1444071
1444071
عمان اليوم

الهند تؤبن السلطان قابوس في مؤتمر مهيب بجامعة مركز الثقافة الإسلامية

24 فبراير 2020
24 فبراير 2020

بحضور حشد من العلماء -

كالكوت، كيرالا - «عمان»: نظمت جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بمدينة كالكوت الهندية جلسة تأبينية بذكرى مرور أربعين يوما على رحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، في تجمع كبير عدّ الأكبر في تاريخ الجامعة المعروفة في الهند فاق 10000 شخص أعد لهم مخيم خاص ليتسع للحشد الكبير من جمعية العلماء، إضافة إلى علماء الدين والدارسين وخريجي الجامعة. وقرئت عدة ختمات من القرآن الكريم في تجمع عظيم ونادر.

وحضر الحفل الكبير مفتي الديار الهندية ورئيس الجامعة فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد الذي ألقى كلمة تحدث خلالها عن مآثر السلطان قابوس بن سعيد، رحمة الله عليه، أكد فيها أن الفقيد الراحل كان أبا للشعب العماني، وإليه يرجع الفضل، بعد الله سبحانه وتعالى، إلى ما تشهده سلطنة عمان اليوم من تطور وتقدم ورخاء.

وأضاف مفتي الديار الهندية: إن الفترة التي حكم فيها المغفور له بإذن الله وهي نصف قرن من الزمان كانت بمثابة انتعاشة كبيرة للسلطنة حقق فيها لهذا البلد مرحلة بناء غير مسبوقة خلال تلك الفترة الوجيزة، ناهيك عن بناء الإنسان الذي بنى دولة عصرية غدت مثالية ومتميزة بين دول مجلس التعاون والعالم العربي، مشيرا إلى أن عمان خلال حكم السلطان الراحل استعادت مكانتها المرموقة بين الأمم بما امتازت به من ثقافات متعددة لها امتدادها الحضاري الضارب في القدم. وقال مفتي الديار الهندية: إنني وجدت سلطنة عمان هي الدولة المثالية في كل شيء، في التزام عموم شعبها بالنهج الإسلامي الراقي، وهو شعب ودود يحب الهدوء، كذلك وجدت أن السلطنة سباقة في حسن التخطيط، وفي الاحتفاظ والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي العريق.

وأشار الشيخ أبو بكر في كلمته إلى إن المغفور له، بإذن الله، كان حكيم الأمة وقائد مسيرتها العملاقة، ورائد قيادتها السامية، فلا يمكن أن ينساه العالم بأسره أبدا، مؤكدا للحضور الكبير أن الفقيد كان يحب شعبه كثيرا، وكذلك كان يحب جميع من يعيش على أرض عُمان ولا يفرّق بين مواطن ومقيم ولذلك يعيش الجميع في أمان وسعادة واطمئنان، مهما كانت دياناتهم، ومهما كانت مذاهبهم.

وقال الشيخ أبو بكر مفتي الهند في كلمته: إن جامعة مركز الثقافة السنية بالهند كانت تحظى منذ تأسيسها قبل ٤٣عاما بدعم كبير من الفقيد الراحل، طيب الله ثراه، بصفة شخصية، ومن السلطنة حكومة وشعبا، كانوا أبرز المساعدين والداعمين لنشاطات الجامعة ونهضتها، وكذلك من الجالية الهندية التي تعيش على ارض السلطنة الأمر الذي انعكس على تقدمها وتطورها، وهو ما مكّنها من القيام بأعمالها الخيرية مثل كفالة الأيتام وتخريج حفظة القرآن الكريم، وبناء المساجد وحفر آبار الماء خدمة لعابري السبيل وغيرها من الخدمات التطوعية، فحقيق بنا أن نقوم بعقد جلسة خاصة من خلال فعاليات المؤتمر الدولي لخريجي الجامعة في هذا اليوم، بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته.

وتطرق سماحة مفتي الهند في كلمته إلى ذكر مآثر جلالة السلطان الراحل - طيّب الله ثراه - ذاكرا انه - رحمه الله - كان يحمل راية السلام، وكان ضد الحروب الدامية والاختلافات المؤدية إلى الثورات والحروب بين الدول، وكان ينتهج مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، وبذلك كان رسول صلح وإصلاح دائما، وقد شهد له التاريخ بأنه كان رجل إصلاح ورجل سلام طوال فترة حكمه سعى وبذل الجهود الجبارة بمداخلاته الصامتة، وكانت خطاباته السامية تحمل طابع الاعتدال والإنصاف، ساعيا للمّ الشمل بين الأمم والدول خصوصا في العالمين العربي والإسلامي.