1448472
1448472
المنوعات

«شاعر المليون» يقدم روائع من الشعر النبطي في مجاراة للموشحات الأندلسية

29 فبراير 2020
29 فبراير 2020

تنطلق الحلقة الحادية عشرة من برنامج «شاعر المليون» في موسمه التاسع من مسرح شاطئ الراحة بمدينة أبوظبي بعد غد بعد تأهل المتسابقين أحمد بن جدعان العازمي بنتيجة 48/‏‏‏50، وخالد القصيري الجهني بنتيجة 47/‏‏‏50 في الحلقة العاشرة، بانتظار الإعلان عن بقية المتأهلين حيث كانت نتائج بقية الشعراء بنتيجة 46/‏‏‏50 لمبارك بالعود العامري، وحمود خلف القحطاني بنتيجة 44/‏‏‏50، وكل من برزان السحيم الشمري وزايد عايض الرويس بنتيجة 43/‏‏‏50.، كما شهدت الحلقة السابقة خروج آخر المتسابقين العمانيين ناصر الغيلاني.

ويشارك في هذه الحلقة التي تعتبر الأمسية الثالثة ضمن المرحلة الثانية من البرنامج، كل من: العنود فراج المطیري، وسلطان الحويقل العتيبي وراكان بن وليد الراشد من السعودية، وحمدة المر من الإمارات، ومحمد حسين الشمري من العراق، وحمد المويزري الرشيدي من الكويت.

وأوضح الشاعر ناصر الغيلاني آخر المتسابقين العمانيين في هذا الموسم قبل خروجه من الموسم الحالي في الحلقة العاشرة، أنه قدم في المرحلة الأولى قصيدة تمثل هويته ووطنه، وقد حقق درجة عالية من خلالها، وصعد بتصويت الجمهور، وفي المرحلة الثانية قدم قصيدة عن السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وكانت ردة الفعل جميلة وكان هناك تجاوب وتفاعل مع القصيدة في المرحلة الثانية، موضحا أن المشاركة لا تخلو من الصعوبات حيث أن الشعراء المشاركين لهم جمهور واسع.

وأشار الغيلاني أن للسلطنة تجربة في الساحة الثقافية بشعراء معروفين، مضيفا أننا نبحث عن تسليط الضوء للاستمرار مع الشعر، ونوجه للشباب الشعراء الدعوة للمشاركة في مثل هذه المسابقات التي تصقل مواهبهم للاقتراب من الجمهور بشكل أكبر.

وتنافس أمام لجنة تحكيم البرنامج الشعراء الستة أحمد بن جدعان العازمي من الكويت، وبرزان السحيم الشمري من العراق، وحمود خلف القحطاني وخالد القصيري الجهني وزايد عايض الرويس من السعودية، ومبارك بالعود العامري من الإمارات.

وتميز المتسابق الأول أحمد بن جدعان العازمي بقصيدته التي أسمعت صوت التصدي للأعداء الذين يتربصون بالأمة العربية ويكيدون لها، محاولين مرارا دون جدوى تدويل الحرم القدسي الشريف. وقد رأى أعضاء لجنة تحكيم البرنامج أنها من أجمل القصائد التي مرت في هذا الموسم، إذ اعتبر الدكتور غسان الحسن أنها قصيدة النوافذ الثقافية، بعناصر التاريخ والجغرافيا والشخوص، وموضوعها الجميل الذي كان الشاعر موفقاً في انتقائه، مع ما حملته من معلومات تاريخية، مثل الحديث عن زياد ابن أبيه وخطبته البتراء التي لم يبدأها بالبسملة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وتضمينه أبيات أبي الطيب المتنبي.

بينما أشاد الأستاذ سلطان العميمي بتصاوير القصيدة ولغتها والكم المعرفي الذي حملته، قائلاً: «إنّ فكرة القصيدة تصدت لموضوع المحاولات الفاشلة والدنيئة لتدويل موسم الحج، والتي فشلت وستفشل بجهود المملكة وقيادتها الرشيدة».

أما المتسابق الثاني، فكان برزان السحيم الشمري من العراق، وقصيدته التي جسدت نصوص الألم والوله ولوعة الفراق بين الحبيبين في ظل قسوة الواقع المرير الذي يعيشه العراقيون، والتي اعتبر الأستاذ سلطان العميمي أنها قصيدة حب بامتياز، وقدرته في مواجهة الإرهاب والداعين إلى القتل، مشيداً بتميز الشاعر، وبالمطلع الأنيق للقصيدة مع التصوير والخيال الشعري العالي. فيما أكد الشاعر حمد السعيد على العفوية التي ميزت القصيدة وكمية الإحساس والمشاعر مع المصداقية التي عكست واقعية النص، مشيراً إلى خصوصية اللهجة لدى الشاعر والتي تبرز انتماءه لقبائل شمّر. أما الدكتور غسان الحسن، فأشاد بالصور الشعرية المرسومة بدقة، والمشاعر التي تحملها الكلمات، مع ملاحظته ضعف القصيدة لارتباكها حين التعبير عن قسوة الواقع، وابتذال اللغة التي تجافي الشاعرية بعباراتها القاسية وغير الشعرية.

أما المتسابق الثالث فكان حمود خلف القحطاني من السعودية الذي ألقى قصيدة وجدانية حافلة بالألم والفراق والخذلان، معبرة عن خيبة أمل الشاعر واحتراق قلبه وروحه بمعاناة صد الحبيب وغدره، والتي رأى الأستاذ حمد السعيد أنها في وزنها لم تناسب الموضوع العاطفي، كما أثقلت القافية على الشاعر كونها من القوافي الصعبة.

وأشاد الدكتور غسان بمطلعها الجميل والمعبّر كغلاف غلف القصيدة كلها بالسواد والقتامة التي عاشها الشاعر عند نظمها، ملاحظاً الإشراقات الشعرية الكثيرة في القصيدة، بينما أشار الأستاذ سلطان العميمي بالتصوير والمستوى الشعري ورهافة الإحساس، وتعدد الأساليب والتنوع اللغوي بين النفي والتأكيد والاستفهام. تلاه المتسابق الرابع خالد القصيري الجهني من السعودية، في قصيدة تناول فيها حب الوالد لابنته وحنانه الدافق، فهو سندها والمسؤول عنها وعن مستقبلها. وقد أجمعت لجنة التحكيم على جمال القصيدة وقدرة الشاعر من خلال أبياته على إيصال الفكرة والعاطفة، محلقا في دنيا الشعر في توريات واستخدام لغوي مبدع وتصوير تمثيلي متقن، وبتعدد جزئيات النص وحركاته وأمكنته. ورأى الباحث سلطان العميمي أنه مكتوب بروح الأب الشاعر، معبراً عن حالات أبوية صوّرها الشاعر بشكل رائع، بحاضرها ومستقبلها. بينما أشاد الشاعر حمد السعيد بكونه نص السهل الممتنع الدال على تمكن الشاعر واحترافه، مع ذكائه في اختيار الجرس الموسيقي المناسب لموضوع القصيدة.

خامس نجوم الأمسية كان زايد عايض الرويس من السعودية الذي أنشد قصيدة الوسطية والاعتدال، بعيداً عن التطرف والإلغاء والإقصاء.

تلا ذلك المتسابق السادس مبارك بالعود العامري من الإمارات، مع قصيدته المتميزة في مديح دار زايد.

مع مجاراة موشحة الشاعر الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب، كان مسك ختام الأمسية، حيث أشاد أعضاء لجنة تحكيم البرنامج بقدرة الشعراء الستة وإتقانهم الوزن والصياغة عليه، مع الإشارة إلى خروج معظم الشعراء عن الجو الوجداني الشفيف للموشح الأصلي.

كما كانت هناك وقفة فنية استعادت روائع الموشحات الأندلسية، مع قصيدة العالم والفيلسوف والشاعر الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب «جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس» التي غنتها الفنانة عُريب حمدان.