صحافة

بريطانيا تعود للعمل بجواز السفر الأزرق

02 مارس 2020
02 مارس 2020

أصبحت المملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي رسميا في الأول من فبراير الماضي، منهية بذلك 47 عاما من عضويتها في هذا التكتل الأوروبي. وبخروجها هذا تفتتح صفحة جديدة في تاريخ بريطانيا بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة من المفاوضات الشاقة.

ومن بين الأمور التي سيتم تغييرها على إثر هذا الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي هو العودة إلى استخدام جواز السفر ذي اللون الأزرق القديم لأول مرة منذ 30 عاما، حيث أعلنت وزارة الداخلية البريطانية، أنها ستصدر في مارس الجاري جوازات سفر بريطانية زرقاء اللون، وسط حملة تأييد واسعة قادها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على مواقع التواصل الاجتماعي.

صحيفة «مترو» نشرت تقريرا كتبته جين وارستون بعنوان «جواز سفر بريكست البريطاني الجديد سيتم إنتاجه في بولندا» قالت فيه إنه سيتم استبدال التصميم الحالي ذي اللون العنابي، باللون الأزرق، وسيتم إنتاج هذا الجواز الأزرق في بولندا بعد أن كان سيتم إنتاجه في شركة فرنسية.

وتقول الصحيفة: إن المملكة المتحدة سبق لها أن استخدمت جوازات سفر زرقاء خلال الفترة من عام 1921 إلى عام 1988، عندما اتفق أعضاء السوق الأوروبية المشتركة (الاسم السابق للاتحاد الأوروبي) على تصاميم لجوازات سفر تنسجم مع بعضها.

ونقلت الصحيفة عن وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، قولها: «إن جواز السفر الجديد سيرتبط مرة أخرى بهويتنا الوطنية». وتابعت: «بالعودة إلى التصميم المميز الذي يجمع بين الأزرق والذهبي، سترتبط جوازات السفر البريطانية مرة أخرى بهويتنا الوطنية ولا يمكنني الانتظار طويلا حتى أسافر مستخدمة واحدا منها».

وأدى الإعلان عن العودة إلى استخدام جوازات السفر الزرقاء إلى إثارة جدل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ففيما احتفل مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومن بينهم رئيس الوزراء بوريس جونسون، بالعودة إلى استخدام جواز السفر الأزرق، أعرب البعض الآخر امتعاضه، لافتا إلى أن جواز السفر الأوروبي كان يسمح للبريطانيين بالدخول والعيش والعمل والتعلم في 31 دولة أوروبية، فيما سيحرمهم جواز سفر البريكسيت (الأزرق) من هذه الميزات.

وتقول الصحيفة: إنه بالعودة إلى استخدام جواز السفر الأزرق، تنضم بريطانيا إلى أكثر من 80 دولة حول العالم تستخدم جواز السفر الأزرق اللون، من بينها أستراليا والولايات المتحدة وكندا والهند وهونج كونج، ودول عديدة من الكاريبي تفضل استخدام اللون الأزرق منها جاميكا وبرابادوس. وفي أوروبا تستخدم آيسلندا وكرواتيا والبوسنة جواز السفر الأزرق. كما أنه لون شائع في أمريكا الوسطى والجنوبية كالأرجنتين والبرازيل وكوستاريكا والسلفادور وأوروجواي وفنزويلا. وحتى إسرائيل والعراق وسوريا وكوريا الشمالية تستخدم اللون الأزرق.

وعندما غيّرت المملكة المتحدة لون جواز السفر في الثمانينات من اللون الأزرق إلى اللون العنابي، لم تكن مضطرة رسميًا لتغيير لون جواز سفرها، ولكنها فعلت ذلك لتجاري الدول الأعضاء الأخرى.

وحذر مسؤولون أوروبيون من أن إعادة الغلاف الأزرق لجواز السفر البريطاني يمكن أن يكون سببًا في تأخر سفر مواطني المملكة المتحدة، والحاجة إلى أوراق إضافية بدلا من تعزيز الحرية التي وعدت بها الحكومة البريطانية.

وأشارت مصادر في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى أن مواطني المملكة المتحدة بمختلف ألوان جوازات سفرهم يمكن أن تتقلص حقوق السفر لديهم بعد البريكست، حيث يعتمد ذلك على كيفية إجراء المفاوضات حول جميع قضايا حرية الحركة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع الإشارة إلى أن هناك مخاطر كثيرة سيتعرض لها المواطنون البريطانيون من فقدان حقهم في استخدام مسار سريع عند السفر إلى القارة الأوروبية، وربما إلزامهم بالحصول على تأشيرات للدخول.