1450329
1450329
الاقتصادية

«وكانتك»: تنبيت أكثر من 10 آلاف نخلة باستخدام الطائرات المسيرة

02 مارس 2020
02 مارس 2020

خفضت العملية من 30 دقيقة إلى ثانيتين فقط لكل نخلة -

كتب - حمد بن محمد الهاشمي -

بدأت شركة «وكانتك» WakanTech -وهي من الشركات التي استثمر فيها الصندوق العماني للتكنولوجيا- عملية تنبيت أكثر من 10 آلاف نخلة عن طريق الطائرات المسيرة «الدرونز» -إحدى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة-، وذلك بفريق كامل من الشباب العماني بقيادة مالك التوبي ويونس السيابي.

وتخفض هذه التقنية عملية تنبيت النخيل من 30 دقيقة إلى ثانيتين فقط لكل نخلة، كما يقلل كمية اللقاح المستخدم، ويخفض الأيدي العاملة الوافدة، وتوجد فرص عمل مجزية للشباب العماني عن طريق تقنيات الثورة الصناعية والابتكار في مجال زراعة النخيل ذي العمق التاريخي للإنسان العماني.

وقد أعلن الصندوق العماني للتكنولوجيا عن نجاح استثماره في مشروع تلقيح النخيل (التنبيت) عن طريق الطائرات ذاتية التحليق (الدرونز)، حيث صرح المهندس يوسف بن علي الحارثي الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للتكنولوجيا، قائلا: «لقد انطلق المشروع التجريبي باستثمار من الصندوق العماني للتكنولوجيا في مجموعة من المبتكرين العمانيين لاستخدام الطائرات المسيرة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتلقيح النخيل مع بداية موسم الطلع لعامي 2018 و2019، سعيًا لإثبات جدوى الابتكار من حيث الفعالية، واختزال الوقت والجهد والتكلفة المادية، ولقد كانت التجربة ابتداء بعدد تجريبي من أصناف النخيل في 3 مزارع تابعة لمشروع المليون نخلة التابع لديوان البلاط السلطاني في كل من سمائل ونزوى وإبراء، وعلى عدد أولي من مختلف أصناف أشجار النخيل».

وأضاف:« وقد حققت التجربة نتائج ممتازة تمثّلت في الارتقاء بعملية التنبيت من ست 6 نخلات في الساعة بالطريقة اليدوية التقليدية إلى ألف نخلة في الساعة باستخدام طائرات الدرونز، كما بلغت نسبة الفعالية نسبة تزيد عن 91% في نخلة أبو نارنجة والفرض والخلاص، وهي الأصناف الثلاثة التي تمت تنبيتها بنظام الرش، وأن هذه النتائج جميعها أعطت مؤشرات إيجابية على فعالية استخدام تقنيات الطائرات المسيرة والذكاء الصناعي في التنبيت وزيادة تنافسية وإنتاجية صناعة التمور العمانية، والتقليل من استخدام الأيدي العاملة الوافدة مما فتح المجال نحو التوسع في المشروع للموسم الثاني هذا العام 2020».

مشروع حيوي

وأضاف المهندس: إن الصندوق زاد استثماره في هذا المشروع الحيوي بعد النجاح المبهر الذي حققه الابتكار في الموسم الفائت، وذلك من أجل تمكين المبتكرين من المضي قدما نحو التوسع في استخدام هذه التقنية ضمن مشروع زراعة المليون نخلة على عدد أكبر من النخيل يزيد عن 15 ألف نخلة سيتم تنبيتها بواسطة الطائرات المسيرة، كما تم تطبيق التنبيت بواسطة التعفير الأمر الذي يزيد من فعالية التنبيت ويمكن من تغطية عدد أكبر من النخيل في وقت أقل، حيث لا تزيد الفترة عن ثانيتين لكل نخلة مقارنة بثلاث دقائق عن طريق الرش بمحلول النبات و30 دقيقة بالطريقة التقليدية لكل نخلة.

وأضاف قائلا: من المؤمل أن يدفع هذا المشروع مزيدا من الشباب العماني المبتكر للانخراط في محاولة إيجاد حلول عملية لتحديات مختلفة أخرى تواجه عددا من القطاعات الاقتصادية المهمة بالسلطنة، مما سيساهم في إيجاد اقتصاد منافس قائم على الابتكار المستمد من العلم والمعرفة والتكنولوجيا، ومن ثَم توثق هذه الابتكارات والتجارب كبراءات اختراع وتقنيات وعلامات تجارية عُمانية لتغدو سفيرة للسلطنة في دول العالم، وقد سجل هذا الابتكار في وزارة التجارة والصناعة كبراءة اختراع عمانية لحفظ حقوق الملكية الفكرية للسلطنة، كما ستسهم مثل هذه المبادرات إلى إيجاد نوعية جديدة من فرص العمل في القطاعات التقليدية عن طريق إدخال التقنيات الحديثة مما يولّد مزيدًا من الوظائف الجاذبة والمجزية للشباب العماني، بما يساعد على التحول لوظائف ومهارات المستقبل.

دعم المبتكرين

وثمّن الحارثي دور المديرية العامة لمشروع المليون نخلة في ديوان البلاط السلطاني دعمها للمشروع عن طريق توفير الخبرات الزراعية والدعم اللوجستي وإفساح المجال للمبتكرين العمانيين لتطبيق التقنيات الجديدة، ومن ثم إسناد أعمال لهؤلاء المبتكرين تدر عليهم دخلا مجزيا وتمكنهم من التوسع في الأسواق الإقليمية والعالمية مستندين إلى النتائج التي تحققت في السلطنة، كما يسعى الصندوق العماني للتكنولوجيا للعمل مع وزارة الزراعة والثروة السمكية للتوسع بنشر هذه الطريقة الحديثة للتنبيت بين مزارع المواطنين في مختلف محافظات السلطنة، كما يعمل الصندوق حاليا مع مشروع زراعة المليون نخلة لإيجاد حلول مبتكرة قائمة على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي لجوانب أخرى من شأنها أتمتت المراحل المختلفة لزراعة النخيل والصناعات القائمة عليها.

وأضاف المهندس: «إن هذه الابتكارات ستعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على السلطنة، وستعزز مكانتها العلمية، وستسهم في مواصلة جهود التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي تنفيذًا لرؤية 2040، واسترشادًا لتوجهات جهود الحكومة، والتي رسم معالمها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم في خطابه الشامل لنقل الاقتصاد العماني إلى آفاق رحبة من التقدم والرقي».

التقنيات الحديثة

الجدير بالذكر أن الصندوق العماني للتكنولوجيا يواصل استثماراته في الشباب العماني في مجال الابتكارات المساهمة في التنويع الاقتصادي.

كما بدأت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع شركة «وكانتك»، وذلك في مجال استخدام التقنيات الحديثة، حيث سيتم منحها بعض الأعمال مثل تنبيت النخيل ومكافحة حشرة سوسة النخيل ومكافحة الجراد باستخدام الطائرات المسيرة ذاتيا.

وتعتبر «وكانتك» شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات وطائرات بدون طيار لقطاع الزراعة، حيث تعمل على تمكين الحكومات والشركات المنتجة للتمور والمزارع الخاصة من تطوير حلول ذكية فعالة من حيث التكلفة وتوفر الكفاءة والسلامة والإنتاجية.

حيث إن الشركة عمانية بنسبة 100%، وتعتبر أول شركة حاصلة على شهادة CAA كطيارين تجاريين بدون طيار، وأول شركة جربت التلقيح الجوي لأشجار النخيل.