عمان اليوم

ريادة الأعمال تستعد لنقلة نوعية بتضافر الجهود وتحديث منظومة التشريعات

26 فبراير 2020
26 فبراير 2020

جلالة السلطان يؤكد دورها الأساسي في الاقتصاد -

استطلاع: حمد الهاشمي - رحمة الكلبانية -

أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - في خطابه السامي على أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع ريادة الأعمال ودورها الأساسي في منظومة الاقتصاد الوطني، وفي استطلاع لـ« » مع الرؤساء التنفيذيين للجهات الداعمة والممولة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وقطاع ريادة الأعمال بالسلطنة، أوضح المشاركون أن الخطاب السامي لجلالة السلطان - حفظه الله ورعاه - يؤكد حرصه على رواد الأعمال، وتعطي نظرته الحكيمة إشارة واضحة لقيمة هذا القطاع الحيوي، كما أن جلالته سيولي هذا القطاع اهتماما وعناية خاصة عبر تذليل الصعاب والإجراءات التي تواجهه.

وأكد المشاركون أن كلمات جلالته تعطي دافعًا وحافزًا لتطوير وتمكين رواد الأعمال وتذليل الصعوبات والتحديات التي تواجههم، كونهم جزءًا لا يتجزأ من الثروة الأساسية في تقدم هذا البلد المعطاء. وتوقع المشاركون في الاستطلاع أن هذا القطاع سيشهد خلال الفترة القادمة تطورا كبيرا ونقلة نوعية من خلال تضافر جهود المؤسسات وتحديث منظومة القوانين والتشريعات.

وقالت المهندسة حليمة بنت راشد الزرعية القائمة بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»: «إن خطاب صاحب الجلالة يؤكد حرصه على قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال الذي نفخر بالتطور الكبير الذي شهده خلال السنوات القليلة الماضية منذ إنشاء ريادة في عام 2013 لتكون ذراع الحكومة لدعم وتنمية وتطوير هذا القطاع الحيوي ليساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للقوى الوطنية، وكلمات جلالته تعطينا حافزًا إيجابيًا، وفي الوقت نفسه مسؤولية أكبر لمضاعفة الجهود لتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة داخل السلطنة وخارجها، وتطوير وتمكين رواد الأعمال أصحابها لكونهم جزءًا لا يتجزأ من الثروة الأساسية في تقدم هذا البلد المعطاء».وقال طارق بن سليمان الفارسي الرئيس التنفيذي لصندوق الرفد: إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي العصب المستقبلي للاقتصاد والمساهم في تطوير عمليات مختلف القطاعات الاقتصادية المترابطة، ولعل النظرة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان أعطت إشارة كبيرة لقيمة هذا القطاع الحيوي المرن الذي أولاه المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- اهتماما كبيرا، كونه عاملا أساسيا في التنويع الاقتصادي المعزز للناتج المحلي ونمو القطاع الخاص، محدثا فرصا حقيقية للعمل فاتحًا آفاقًا للعمل والتشغيل، ويوجد قاعدة من المشروعات الشبابية الابتكارية المنافسة في السوق المحلية والعالمية، والمرحلة القادمة تتطلب أن تكون هناك فرص أوسع لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال إشراكها في البرامج والمبادرات الاقتصادية المتنوعة، والتي تستند عليها الخطط الخمسية التنموية، والتي بلا شك ستوجد بيئة جاذبة للأعمال ومحفزة للنمو والتنافس، كما أن الربط التكاملي بين الجهات وتقديم التسهيلات المحفزة لتأسيس واستدامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة لهو أمر بالغ الأهمية من أجل الوصول بقطاع حيوي يحقق أهدافه المرجوة، ورسم خارطة الطريق لهذه المؤسسات بما يتناسب مع التوجهات المستقبلية، ومن جانب آخر هناك مسؤولية تقع على أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقييمهم لأنشطتهم والحرص على مواكبة المستجدات في قطاعات الاقتصاد والتقنية من أجل استدامة مشروعاتهم وتطويرها بالشكل المرجو، وإيجاد كيانات اقتصادية تشاركية كانت أو فردية تصل بهم للمنافسة العالمية.

وأشار الشيخ صلاح بن هلال المعولي الرئيس التنفيذي لصندوق «إنماء» إلى أن الخطاب التاريخي لجلالة السلطان تضمن عددًا من الرسائل المهمة التي تمثل مسارًا لعمان خلال المرحلة المقبلة، حيث ركز جلالته في خطابه على الشباب في أكثر من موقع في الخطاب المهم لعمان وكل مواطن على أرض عمان، حيث تحدث جلالته عن اهتمامه بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأنه سيولي هذا القطاع الحيوي المهم عناية خاصة لرقيه وتذليل الصعاب والإجراءات التي تواجهه.

وأضاف المعولي: «اعتقد أن قطاع المؤسسات الصغيرة سيشهد خلال الفترة القادمة تطورا كبيرا ونقلة نوعية ستتم ملاحظتها على المستوى المحلي والخارجي، لا سيما وأن هذا القطاع بدأ الاهتمام به مسبقًا وله تأثيره وأهميته على التنمية بشكل عام والتنمية الاقتصادية بشكل خاص، ولكن تركيز السلطان هيثم بن طارق عليه والحديث عنه في خطابه دليل على أن قطاع ريادة الأعمال سيكون له مستقبل كبير، وتطور الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تضافر جهود المؤسسات وتحديث منظومة القوانين والتشريعات».

مشروعات إبداعية

من جانب آخر قال المهندس يوسف بن علي الحارثي الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للتكنولوجيا: إن صاحب الجلالة أكد في خطابه التاريخي على أولوية نشر ثقافة الابتكار وتنمية الاقتصاد الإبداعي، وتحفيز الشباب على إيجاد حلول مبتكرة لتحديات المستقبل، وضرورة وضع البرامج لتأهيل الكوادر الوطنية في مجالات التقنية الحديثة كتقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الصناعي للإسهام في التحوّل للاقتصاد المعرفي لتحقيق تنمية مستدامة بوصفها ترجمة لـ«رؤية 2040».

وأضاف: يسعى الصندوق العماني للتكنولوجيا إلى ترجمة مضامين الخطاب بالإسهام في بناء اقتصاد المعرفة القائم على الابتكارات التكنولوجية وصناعة المحتوى الرقمي، وذلك من خلال الاستثمار وتمكين الشابات والشباب العماني على إقامة مشروعات ابداعية قابلة للتوسع للأسواق الإقليمية والعالمية، ويأتي دعم الصندوق من خلال الاستثمار المالي، وتوفير مختلف وسائل الرعاية، وإيجاد البيئة الضرورية لنمو هذه المشروعات والدفع بها إلى العالمية.

ويعتزم الصندوق التوسع في برامجه لتنمية المشروعات التقنية الناشئة والقائمة على الإبداع عبر الاستثمار بنظام الشراكة مع المبتكرين، وتنظيم برامج تدريبية وإرشادية داخل السلطنة وخارجها، ومساعدة الشركات التقنية الناشئة على التوسع الإقليمي والعالمي، كما سيقوم بالعديد من الفعاليات في مختلف محافظات السلطنة من خلال التوسع في مبادرة «عمان تبتكر» لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية وتطوير المنصات التي تسعى لنشر مهارات الابتكار التقني، وسيتوسع الصندوق في برنامج دعم الطلبة العمانيين الدارسين في الخارج لإطلاق مشروعاتهم الابتكارية».

وأوضح الحارثي أن رؤية عمان 2040 التي سطر ملامحها السلطان هيثم في خطابه الشامخ تتضمن اهتمامًا كبيرا بقطاع التقنية والابتكار، وتهيئ الاقتصاد العماني لنقلة كبيرة ونوعية تساعد في دعم التنويع الاقتصادي وتواكب معطيات العصر، وتنقل عمان إلى آفاق رحبة من التقدم والازدهار.

وعبّرت مجموعة من رواد ورائدات الأعمال في لقاءات لـ«عمان» عن سعادتهم البالغة بالاهتمام الذي أولاه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - لقطاع ريادة الأعمال من خلال خطابه السامي، ولما له من أثر في شحذ الهمم لمواصلة المسيرة التي بدأوها في عهد السلطان الراحل، متطلعين إلى المزيد من الدعم للمنتجات والخدمات التي يقدمونها والتي سينعكس انتشارها على رفعة الاقتصاد المحلي.

وقال أسعد بن سعيد السعيدي، صاحب شركة «إطفاء» المتخصصة في تصنيع وتصميم منتجات الإطفاء: كان للخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - أثر بالغ على نفوسنا، ونحن نتطلع إلى تغييرات وإصلاحات تمكن قطاع ريادة الأعمال من مواكبة التغيرات العالمية والمتسارعة، مشيرًا إلى أن عبارة «ندرك أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال» في خطاب جلالته رفعت الآمال في مواصلة الجهود التي أسسها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور - طيب الله ثراه - في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأن خطاب جلالته الداعي إلى توحيد الجهود لبناء حاضر ومستقبل عمان أوقد جذوة الطموح لدينا للعمل بجهد أكبر لتكون عمان في مقدمة الدول الصناعية ذات الاقتصاد المتين، ونحن في «إطفاء» نعمل على توطين تقنيات صناعية متطورة في مجال معدات الإطفاء والسلامة، متطلعين إلى دعم أكبر من الصناديق الاستثمارية لزيادة رأس المال الصناعي لدعم توظيف أكبر عدد من العمانيين وتطوير المنتج المحلي وزيادة الجودة والكميات المصنعة وتصديرها إلى العالم، ومن جانبنا، سنعمل بأقصى جهدنا لتحقيق رؤى السلطنة في ظل قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه.

وقال ضاحي المشيفري، الرئيس التنفيذي لشركة الحاسب الشامل: إنه استمع للخطاب السامي عدة مرات، وفي كل مرة كان يشعر بحماس أكبر لتقديم المزيد من المشروعات التي تقوم على الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة آملا في التغيرات القادمة في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والخطاب يوحي بتغيرات وإصلاحات فاعلة في مجالات عدة، منها قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الذي توليه الحكومة اهتمامًا خاصًا منذ عام 2013، ومن بينها شركة الحاسب الشامل المحتضنة من قبل حاضنة ساس التابعة لوزارة التقنية والاتصالات، مشيرًا إلى أن الحفاظ على نسبة تعمين 100% هو من أولوياتنا، بالإضافة إلى متابعة تدريب الطلبة، ومواصلة التطور والتقدم بعد فوزها بجائزة السلطان قابوس لأفضل شركة صغيرة ومتوسطة من خلال نظام سحارة الشامل الذي أنشأته الشركة من الصفر وتمتلك حقوقه بالكامل.

وبعد سماع الخطاب السامي والنظر إلى ما أنجزته الشركة بأيدي أبناء هذا الوطن من خلال السنوات الست الماضية فإننا على أتم الاستعداد للعمل بجهد أكبر لتطوير أعمالنا والوصول بخدماتنا إلى الأسواق العالمية.

ومن جانبه، يرى أحمد بن محمد الحوسني، المدير التنفيذي لشركة المصادر الإنشائية لخدمات الأمن والسلامة أن المرحلة القادمة ستضيف إلى الجهود التي بذلت لتطوير القطاع في عهد السلطان الراحل، وقال: استطاع الشبابُ العماني أن يثبت نفسه خلال الفترة الماضية في قطاع الأعمال من خلال ما قدمه لهم السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - من دعم، والذي عمل خلال سنوات حكمه على تذليل الصعاب أمام أبناء شعبه في تحقيق طموحاتهم، واستطعنا من خلال الخطاب السامي لمولانا السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - أن نتيقن من إكماله مسيرة دعم الشباب ورواد الأعمال ودعمهم لإيجاد المزيد من الفرص الاستثمارية والوظيفية وتعزيز التنويع الاقتصادي لتحقيق الرؤية المستقبلية لعمان.

وإننا كأصحاب مؤسسات تجارية متخصصة في مجال خدمات الأمن والسلامة والإنشاءات نسعى جاهدين لمواصلة المسير والتقدم والسعي للمساعدة في تحقيق الرؤية المستقبلية والإسهام في رفع المنظومة الاقتصادية. وللوصول إلى أفضل ممارسة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قال الحوسني: إن تسهيل وتذليل الصعاب في إنجاز الأعمال من جانب الجهات المعنية وتمكين وتدريب الشباب للانخراط في القطاع الخاص من أهم مقومات نجاح القطاع، وهو ما لمسناه خلال المرحلة الماضية ونتطلع للمزيد منه خلال المرحلة القادمة التي سنعمل جميعًا خلالها بجدٍ في ظل قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه.

وأكدت رائدة الأعمال منى الشكيرية، صاحبة مؤسسة الجوري للبخور على أن خطاب جلالته كان باعثًا للأمل ومحفزًا لبذل المزيد من العطاء، حيث قالت: مدنا الخطاب السامي وخاصة في حديثه حول أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالكثير من الأمل ومشاعر الفرح والسرور مما يحثنا على مواصلة المسيرة والعمل على تطوير مؤسساتنا من خلال الابتكار والإبداع والتعليم والتدريب المستمر وتبني التقنيات للارتقاء بالقطاع إلى مصاف القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني وإلى ما يلبي تطلعات جلالته.

وكانت الشكيرية قد بدأت عملها في تصنيع البخور والعطور من المنزل في عام 2012، وهي الآن تمتلك متجرًا متكاملًا في أحد المراكز التجارية الرائدة في السلطنة، وتتواجد منتجاتها في مطار مسقط الدولي وتصدر إلى الأسواق الخليجية والعالمية.

ومن جانبه عبّر علي بن صالح الجعفري، صاحب مطبعة الرفد عن سعادته البالغة بما جاء في الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة وما التمسه من بشائر لمرحلة اقتصادية جديدة تكمل مسيرة القائد الراحل وترفع عمان إلى مصاف الدول المتقدمة، وقال الجعفري: أسعدني ما جاء في الخطاب في أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والقطاعات الأخرى الأمر الذي يحثنا على بذل المزيد من الجهود، متطلعين إلى أنظمة وإجراءات أكثر سلاسة تنتقل بريادة الأعمال إلى المستوى المرجو منها وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني.

وقالت أمل بنت سالم الحبسية، صاحبة مؤسسة ببلز للعطور العمانية والمنتجات الطبيعية: جاء خطاب جلالته ليزيح بعضًا من الحزن الذي نشعر به بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وقد كان له الأثر البالغ في إعادة الحماس إلينا لبذل المزيد من أجل هذا الوطن المعطاء، وبالرغم من أن الخطاب لم يتعد 17 دقيقة إلا أنه لامس معظم الجوانب المهمة في حياتنا، وريادة الأعمال على وجه الخصوص مما يدفعنا إلى العمل جاهدين لتنمية هذا القطاع أكثر فأكثر، كما نأمل أن يتم تقديم المزيد من التسهيلات لدعم المنتج المحلي والصناعة العمانية للخروج إلى الأسواق العالمية والنهوض بالاقتصاد وتوظيف المزيد من الشباب.