الأولى

جلالة السلطان يحدد مسارات المرحلة المقبلة في خطاب تاريخي

23 فبراير 2020
23 فبراير 2020

جلالته: عمان الغاية الأسمى.. والمصلحة العليا للوطن نصب أعيننا -

عازمون على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين -

الحرص على الاستماع للشباب وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم -

تطوير إطار وطني شامل للتشغيل والاستمرار في تحسين بيئته ومراجعة نظم التوظيف -

كرامة الأفراد وحقوقهم وحرياتهم مصانة وحرية التعبير كفلها النظام الأساسي للدولة -

العمانية: تفضّل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، فألقى أمس خطابا ساميا رسم فيه معالم المرحلة القادمة من عمر مسيرة النهضة المباركة.

وقال جلالته، أعزه الله، لقد فقد وطنُنا العزيز في العاشر من يناير الماضي أعز رجاله باعث نهضته الحديثة ومؤسس دولته المعاصرة رجل الحكمة والسلام ورمز التسامح والوئام المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور طيب الله ثراه وأنزله منازل المتقين الأبرار، مشيرا الى أنه كان للفقد أثرٌ بالغٌ في نفوسنا إلا أننا تلقيناه بقلوب راضية بقضاء الله وقدره صابرين محتسبين.

وأكد جلالته-حفظه الله ورعاه- إن العقود الخمسة الماضية شهدت تحولا كبيرا في بناء الدولة العصرية، وتهيئة البنى الأساسية الحديثة والمتطورة في كافة ربوع الوطن، بقيادة باني عمان الحديثة، المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيب الله ثراه، وبجهود المخلصين من أبناء عمان الذين نسجل لهم كل التقدير والإجلال على ما بذلوا من أجل رفعة عمان، وإعلاء شأنها.

وقال أعزه الله: «إننا ماضون بعون الله على طريق البناء والتنمية، نواصل مسيرة النهضة المباركة، كما أراد لها السلطان الراحل رحمه الله، مستشعرين حجم الأمانة وعظمتها، مؤكدين على أن تظل عمان الغاية الأسمى في كل ما نقدم عليه، وكل ما نسعى لتحقيقه».

وقال جلالته: إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، مؤكدا جلالته في الوقت نفسه «أن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة».

وقال جلالته في خطابه التاريخي «إننا نقف اليوم، بإرادة صلبة، وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها، في الرؤية المستقبلية «عمان2040»، وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يجسد الرؤية الواضحة، والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارا ونماء».

ومن أجل توفير الأسباب الداعمة، لتحقيق أهدافنا المستقبلية قال جلالة السلطان، حفظه الله ورعاه: «إننا عازمون على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل وإعلاء قيمه ومبادئه وتبني أحدث أساليبه، وتبسيط الإجراءات وحوكمة الأداء والنزاهة والمساءلة والمحاسبة، لضمان المواءمة الكاملة والانسجام التام مع متطلبات رؤيتنا وأهدافها، وسنعمل على مراجعة أعمال الشركات الحكومية مراجعة شاملة بهدف تطوير أدائها ورفع كفاءتها وتمكينها من الإسهام الفاعل في المنظومة الاقتصادية، وسنهتم بدراسة آليات صنع القرار الحكومي بهدف تطويرها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا».

وأضاف جلالته في خطابه: «سنحرص على توجيه مواردنا المالية التوجيه الأمثل، بما يضمن خفض المديونية، وزيادة الدخل، وسنوجه الحكومة بكافة قطاعاتها لانتهاج إدارة كفؤة وفاعلة، تضع تحقيق التوازن المالي، وتعزيز التنويع الاقتصادي، واستدامة الاقتصاد الوطني، في أعلى سُلّم أولوياتها».

وقال جلالة السلطان المعظم «إننا إذ نُدرك أهمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقطـــــاع ريادة الأعمال،لا سيما المشاريع التي تقــــــوم على الابتكار والذكاء الاصطــــناعي والتقنيات المتقدمة، وتدريب الشباب وتمكينهم، للاستفادة مـــــــن الفرص التي يتيحها هذا القطاعُ الحيوي فإن حكومتنا سوف تعمل على متابعة التقدم في هذهِ الجوانب أولاً بأول».

وأكد جلالته: سنولي كل الاهتمام والرعاية والدعم، لتطوير إطار وطني شامل للتشغيل، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، ومراجعة نظم التوظيف في القطاع الحكومي وتطويره، وتبني نظم وسياسات عمل جديدة تمنح الحكومة المرونة اللازمة والقدرة التي تساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب، وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل، لضمان استقرارهم، ومواكبة تطلعاتهم، استكمالاً لأعمال البناء والتنمية.

وأكد جلالته، أعزه الله، أن المواطنين والمقيمين على أرض عُمان العزيزة يعيشون بفضل الله في ظل دولة القانون والمؤسسات، دولة تقوم على مبادئ الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، قوامها العدل، كرامة الأفراد وحقوقهم وحرياتهم فيها مصانة، بما في ذلك حرية التعبير التي كفلها النظام الأساسي للدولة.

إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني.

وقال جلالته: إن الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات، سيكون عنوان المرحلة القادمة.