خبر :البرلمان القادم.. الفرص والتحديات

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (خبر) مقالاً نقتطف منه ما يلي:

بعد أن أظهرت نتائج الإنتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً في إيران فوز مرشحي التيار المحافظ بغالبية مقاعد البرلمان، بدأت الأنظار تتجه نحو الدور الذي سيلعبه المجلس في ظلّ التعقيدات المتعددة الجوانب والتحديات المختلفة التي تواجهها إيران على الصعيد الداخلي والخارجي لاسيّما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتوتر مع الغرب لاسيّما مع أمريكا حيال العديد من القضايا العالقة وفي مقدمتها الأزمة النووية وملف الصواريخ الباليستية الإيرانية بالإضافة إلى القضايا الكثيرة المرتبطة بعموم الأوضاع في الشرق الأوسط.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن البرلمان الإيراني القادم يواجه سلسلة من المطالب الشعبية خصوصاً ضرورة تحسين الوضع الاقتصادي وتقليص نسبة الباحثين عن عمل ودعم القطّاع الخاص ورفع قيمة العملة الوطنية التي تدهورت نتيجة الحظر المفروض على طهران الذي تسبب بتراجع صادرات النفط الإيرانية وتعقيد التعامل المالي بين البنوك الإيرانية ونظيراتها في الخارج التي تخشى من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء البرلمان القادم الذين يمثلون التيار المحافظ يواجهون أيضاً تحدٍ من نوع آخر يتمثل بالسياسات التي اعتمدها البرلمان الحالي الذي هيمن على مقاعده ممثلو التيار الإصلاحي طيلة السنوات الأربعة الماضية وتشمل هذه السياسات كافّة الجوانب وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي الذي يتطلب إصلاحات جذرية تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة التي يتوقع أن تكون أصعب من سابقتها نتيجة التشابك الحاصل في الملفات وإصرار الغرب بقيادة أمريكا على إرغام إيران على توقيع اتفاق نووي جديد قبل رفع الحظر عنها، الأمر الذي تعتقد طهران بعدم جدواه مستندة في ذلك إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بذريعة عدم انسجامه مع المصالح الاستراتيجية الأمريكية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن التيار المحافظ سيواجه صعوبات في إقرار قوانين جديدة في البرلمان القادم لوجود أعضاء من تيارات أخرى في مقدمتها التيار الإصلاحي يعتقدون بضرورة دعم سياسات الرئيس «حسن روحاني» في كافّة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مشددة على أهمية رفع مستوى التنسيق بين التيار المحافظ وباقي التيارات في البرلمان لتجاوز هذه العقبة والخروج بقوانين قادرة على مواجهة التحديات والتأسيس لمرحلة جديدة تتناسب مع طموحات وتطلعات الناخب الإيراني الذي شارك في الإنتخابات بأمل تحقيق هذه الطموحات والتطلعات.

وحذّرت الصحيفة من الخلافات السياسية التي قد تنشأ بين التيارات المؤثرة في البرلمان القادم على طبيعة وآلية اتخاذ القرارات، مؤكدة بأن الوضع لم يعد يحتمل مثل هذه الخلافات في المرحلتين الراهنة والمقبلة، مشددة في الوقت نفسه على أهمية تركيز الجهود لإصلاح الأوضاع وتقديم الأولويات التي ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار وفي طليعتها الأولوية الاقتصادية.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى ضرورة تجاوز الأخطاء السابقة التي أدت إلى بروز معضلات في البرلمان حالت دون اتخاذ القرارات المناسبة في مجالات متعددة، معتبرة الحفاظ على سمعة البرلمان من خلال اعتماد قرارات صائبة بأنها تحظى بأهمية بالغة في كافّة الأوساط الرسمية والشعبية الإيرانية، داعية إلى تعزيز اللحمة داخل البرلمان لتحقيق النجاح المنشود بعيداً عن الميول والأغراض الشخصية أو الفئوية وتقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة في جميع الظروف.