1447153
1447153
الاقتصادية

مجلس التخطيط يعلن أول إطار وطني لمهارات المستقبل في أبريل القادم

29 فبراير 2020
29 فبراير 2020

تدريب الشباب وتمكينهم من الاستفادة من فرص التقدم التقني -

استطلاع: أمل رجب -

أكد الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - على أهمية تعزيز المهارات الشخصية ودعم المشروعات التي تقوم على الابتكار والذكاء الصناعي والتقنيات المتقدمة، وتدريب الشباب وتمكينهم للاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا القطاع الحيوي ليكون لبنة أساسية في منظومة الاقتصاد الوطني، وفي إطار العمل على تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية عمان 2040، يستعد المجلس الأعلى للتخطيط في أبريل المقبل لإعلان أول إطار وطني لمهارات المستقبل والذي يحدد أهم المهارات المطلوبة لخدمة الخريجين والباحثين عن عمل خلال الفترة من 10 إلى 15 عاما المقبلة.

وكان قد تمت دعوة السلطنة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2019 للانضمام لمبادرة عالمية لتحديد المهارات المستقبلية اللازمة للازدهار في اقتصاد رقمي لتصبح عمان أول دولة عربية تشارك في هذه المنصة العالمية، وقد تم إعلان مبادرة مهارات المستقبل لعمان ويشرف عليها المجلس الأعلى للتخطيط بالشراكة بين الأطراف الفاعلة وذات العلاقة بسوق العمل ومنها ديوان البلاط السلطاني ومجلس التعليم ووزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والقوى العاملة والمركز الوطني للإحصاء والمعلومات والصندوق الوطني للتدريب وخبراء ومسؤولون تنفيذيون من كبرى شركات القطاع العام والخاص في السلطنة.

وستشهد الفترة المقبلة إطلاق استطلاع للشباب حول مهارات العمل في المستقبل، للتعرف على تصورات وتوجهات الشباب العماني نحو مهارات العمل في ظل الاقتصاد الرقمي، وفي الوقت ذاته تتواصل حاليا الدراسة الاستقصائية لصناع القرار والمديرين التنفيذيين في القطاع الخاص والتي تستهدف الوصول إلى فهم أفضل لتصور أصحاب العمل في السلطنة بشأن توفر وترتيب أولويات مهارات المستقبل المختلفة، والمبادرات المحتملة التي يمكن أن تساعد في القضاء على فجوة المهارات، كما تركز الدراسة على رؤية أصحاب العمل للمهارات التي ينبغي توفيرها للشباب العماني المقبل على سوق العمل خلال الـ10-15 سنة المقبلة، والمبادرات المحتملة التي يمكن أن تساعد في تجسير فجوة المهارات، وتشارك في الدراسة عينات ممثلة لأنواع مختلفة من الشركات وكذلك شركات من مختلف القطاعات الرئيسية التي تمثل ركيزة لخطط التنويع الاقتصادي.

وتسعى المبادرة للتوصل لمبادرات تجمع بين نتائج قصيرة المدى وتحقيق مكاسب طويلة الأجل لتعزيز مهارات الكوادر العمانية حاليا ومستقبلا، وتعتمد منهجية العمل على ثلاث مراحل يتم خلالها تصميم إطار مهارات المستقبل في السلطنة عبر مراجعة أفضل الممارسات الدولية، والتحقق من فاعليتها وملاءمتها بالتعاون مع الخبراء الدوليين، واختبارها مع الخبراء العمانيين، وإنشاء إطار مفصل للاحتياجات التي تناسب السلطنة وتساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية ووضع سياسات موحدة تستهدف سد الفجوة في المهارات، وستكون مبادرات القطاعين العام والخاص التزام مشترك بين أصحاب العمل من القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية في القطاع العام، كل منها على حدة أو مشتركة مع بعضها البعض، ويتم التوصل لهذه المبادرات عبر التعاون الوثيق بين مختلف القطاعات، ومن خلال حلقات العمل واجتماعات المائدة المستديرة ومنها سيتم التوصل إلى مبادرات وبرامج لتطوير المهارات في صورة شراكات للتنسيق بين أنظمة التدريب المهني والمناهج الدراسية وتطوير التوجيه الوظيفي.

وفي هذا الاستطلاع نتعرف من قبل الأطراف المختلفة المشاركة في المبادرة على أهمية المبادرة في إعداد الكوادر الوطنية وسوق العمل لمختلف المتغيرات الناتجة عن التقدم التقني.

قالت إيمان رافع مديرة مشروع مبادرة مهارات المستقبل لـ«عمان»: إن المهارات غير قابلة للاستبدال بالآلات وهي عملة المستقبل، حيث إن هذه المهارات الشخصية هي ما يحتاجه مستقبل عمان، بحيث ينشأ الشباب في بيئة رقمية أساسها الحوافز والقدرة على التفاعل بشكل مثمر واتخاذ القرارات الحاسمة وتعلم مهارات جديدة باستمرار، وسيتم إطلاق أول إطار للمهارات المطلوبة بحلول أبريل المقبل تماشيا مع رؤية عمان 2040، وتستهدف المبادرة تمكين المعلمين والمدربين وأصحاب القرار من اتخاذ قرارات يكون لديها التأثير بشكل إيجابي على سوق العمل خلال فترة قصيرة وإحداث تغيير لسد فجوة المهارات وكذلك إتاحة مبادرات التدريب على هذه المهارات للباحثين عن عمل والخريجين والمتدربين.

ولتعزيز مهارات المستقبل، أشارت السيدة روان آل سعيد، نائبة رئيس مجلس الإدارة لمبادرة مهارات المستقبل لـ«عمان» - أن الاستعداد للمستقبل لا بد أن يبدأ من الآن، وعند الحديث عن سوق العمل والتشغيل فقد كان من أهم المحاور التي وردت في الخطاب السامي التأكيد على أهمية التشغيل وتعزيز المهارات المستقبلية لمواكبة متغيرات التطور التقني والثورة الصناعية الرابعة، لا سيما أن العالم قد أصبح قرية متقاربة الأطراف، تشهد تقدما متسارعا في شتى مناحي الحياة نتيجة الاعتماد المتنامي على التقنيات المتقدمة. وفيما يتعلق بمبادرة مهارات المستقبل فقد أصبح لدينا الآن رؤية واضحة بأولويات تطوير مهارات الكوادر وإنتاجيتهم، وهنا يلعب القطاع الخاص دورا حيويا في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، بل من مسؤوليته أن يدمج هذه الأولويات ضمن استراتيجياته من أجل المساهمة في تحقيق الأهداف الوطنية المرسومة ضمن الخطة الخمسية التاسعة والاستراتيجيات والخطط التنفيذية ضمن رؤية عمان 2040.

وأضاف المهندس مالك التوبي: شريك مؤسس ورئيس تنفيذي للعمليات بشركة (وكان تك): «إن الاهتمام بمهارات الشباب العمانيين في المجال التقني سوف نحصد الكثير من ثماره في المستقبل القريب حيث يتيح للسلطنة مواكبة الثورة الصناعية الرابعة، ومما أسعدنا إشارة خطاب جلالته إلى أولوية تعزيز المهارات التقنية لتمكين السلطنة بشكل عام والشباب بشكل خاص من مواكبة ما يحدث من متغيرات في سوق العمل وتمكينهم من التكيف مع المتغيرات، وهناك جهود حالية في هذا الإطار لتعزيز مهارات المستقبل ومن نتائجها مشاركتنا في مبادرة استخدام الطائرات المسيرة المشغلة عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي والصناعي، مشيرا إلى أن دور العاملين والمتخصصين في القطاع التقني هو تطوير واستحداث أبرز وأحدث التقنيات في شتى القطاعات منها الصناعية والزراعية من أجل تحقيق قيمة مضافة للسلطنة.

وقال سعيد الحريزي، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الكيميائية من الكلية التقنية العليا: إن هناك تطلعات كبيرة لدى الشباب للمساهمة في بناء مستقبل عمان، وقد لامس خطاب جلالته الكثير من هذه التطلعات لدى الشباب، وهناك حاليا العديد من المبادرات الجارية التي تستهدف المساهمة في التأهيل والتدريب على كل ما يتطلبه سوق العمل من مهارات، وخلال الفترة الماضية شاركت في فعاليات نظمتها مبادرة مهارات المستقبل لعُمان، حيث كانت إيجابية للغاية وكانت منصة للمناقشة والاطلاع على المهارات المطلوبة للاقتصاد الرقمي ومنحتنا الفرصة للمساهمة بدور فعال لتعزيز مستقبل عمان.

وأشار فيصل البلوشي من شركة (تراك بي) إلى أنه بسبب التغيير المتسارع نتيجة التقدم التقني أصبح من غير الممكن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، وهناك مخاوف ترتبط بتأثير التكنولوجيا في المستقبل على جميع مناحي الحياة، حيث ينظر البعض إلى أن التكنولوجيا خطر يهدد الإنسان بينما يراها البعض الآخر وسيلة لتقريب العالم من بعضه وأداة لحل تحدياتنا.

وحول المهارات التي نحتاجها في مكان العمل يقول: «ما لا تفعله أجهزة الكمبيوتر بشكل جيد» حيث تتصارع الآلات الذكية مع الإبداع والذكاء الاجتماعي، وتأتي مهارات حل المشكلات المعقدة والتفكير النقدي والإبداع والذكاء العاطفي إلى جانب صنع القرار ضمن أكثر المهارات المطلوبة في المستقبل التي حددها الباحثون. ويوضح فيصل أن هذه المهارات تحتاج إلى تطوير وليس تدريب، كما أنها تستغرق وقتا وتتطلب ممارسة، ولذلك سوف تعتمد المهارات المستقبلية على التكنولوجيا بالرغم من أن التكنولوجيا لن تحل جميع مشكلاتنا.

وتؤكد شيماء الغيلانية مسؤولة الشؤون التجارية بمصنع الابتكار على أهمية مهارات المستقبل في تعزيز كفاءة الشباب وإعدادهم لسوق العمل في ظل التطورات التقنية السريعة على مستوى العالم، وهي تتيح للقطاع خاص النمو بشكل مستدام عبر سد الفجوة بين مخرجات المؤسسات الأكاديمية وتقنيات المستقبل والثورة الصناعية الرابعة التي يتوجه إليها العالم.