صحافة

ابتكار: كورونا والتسييس المرفوض

23 فبراير 2020
23 فبراير 2020

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (ابتكار) مقالًا نقتطف منه ما يلي:

بعد ظهور حالات إصابة بفايروس مرض كورونا في مدينة قم الإيرانية والذي أدى إلى وفاة شخصين، سارعت الأوساط الرسمية والشعبية إلى المطالبة بتشديد الإجراءات الوقائية للحيلولة دون انتشار المرض إلى مدن أخرى وتطـــــــــــــويق آثاره للقضاء عليه نهائيًا باعتباره يمثل تهديدًا حقيقيًا للسلامة العامة في كافّة أنحاء إيران.

وقالت الصحيفة: كان من الأجدر اتخاذ إجراءات وقائية لمنع انتقال فيروس كورونا إلى إيران خصوصا بعد ورود تقارير طبية تؤكد إمكانية انتقاله عبر طرق مختلفة، مشددة في الوقت نفسه على أن الوقت لم يفت حتى الآن ولا بدّ من المسارعة لوضع حلول عملية ومؤثرة لهذا المرض الخطير الذي اجتاح دولًا عديدة بعد أن بدأ في الصين قبل عدّة أسابيع.

وأعربت الصحيفة عن استغرابها لسعي بعض الأطراف لتوظيف مرض كورونا لتحقيق أغراض سياسية وذلك من خلال توجيه انتقادات لإذاعة للجهات ذات العلاقة، مشيرة إلى أن المطلوب في هذا الوقت هو تضافر وتعزيز الجهود لمنع انتشار المرض بشتى الوسائل والابتعاد كلّيًا عن أي مسعى لتحقيق مآرب بعيدة كل البعد عن الشأن الإنساني باعتبار أن المسألة تمثل خطرًا يمكن أن يتعرض له أي إنسان وأي مجتمع مهما كان محافظًا على إجراءات السلامة لا سيّما وأن المرض ينتقل بسهولة عبر الهواء ومن خلال الاختلاط والتواجد في الأماكن العامة والمزدحمة بشكل خاص والتي يكثر فيها التعاطي مع مسببات نقل المرض ومن بينها وسائل النقل والاتصالات والمحافل الاجتماعية والعلمية كالمدارس والجامعات وغيرها.

وحذّرت الصحيفة من محاولات البعض للاستفادة من ظهور أمراض صحية كمرض كورونا لتحقيق أرباح مادية من خلال بيع بعض الأدوية أو القناع الصحي بأسعار باهظة أو احتكارها، مطالبة الجهات المعنية بالتصدي لهذه الظواهر السلبية بكل الوسائل الممكنة. كما دعت الصحيفة إلى اتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يسعى لبث الإشاعات ونشر الأكاذيب بشأن مرض كورونا، معتبرة هذه الإشاعات والأكاذيب بأنها تساهم في إيجاد فوضى اجتماعية وصحية وتترك آثارًا سلبية كثيرة على الجهود التي تسعى لتطويق المرض ومنع انتشاره عبر الوسائل العلمية والتقنية المتطورة.

واعتبرت الصحيفة رفع مستوى الثقافة الصحية في أوساط المجتمع بأنه يساعد بشكل كبير في عدم التأثر بالشائعات المغرضة والتعاون مع الجهات الصحية في كشف مصادر هذه الإشاعات ومحاسبة من يقف وراءها، منوّهة إلى أن الوضع الصحي في إيران بشكل عام جيد وما أعلن من إصابات محدودة بفيروس كورونا لا يرقى إلى مستوى التشكيك بقدرة الجهات الصحية على إدارة الأزمة وإيجاد حلول عملية لها في أسرع وقت.

ولفتت الصحيفة إلى أن فيروس كورونا ليس الأول الذي يهدد سلامة الملايين من البشر في شتى أنحاء العالم، حيث ظهر قبله الكثير من الفروسات التي أدت إلى الإصابة بأمراض مختلفة كإنفلونزا الطيور والخنازير والحمى القلاعية أو النزفية وجنون البقر والجمرة الخبيثة وغيرها من الأمراض التي انتهى خطرها بشكل كبير بفضل الجهود القيّمة التي بذلتها المؤسسات الصحية والطبية في مختلف أرجاء العالم.

وألمحت الصحيفة إلى أنه لا ينبغي الخلط بين مرض كورونا والأمراض القريبة منه كالأمراض التنفسية بسبب وجود تشابه في الأعراض، داعية إلى الرجوع إلى المتخصصين لتشخيص طبيعة هذه الأمراض والعلاج المناسب لها، معتبرة التوهم في تشخيص المرض بأنه يساهم في إشاعة الفوضى ونشر القلق في أوساط المجتمع، في حين -والقول للصحيفة- يلعب التشخيص الصحيح دورًا كبيرًا في الحدّ من الشائعات وتضييق مساحة الخطر التي يمكن أن تتسع في حال لم تكن الإجراءات الطبية والصحية بيد المتخصصين في هذا المضمار.