1444857
1444857
عمان اليوم

الخطاب السامي يضع السلطنة على مشارف نهضة جديدة

26 فبراير 2020
26 فبراير 2020

وســــائل الإعــلام الخارجية:-

يجمع بين شخصية رجل الدولة وشخصية المثقف ويؤسس لمرحلة غير مسبوقة من الانفتاح والتوازن -

كــــــــــتب: وليـد جـحـــــزر -

تفاعلت الصحافة العربية والخارجية على نحو منقطع النظير مع مضامين الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، والذي حدد فيه معالم المرحلة المقبلة من عهد النهضة المتجددة للسلطنة، ففي الوقت الذي شكّل فيه الخطاب وعدًا وعهدًا للمواطن العماني بالمضي قدمًا على درب التنمية والبناء والالتزام بثوابت التطوير الحديثة، فقد جاءت إضاءات وسائل الإعلام الخارجية المختلفة لتعطي لمحاور خطاب السلطان بعدًا إضافيًا في الكشف عن قيمة المعنى ومقتضيات الدلالة، وهي تستشرف أفق القادم المرتقب لحاكم عربي وضع تطلعات مواطنيه وطموحاتهم في صدارة اهتماماته.

وسجلت التناولات المختلفة لوسائل الإعلام والصحف اليومية تفاصيل غايات الأهداف التي احتوتها مرتكزات الخطاب السامي، حيث عكست محاور الخطاب شفافية الطرح وعمق الرؤية لكافة متابعي المشهد العماني المرتقب، لتقدم بدلالتها الواضحة صورة أخرى من صور العطاء والتفاني من أجل عمان وفي سبيلها، وبما يحقق نبل المقصد في مواصلة مشوار تنموي ونهضوي فريد اختزلت فيه على مدى خمسة عقود أشواط طويلة من العمل الدؤوب تحقق خلالها الشيء الكثير من أجل رفعة السلطنة في مختلف مجالات الحياة.

 

وحظي الخطاب السامي باهتمام مختلف وسائل الإعلام الخارجية والدولية حيث أجمعت أصداء هذه التناولات على دقة رسم الخطاب السلطاني لاتجاهات المسار الوطني المتعلق بخطى المستقبل، من خلال الحفاظ على المكتسبات الوطنية بكل ما تحويه من تنوع وشراكة مجتمعية، وذلك انطلاقا من قيم الحفاظ والبناء على إرث السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وبما يجعل غاية مواصلة الدرب واحدة ومشتركة لدى الحاكم ومواطنيه حيث الرهان يقوم على إيلاء شريحة الشباب عناية خاصة باعتبارهم صوت الغد وأمله القادم وهي عناية تقتضي إشراكهم في برامج المستقبل ودفعهم لتحقيق التأثير الإيجابي وفقًا لمقومات رؤية عمان 2040.

وعنونت القبس الكويتية في المدخل من الخبر الأبرز على صدر صفحتها الدولية «عازم على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة»، وأشارت في إطار تتبعها لمسار الخطاب ودلالاته «السلطان هيثم: ستبقى عمان ناشرة للسلام»، حيث ركزت القبس في مضمون التناول على جوانب إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة والحرص على الاستماع للشباب وتلمس تطلعاتهم بالإضافة إلى التأكيد على تقليص الدين العام وتبسيط الإجراءات والمحاسبة لضمان الانسجام التام مع رؤية عمان 2040 وأهدافها.

خريطة طريق واضحة

وكتب الصحفي أحمد الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية مقالا تحت عنوان «هيثم بن طارق .. خطاب الخروج من السكون»، مشيرًا إلى أن الخطاب شكّل خارطة طريق حقيقية للمرحلة المقبلة، وهو أبرز ما تحتاجه السلطنة من أجل تحريك العزائم الوطنية العمانية في سبيل العمل على استمرار عصرنة الدولة وترسيخ دورها الخليجي والعربي والإقليمي مضيفًا إن السلطنة وبلا شك ستكون على موعد مع حركة استثمارية كبيرة باعتبار أن المستقبل لا يمكن أن يبنى من دون سواعد الشباب.

وتحدث الجار الله في مقاله الذي وقف على مرتكزات الخطاب السامي لجلالته قائلا: «إن المتابع للخطاب الأول بعد انتهاء فترة الحداد على الراحل الكبير يرى خريطة طريق واضحة تقوم على تحديث كل مفاصل الدولة بدءًا من التعليم الذي كان ولا يزال له أهمية خاصة في الخطط التنموية العمانية طوال تاريخها الحديث مرورا بإعادة تنظيم الجهاز الإداري إذ أن تحديثه سينعكس إيجابا على المستثمرين العمانيين والخليجيين والعرب والأجانب ويعزز الحوكمة الرشيدة التي بدأتها مسقط قبل سنوات».

آليـــات صنع القرار

ولخصت «الشرق الأوسط» الصادرة من لندن مرتكزات الخطاب السامي لجلالته منوهة إلى إعلانه أن الحكومة ستعمل على تقليص الدين العام والعجز المالي وصدرت عنوان مانشيتها الرئيسي على صفحتها الثانية «سلطان عمان يتعهد بهيكلة الجهاز الإداري ودراسة آليات صنع القرار»، كما اهتمت صحيفة «العرب» بالخطاب السامي لجلالته على نحو كبير إذ أبرزت دلالته ومعانيه على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان «السلطان هيثم يمهد للإصلاح بنهضة عمانية ثانية» معتبرة أن السلطان هيثم حدد في هذا الخطاب الثاني منذ توليه زمام الحكم «العناوين الكبرى لبرنامج عمله في بداية فترة حكمه»، وأشارت العرب إلى أن السلطان هيثم يجمع بين شخصية رجل الدولة وشخصية المثقف وهو بصدد التأسيس انطلاقا من ذلك لمرحلة عمانية غير مسبوقة من الانفتاح والتوازن.

ونقلت العرب عن مراقبين مهتمين بالشأن العماني أن إيراد الخطاب السلطاني لمسألة تحديث الجهاز الإداري للدولة قد «وضع اليد بجرأة وواقعية على إحدى أبرز الهنات التي بدأت تثقل كاهل الدولة العمانية التي تعاني من وجود جهاز إداري استكان المسؤولون فيه على مختلف درجاتهم ومراتبهم لدور الموظف وافتقروا معه إلى روح الإبداع والمبادرة».

على أعتاب مرحلة مهمة

وواكب الموقع الإخباري «للجزيرة نت» الخطاب السامي لجلالته بعنوان «السلطان هيثم: عُمان على أعتاب مرحلة مهمة من التنمية والبناء»، حيث أشار الموقع إلى أن السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان قد دعا في أول خطاب موجه للأمة المواطنين لإكمال مسيرة البناء التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور خلال 50 عاما، مؤكدا عزمه التوجه لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة، ونقلت الجزيرة عن الخطاب السامي «إلى بدء تطبيق الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» والتفاعل مع التحديات الدولية الراهنة وتأثيراتها على المنطقة»، مؤكدة أن السلطان «عبّر عن الحرص الكامل على توجيه موارد البلاد المالية بالشكل الأمثل بما يضمن خفض المديونية وزيادة الدخل مع توجيه الحكومة لتحقيق التوازن المالي وتعزيز التنويع الاقتصادي».

رسالة مستمرة للسلام

ونقلت قناة روسيا اليوم على موقعها أن السلطان هيثم بن طارق أعلن عن أهم ركائز المرحلة المقبلة في عمان، وقالت روسيا اليوم: إن السلطان هيثم بن طارق تحدث إلى شعبه قائلا «نقف على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ عمان، وماضون على طريق البناء والتنمية كما رسمها السلطان قابوس، لا سيما في السياسة الخارجية»، حيث شدد على حرصه على أن تبقى السلطنة ناشرة للسلام، وصرح بأن العالم عرف عمان «عبر تاريخها المشرّف، وأمنها، والسلام فيها»، مؤكدا حرصه على أن تظل رسالة عمان للسلام مستمرة، وتعهد السلطان هيثم في كلمته، باتخاذ مختلف الإجراءات اللازمة لتحديث الجهاز الإداري للدولة والقيام بدراسات لتطوير آليات صنع القرار الحكومي، كما وعد سلطان عمان بمراجعة أعمال الشركات الحكومية لرفع كفاءتها وزيادة مساهمتها في المنظومة الاقتصادية.

تخفيض الديون وزيادة الدخل

وركزت صحيفة الأعمال العربية «أربيان بزنس» على تعهد جلالته بأن تقوم البلاد بتطوير «إطار وطني شامل» لتعزيز التوظيف وبتخفيض الدين العام وإعادة هيكلة المؤسسات والشركات العامة وبتوجيه موارد الدولة المالية بأفضل الطرق التي ستضمن تخفيض الديون وزيادة الدخل»، وأشارت إلى قول جلالته «سنوجه الحكومة، بجميع قطاعاتها، إلى تنفيذ نظام أكثر كفاءة للإدارة يضع على رأس أولوياتها، التوازن المالي، والتنويع الاقتصادي، واستدامة الاقتصاد الوطني، إلى جانب تطوير جميع القوانين واللوائح ذات الصلة».

من جانبها ذكرت وكالة بلومبيرج أن جلالة السلطان بدأ طريقًا جديدًا نحو الانتعاش الاقتصادي في السلطنة، وأشادت بالخطوات التي أعلن عنها جلالته في خطابه السامي، معتبرة إياها «ضرورية لتحقيق أهدافٍ مهمة للاقتصاد العماني خلال المرحلة المقبلة».

 

شفافية وفرص نموذجية -

من جانبها اهتمت قناة الميادين بالخطاب السامي لجلالته وفتحت لقاءات مباشرة مع شخصيات أكاديمية عمانية حيث تحدث الدكتور أنور الرواس الأكاديمي المتخصص في الإعلام السياسي حيث أشار في مداخلته إلى أن الخطاب ركز في إعطاء اهتمام خاص للشؤون الاقتصادية الملحة، وذلك من خلال خفض الدين عبر فريق متخصص يستطيع خفض النفقات والتوجيه الأمثل للموارد بما يخدم تطلعات التنمية، معتبرا أن الاهتمام بالشباب ينطلق من رؤية عمان 2040 باعتبار جلالة السلطان من القائمين على تنفيذ هذه الرؤية منذ وضع لبناتها الأولى، وهو الأكثر إدراكا بآليات تنفيذ رؤية 2040 وذلك من خلال الاستناد إلى الشباب وتوفير الفرص النموذجية وتحريك المشروعات الاقتصادية في القطاع الخاص والبحث عن موارد إضافية للتنويع في مداخيل وإيرادات الدولة.

وقال الرواس: إن الخطاب السامي لجلالته يركز على إشراك فئة الشباب في تنفيذ أفكار الابتكار والإبداع، وفق آليات مراجعة حقيقية لصناديق الرفد وبرامج دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى ميزة تحدي الحديث عن الحوكمة الرشيدة والحديث بشفافية عن: إلى أين تتجه السلطنة؟ وهو سؤال يسعى للارتقاء بمكتسبات السلطنة والحفاظ على المنجزات التي تحققت والبناء عليها وفق رؤية واضحة من المساءلة والشفافية والمحاسبة وبما يلبي تطلعات المواطنين العمانيين، ويضمن مستقبلًا أكثر ازدهارًا وتقدمًا في القريب العاجل.

 

دعوة للأمل والعمل -

قال الكاتب مصطفى عنبر من جريدة اليوم السابع المصرية: إن خطاب السلطان هيثم كان دعوة للأمل والعمل معتبرًا أن ما تناوله خطاب سلطان عمان كان بالفعل لسان حال الشعب العماني، الذي يأمل في مزيد من التطوير والتنوع الاقتصادي وفتح أفق اقتصادية جديدة تتيح المزيد من فرص عمل أكثر وتقضي على مشكلة الباحثين عن العمل مضيفا «إن الشارع العماني يراهن بثقة على قدرة السلطان هيثم بن طارق في استكمال مسيرة النهضة التي بدأها السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وما تحدث به السلطان هيثم بن طارق بعث برسالة طمأنة وأمل لشعبه للحاضر والمستقبل في ظل العمل الجاد من كل فئات المجتمع العماني حتى تصبح عمان كما يتمناها أبناؤها رغم أن الأمنيات لا تنتهي».

 

وتناولت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية المستقلة من لندن الخطاب السامي نقلا عن موقع وكالة الأنباء الألمانية حيث أشارت إلى أن سلطان عمان يتعهد في خطاب للأمة بالمضي على خطى سلفه ويؤكد الحرص على أن تبقى بلاده ناشرة للسلام ويؤكد أن التعليم والبحث العلمي على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة.

 

وركز موقع الخليج أون لاين على السياسة الخارجية للسلطنة في تناوله للخطاب، معتبرًا أن الخطاب السامي لجلالته جاء كاشفًا عن مرحلة جديدة في تاريخ السلطنة بالقول: «نقف على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ عُمان» وماضون على طريق البناء والتنمية كما رسمه السلطان قابوس».

كما شدد الخطاب على أن رسالة السلطنة هي «نشر السلام في العالم»، وأنها رسالة «تبني ولا تهدم، تقرّب ولا تبعّد»، مؤكدًا على مواصلة مسيرة النهضة والتنمية، كما رسم السلطان الراحل وقد وعد السلطان هيثم باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديث الجهاز الإداري للدولة ودراسة آليات صنع القرار الحكومي وتطويرها.