1449545
1449545
المنوعات

بيت الزبير يسـتعرض الفكـر الموسيقي للسـلطان الـراحل في أمسيته السابعة بمعرض الكتاب

01 مارس 2020
01 مارس 2020

شغف بآلتي الترومبت والأرغن واحتفى بعازفي العود حول العالم وبفنانين عرب -

كتبت - بشاير حبراس:

في ليلته السابعة ضمن سلسلة الندوة الموسومة بـ«أصلها ثابت..السيرة والمسار» استضاف بيت الزبير بمعرض مسقط الدولي للكتاب، كلا من السد خالد بن حمد والدكتور ناصر الطائي مستشار مجلس الإدارة بدار الأوبرا السلطانية مسقط، واللذين تحدثا خلال الأمسية عن الاهتمام بالفنون لدى السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- وتحدث السيد خالد بن حمد عن النشأة التي ساهمت في تكوين شخصية السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حيث أشار أن نشأته ودراسته وطفولته ساهمت في تكوين شخصيته الفذة ومن خلال سيرته نلمس مدى حرصه على الاطلاع والمعرفة في شتى علوم الحياة منذ دراسته في صلالة ثم سفره إلى بريطانيا، وتدريبه العسكري بعد ذلك، وجولته حول العالم، وتلقيه لدروس خاصة كلها أسهمت في تشكيل فكره -طيب الله ثراه- ومن ضمنها الموسيقى، ووصفه بقوله أن الله غرس فيه مواهب عديدة من ضمنها الموسيقى التي كانت تسكن فيه، وأن روحه مسكونة بالجمال وحبه لكل ما هو جميل.

وأشار السيد خالد بن حمد أن تأسيسه الفكري - طيب الله ثراه- قد ساهم في ترسيخ قيمة الموسيقى في وجدانه وبالتالي ترسيخه التدريجي لها في السلطنة، مؤكدا أن اهتمام جلالته بالموسيقى جاء من حرص ووعي.

ويضيف الدكتور ناصر الطائي أن شغف جلالته -طيب الله ثراه- الخاص بالموسيقى هو سبب تأسيسه لدار الأوبرا السلطانية، مشيرا إلى أنه من النادر أن يكون قائد دولة حاملا لهذا البعد الإنساني للموسيقى في التاريخ القريب على الأقل، وقال الطائي: إن حرصه واهتمامه بالموسيقى وتأسيس مؤسساتها تمثل في عدة توجهات أولها في الفنانين الذين شاركوا في الأغاني الوطنية ثم تمثل في حفظ وتطوير الفلكلور العماني من خلال إنشاء مركز عمان للموسيقى التقليدية، والموسيقى العربية الأصيلة والأغنية الطربية من خلال الفرقة الشرقية الأولى والفرقة الشرقية الثانية، بعدها في عام ٨٥ بتأسيس الأوركسترا السيمفونية العمانية، ونوّه الطائي إلى أن جلالته -طيب الله ثراه- أصر على أن تحوي الأوركسترا أعضاء من الجنسين، وأن تشارك المرأة وبلباسها التقليدي العماني، ثم أتت الحاجة إلى مسرح عالمي يحوي كل هذه المؤسسات فكانت دار الأوبرا السلطانية مسقط.

وأكد السيد خالد بن حمد على أن السلطان قابوس اهتم بالأغنية العمانية وكان حريصا على متابعتها، وأن له ذائقة خاصة في انتقاء الكلمات بمعناها الدقيق حتى أنه أمر بتأسيس لجنة لمراجعة نصوص الأغاني، وكشف السي خالد بن حمد أن السلطان قابوس كان يعتمد أعمال المهرجانات قبل أن تعرض على الملأ لحنا وكلمة. وأنه في أحد الحفلات كان يريد أن تكتب أغنية باسم «عمان يا شمس الضحى» فكتبها ذياب بن صخر العامري.

وأضاف السيد خالد بن حمد أن أحد مهرجانات مسقط وفي أغنية «يا مسقط الفكر» أحد الأبيات كانت تقول «في عصرك الذهبي» فأمر باستبدال المقطع لأنه كان يقول أريد كل عصور عمان ذهبية فاستبدل المقطع بـ «تباركي وانعمي يا مجمع الأدب». وكشف خالد بن حمد أن جلالته طيب الله ثراه- لحن بعض الأعمال شخصيا وإن لم تنسب له.

ويضيف الدكتور ناصر الطائي بما قاله بليخانوف في كتابه «مصلح على العرش» أن الموسيقى لدى جلالته ليست مجرد هواية ولكنها شغف يعادل اهتمامه بالسياسة، وأشار إلى أن جلالته حرص على الفنون الموسيقية العمانية كل ومنطقته وحفظها من الضياع عبر توثيقها وتسجيلها.

وعن حبه - طيب الله ثراه- لآلة العود يشير السيد خالد بن حمد أن جلالته كان مدركا أن العود آلة أساسية في الموسيقى العربية وقريبة من الوجدان العربي، لذلك جاء تأسيس جمعية هواة العود لتوفر البيئة المناسبة لكل من يريد أن يتعلم حتى تخرج منها العديد من العازفين، وأشار السيد أن جلالته احتفى بالكثير من عازفي العود وكرمهم بأوسمة رفيعة المستوى، وأنه أسس لكل نوع من أنواع الموسيقى كيانا في البلاط السلطاني فنجد التخت والموشحات والفلكلور والرقصات والإنشاد، مشيرا إلى فرق عسكرية موسيقية لا توجد في غير عمان مثل فرقة هجانة، وفرقة خيالة وهي فرق نسائية موسيقية عسكرية.

وفي الحديث عن موسيقى المراسم السلطانية قال الطائي أنه اختار موسيقى معينة ترافق مشاهده وأن هذا دليل على حس رفيع، فهو كما يشير لم يختر موسيقى لفنانين معاصرين بل اختار مقطوعة غير معروفة عكست شغفه بآلة الترامبت والأرغن. وذكر السيد خالد بن حمد أن جلالته إذا ما استقبل ضيوفا على مأدبة عشاء يختار بنفسه الموسيقى التي تعزف حسب الضيف الموجود، كما أنه منح أوسمة لفنانين أمثال وديع الصافي وعمار الشريعي وعبادي الجوهر وأحمد فتحي، وعازف العود العماني سالم المقرشي، كما منح أوسمة لمحمد عبده وأبو بكر سالم نظير إسهاماتهما في التراث الموسيقي العربي.