صحافة

آفتاب: قــــرار «فاتــف» والــردّ المناسب

23 فبراير 2020
23 فبراير 2020

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (آفتاب) تحليلًا فقالت:

بعد القرار الذي اتخذته مجموعة العمل الدولية لمكافحة غسيل الأموال ومحاربة الجماعات الإرهابية المعروفة باسم «فاتف» بجعل إيران على لائحتها السوداء بسبب رفض طهران الانضمام لهذه المجموعة، يدور الحديث الآن عن الردّ المناسب الذي ينبغي أن تتخذه إيران حيال هذا القرار خصوصًا بعد تأثير القرار على انخفاض قيمة العملة الوطنية «التومان» أمام العملات الأجنبية.

وقالت الصحيفة: إن قرار «فاتف» ضد إيران كان متوقعًا بعد المهل المتكررة التي منحتها المجموعة لطهران، مشيرة إلى أن المطلوب حاليًا ليس إلقاء اللوم على أي جهة حالت دون الانضمام إلى هذه المجموعة، بل لا بدّ -والقول للصحيفة- من اتخاذ إجراءات تحول دون حصول أضرار كبيرة يمكن أن تلحق بالقطّاعين المالي والاقتصادي في إيران والتحرك باتجاه اعتماد أساليب كفؤة تسهم في تطوير المؤسسات المالية والاقتصادية الإيرانية رغم الحظر المفروض على إيران منذ مدة طويلة نتيجة الأزمة النووية مع الغرب وتحديدًا مع أمريكا.

ونوّهت الصحيفة إلى أن عدم انضمام إيران لمجموعة «فاتف» جاء نتيجة الاعتقاد بأن المجموعة وعلى الرغم من الفوائد التي يمكن أن تقدمها لأعضائها في المجالين المالي والاقتصادي، إلّا أنها قد تتسبب أيضا بخروقات أمنية لا يمكن تلافيها باعتبار أن المجموعة تطالب أعضاءها بالسماح لها بالإشراف على كافّة عمليات نقل الأموال وهذا الأمر -بحسب الصحيفة- يمكن أن يهيئ الأرضية لمعرفة نقاط الضعف في المنظومة المالية والاقتصادية الإيرانية خصوصا في ظلّ الدعم الذي تقدمه طهران لعدد من الجماعات المقاومة في عموم المنطقة والتي تصنفها أمريكا وحلفاؤها بأنها جماعات إرهابية.

واعتبرت الصحيفة ضياع الوقت في الردّ على تساؤلات مجموعة «فاتف» من قبل إيران بأنه كان سببًا باتخاذ إجراء ضد طهران ووضعها على اللائحة السوداء للمجموعة، مطالبة بمعالجة هذا الموضوع من خلال وضع آلية تسهم في تقريب وجهات النظر بين الجهات القانونية والحقوقية التي تبت بالمسائل الخارجية التي ترتبط بالأمور السياسية والاقتصادية والأمنية مع الدول الأخرى والمنظمات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة ومن بينها مجموعة «فاتف»، مشيرة في هذا الخصوص إلى مجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس صيانة الدستور في إيران باعتبارهما أعلى جهتين تضطلعان باتخاذ قرارات استراتيجية في الشأنين الخارجي والداخلي بعد المصادقة عليها في مجلس الشورى الإسلامي «البرلمان».

ولم تستبعد الصحيفة أن يكون وراء القرار الذي اتخذته مجموعة «فاتف» ضد إيران بوضعها على اللائحة السوداء للمجموعة دوافع وأهداف سياسية أملتها الظروف غير الطبيعية التي تحكم العلاقة بين طهران والعديد من العواصم الغربية والتي نجمت عن الخلافات القائمة بين الجانبين إزاء الكثير من الملفات وفي مقدمتها الملف النووي والقضايا الأخرى العالقة في الشرق الأوسط وملف الصواريخ الباليستية الإيرانية وغيرها من الملفات المعقدة والشائكة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

ورأت الصحيفة أن قرار مجموعة «فاتف» ضد إيران ستكون له آثار سلبية على الكثير من الدول التي تتعاطى ماليًا واقتصاديًا وتجاريًا مع إيران لأن هذه الدول ستكون مضطرة لوقف تعاملها أو الحدّ من تعاطيها مع إيران في المجالات المذكورة.