1448417
1448417
المنوعات

مجلس الحوار الإعلامي يتناول أصداء اللقاءات الإعلامية مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد

29 فبراير 2020
29 فبراير 2020

صورة أرشيفية للقاء السلطان قابوس مع سمير صبري[/caption]

في لقاءات نادرة لصحفيين التقوا باني نهضة عمان الحديثة -

حضرتها: خـــــــلود الفـــــــــزارية -

أقيمت مساء أمس الأول جلسة حوارية إعلامية تناولت السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- استضافت الصحفية الأمريكية جوديث ميلر والصحفي الروسي سيرجي بليخانوف صاحب كتاب مصلح على العرش بالإضافة إلى الفنان المصري سمير صبري، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الخامسة والعشرين.

وضمت الجلسة الحوارية الرموز الإعلامية التي أتيحت لها فرصة لقاء السلطان الراحل في فترات مختلفة من حكمه، وأدارها الإعلامي موسى الفرعي، بحضور الدكتور عبدالمنعم الحسني وعدد من أصحاب المعالي والسعادة وجمع من المثقفين والمهتمين.

شخصية مميزة تعرف ما تريد

وفي بداية الحوار أكدت الصحفية الأمريكية جوديث ميلر أن شخصية السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- تستحق الاحترام والتقدير، مشيرة إلى أنها التقت جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في عام 1997، كما التقته مرة أخرى بعد 15 عاما في السلطنة ضمن حضورها لمهرجان الشموخ بولاية منح في حصن الشموخ. وأضافت جوديث ميلر أن شخصية جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مميزة، حيث كرس نفسه لخدمة شعبه ووطنه، فهو يعرف ما يريد، وكيف السبيل للوصول إلى النجاح، كما تناولت كيفية قيام السلطان الراحل ببناء الدولة بمختلف مرافقها خلال السنوات الماضية.وعن الحوار الذي جمعها بجلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- فتقول: إن السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- شرح لها خطته في إدارة البلاد من أجل النهوض بها، كما تحدث حول الأسباب التي تدفعه لإنشاء مجلس للشورى في السلطنة، ومدى حاجة عمان إلى دستور في الأعوام المقبلة لضمان بقائها على قيم التسامح واستمرارها في طريق السلام بخطى راسخة وثابتة دائما.

وأكدت ميلر أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- كان حريصا على وضع المرأة في السلطنة، مضيفة أن تقلد المرأة لأعلى المناصب هو تحقيق للنظرة التي كان يوليها ويسعى لتحقيقها.

من ناحية أخرى تطرقت جوديث ميلر إلى الأحداث السياسية التي مرت على المنطقة والمنعطفات الخطيرة التي كانت فيها السلطنة بمنأى عنها، كونها مستقلة في قرارها السياسي وهو الأمر الذي أراده لها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-.

والصحفية الأمريكية جدويث ميلر كانت فيما مضى المراسلة الصحفية الوحيدة التي تغطي المنطقة العربية والشرق الأوسط لواحدة من أعرق الصحف الأمريكية وهي نيويورك تايمز وهي على دراية كبيرة بالمنطقة العربية وقد ألفت عدة كتب حولها كما أنها عملت كمراسلة عسكرية في الحروب التي مرت على المنطقة وخلال السنوات الكثيرة الماضية استطاعت أن تلتقي بمعظم صناع القرار في المنطقة.

حرص على إشراك شعبه فــــــي صنع القرار

من جانبه تطرق الصحفي الروسي سيرجي بليخانوف صاحب كتاب مصلح على العرش الذي يتناول سيرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إلى بعض تفاصيل الأسئلة التي وجهها لجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حيث أكد أنه كان معجبا بهذه الشخصية الفريدة، وأنه أثناء لقائه بالسلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- استقبله في سيح البركات.

ويضيف سيرجي بليخانوف أن الحوار كان ضمن الأسئلة المتعلقة بكتابه آنذاك، وتناولت طفولة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، إضافة إلى لقائه بجده في مومباي، مبينا أنه انبهر بشغف جلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- أثناء طفولته بالموسيقى وثقافته الواسعة، فهو موسوعة موسيقية، حيث حدثه عن أشهر موسيقيي الغرب ومقطوعاتهم وهو يحب الموسيقى الأندلسية والهندية والإفريقية ويعرف الكثير عنها إضافة إلى الموسيقى العربية.

وبين بليخانوف أن الحوار تطرق إلى نظرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إلى مسألة الديمقراطية حيث كان يخطط لإشراك شعبه في صنع القرار عبر عملية مدروسة وتدريجية تضمن لها النجاح، وكان يقول إن بناء برلمان بدون أسس صلبة عملية ستذهب في مهب الريح، ومن ثم وضع هذا الرجل الأسس وأقيمت انتخابات الشورى وانتخابات المجلس البلدي وهي تحقيق لما خطط له هذا السلطان في أن يشرك العمانيين في اتخاذ القرار.

والصحفي الروسي سيرجي بليخانوف هو مؤلف كتاب (مصلح على العرش .. سلطان عمان قابوس بن سعيد) والذي يعتبر أول كتاب باللغة الروسية عن السيرة الذاتية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ طيب الله ثراه ـ حيث استعرض فيه المؤلف الجهود الكبيرة المبذولة في تأليفه ولقاءه المهم مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- وانطباعاته وتمنياته ورؤيته لكل ما شاهده من إنجازات ظل يعكف على تبويبها لسنوات عدة، حتى ظهر الكتاب إلى الوجود في حفل تدشين مشهود لهذا العمل التأليفي الكبير أقامته سفارة السلطنة في موسكو. وقد أكد المؤلف أن مقابلته مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ كانت تمثل ذروة أمانيه حيث ساعدته في ترتيب أفكاره وتحديدها على نحو نهائي بهدف تأليف الكتاب كما أشار سيرجي بليخانوف إلى أن لقاءاته مع المسؤولين العمانيين الذين التقاهم قد أكدت فكرته الخاصة بأن العمانيين اكثر ديمقراطية من غيرهم.

شخصية فريدة من نوعها

بدوره أشار الفنان والإعلامي المصري سمير صبري أنه التقى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- في إحدى زياراته لجمهورية مصر العربية في فترة السبعينات، مبينا أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- كان شخصية فريدة من نوعها بكافة المقاييس، كونه موسوعة في معظم المجالات، فقد كان يعشق الموسيقى العربية ويعرف الكثير عنها ويتذوقها، مضيفا أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- حدثه عن الفترة التي صادفت حريق الأوبرا الملكية التاريخية في مصر، وأنه يعتزم إنشاء دار أوبرا ضخمة في عمان في يوم ما، وهذا ما كان.

وبين صبري أن لقاءه بالسلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله- كان في سنين مبكرة جدا من عمر النهضة العمانية، حيث كان رجلا يحمل حلما، مشيرا أنه بادره بسؤال عن حلمه فأجابه جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- «إن حلمي هو التعليم ثم التعليم ثم التعليم ثم التعليم، وكان يقول أحلم بمدارس وجامعات في كل مكان أقيمها في عمان، وأحلم أن أرسم الابتسامة على وجه جميع العمانيين وأن تكون هذه الابتسامة نابعة من الأمان والاستقرار والحياة الكريمة».

وأكد سمير صبري أنه زار السلطنة بعدها بوقت طويل فوجد ما حلم به السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- قد تحقق، ويضيف بأنه وجد شعبا مثقفا وصل إلى مراتب عليا في العلوم، كما وجد نهضة رائعة جدا، ووجد الابتسامة في كل مكان، وكذلك الاستقرار و الأمان» واختتم حديثه بقوله «لا يمكن أن أنسى هذا الرجل العظيم الذي لن يفارقنا».وسمير صبري بدأ حياته كمذيع في الإذاعة بالبرنامج الأوروبي الذي كان يطلق عليه ( الإذاعة الانجليزية ) ثم اتجه إلى التمثيل والغناء. له العديد من الأفلام المصرية التي قام بتمثيلها منذ بداية مسيرته الفنية في الستينات والسبعينات، وأول بداياته كانت كومبارس في مشهد أغنية عبد الحليم حافظ مع آمال فهمي وعبد السلام النابلسي في أغنية باحلم بيك، وعاد للعمل كمذيع مرة أخرى في التلفزيون في فترة السبعينات وقدم برنامج ( النادي الدولي ). ثم انقطع عن عمله كمذيع لسنوات وأنشأ فرقة استعراضية وشركة إنتاج سينمائي ومثل عددا من الأفلام، ليعود للعمل كمذيع مرة أخرى في التسعينات في برنامج ( هذا المساء )، وانقطع مرة أخرى ليعود كمذيع في برنامج (ماسبيرو) على قناة TEN.

وكان صبري استضاف جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في برنامج «النادي الدولي» قبل قرابة الـ 45 عاما في جمهورية مصر العربية.