مروان بن محمد المطروشي مدير عام شركة الأصايل للمؤتمرات: «إن السلطنة اليوم في صميم التغيير لذلك فهي في حاجة إلى تغيير عقلية موظفيها عند الشروع في أي مسيرة للتحول ولابد لكلِ تحولٍ من عقليّة تغيير جدية تسانده، حيث إن التحول الذي لا يدعمه تحول ثقافي مماثل يهدِد مبادرات التغيير والتطوير ويزيد من مخاطر فشلها، كما أن نجاح أية مبادرة للتحول، يستند على مدى إيمان الناس برؤية وأهداف هذه المبادرة، كما أن كل عوامل التغيير مهما كان نوعها تحتاج إلى ثقافة وهذا يتطلب اهتمامًا مماثلًا».

ثقافة عقلية

وأوضح المطروشي أنه لن يتم القبول برؤى التغيير إلا إذا كان التغيير واضحًا في كافة أنحاء المؤسسة، حيث إن تعزيز ثقافة عقلية التغيير تتطلب تغيرات لدى طواقم العمل تستغرق وقتًا، ومع ذلك، فإن المكافآت والنتائج كبيرة، إذ ستتضافر الجهود عبر المثابرة والتعلم والتغيير، وقبول الحقيقة التي تفيد بأن الإمكانيات تكتسب وتغذى، وليست محددة سلفًا، مشيرا إلى أن المؤتمر السنوي الثامن للقيادة الذي يأتي بعنوان «امتلك عقلية إدارة التغيير» جاء دعمًا للأسس التي بناها السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- التي سيمشي على إثرها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- وتعزيزًا وتأكيدًا لما جاء في رؤية عمان 2040 حيث إن من أهداف هذه الرؤية بناء اقتصاد متنوع وديناميكي ومتفاعل مع معطيات العولمة وقادر على المنافسة وتلبية احتياجات المواطنين في الحاضر والمستقبل.

تأثير القادة

من جهته، تحدث المتحدث البلجيكي العالمي سيريل كورتليفين ذو الـ20 عاما من الخبرة المتخصصة في مجال تعزيز العقليات الإبداعية للقادة الناجحين في بيئات العمل المتغيرة وكسر أنماط التفكير الثابت عن تغيير العقل من أجل النمو والمستقبل المستدام، وناقش كيف يؤثر القادة على الموظفين ويحفزهم للإبداع، وآلية مقاومة الموظف للتغيير.

جلسات نقاشية

وتخلل المؤتمر جلسات نقاشية أثراها نخبة من المتحدثين على المستوى المحلي والخليجي والعالمي، حيث جاءت أعمال الجلسة الأولى من المؤتمر بعنوان «كيف تحدث شعلة التغيير الخاصة بك»، وكيف يمكن للقادة غرس مهارات الريادة والإبداع لدى الآخرين، بالإضافة إلى تحويل مقاومة الموظفين وأفراد الفريق لعملية التغير إلى فرص وتعزيز مهارة الرؤية المستقبلية وتحقيق نتائج ملموسة، وتناولت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان «دور القادة في مواجهة عراقيل عملية التغيير داخل المؤسسة» مناقشة مقاومة الموظف للتغير والتواصل غير الفعال وتحفيز الموظفين على حب العمل والاستمرار فيه، أما الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان «اطلق العنان لإبداعك الداخلي» فناقشت آلية صياغة السؤال الإبداعي الصحيح وتوليد الأفكار الإبداعية، واختيار أكثر الأفكار إبداعا وأقربها للتحقيق وتطوير الأفكار المبدعة إلى مفاهيم عليا قابلة للتطبيق.​ الجدير بالذكر، تساهم الأصايل للمؤتمرات بالتدريب على رأس العمل للطلبة المطلوب منهم اجتياز مستوى تدريب عملي قبل التخرج، والطلبة الخريجين والباحثين عن عمل، لتصقل مهاراتهم بالعلم والمعرفة والأعمال الأساسية كلاً في تخصصه، وتهيئتهم لسوق العمل.

التوصيات:

وأوصى المؤتمر بضرورة الاستثمار في الإمكانات القيادية والإدارية على كافة المؤسسات في القطاعين العام والخاص، حيث تم ترسيخ ثقافة القيادة المشاركة من خلال إشراك جميع الموظفين في رؤية المؤسسة وأهدافها الاستراتيجية وربطها بعقلية التغيير وتمكين الطاقات البشرية على كل المستويات لدفع عجلة الابتكار والتطوير في العمل ومراجعة السياسات والأنظمة الإدارية والممارسات التي قد تحد من قدرات الموظفين في عملية التغيير والتطوير، وتعزيز دور المؤسسات في القطاعين العام والخاص بهدف إيجاد ثقافة عقلية التغيير.