معرض مسقط الدولي للكتاب في يومه الأول.. إقبال جيد .. وكتاب «الرعب» يجذب الطلبة

كتبت- بشاير السليمية وشذى البلوشية -

شهد اليوم الأول لافتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الخامسة والعشرين لعموم الزوار حركة شرائية جيدة، حيث إنه كان مخصصا لطلبة المدارس، وقد توجه الطلاب في شرائهم للكتب غالبا لعدد محدود ومتخصص لاسيما تلك التي تستهويهم في إثارة الفضول والتحمس لمعرفة المضمون، ورغم أن عمليات الشراء مازالت في بعض دور النشر معدومة، إلا أن الإقبال على بعض الأجنحة كان لا بأس به، وهو ما يرجع غالبا لأول يوم في افتتاح معارض الكتب.

ويبدو أن الغالبية العظمى من الطلبة كانوا يجلسون على كراسي المقاهي، انتظارا لوقت انتهاء تواجدهم في المعرض، وإعلان الرحيل، فليس الكتاب ضمن أولوياتهم في عمليات الشراء، بل كانت أجهزة الهاتف المحمول هي جُلّ ما كان تركيزهم فيه، وبقيت بعض الأجنحة خاوية على عروشها، حتى دقت الساعة الثانية عشرة ظهرا وهم الطلبة بالرحيل، وبدأت أعداد الزوار من مختلف الأعمار بالتوافد، واستغلال وقت الظهيرة لعملية الشراء المناسبة غالبا لدى البعض.

وحول موسوعة «تاريخ عمان عبر الزمان» الصادرة عن مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية فقد لاقت في يومها الأول إقبالا كبيرا، وعمليات شراء الموسوعة جيدة جدا، فقد جذبت أعدادا كبيرة من الزوار لأهمية اقتنائها والاحتفاظ بنسخة من الموسوعة المؤلفة من 8 مجلدات.

كما لاقى كتاب «قابوس أعز الرجال وأنقاهم» الصادر عن مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان إقبالا جيدا من قبل الزوار، حيث إنه كتاب توثيقي لأبرز الأحداث والأخبار المنشورة في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، وحصد الكتاب استحسان الزوار، ورغبة في اقتنائه من قبل زوار المعرض.

صباح اليوم الأول

مضى الصباح الأول لمعرض مسقط الدولي للكتاب بصحبة طلاب المدارس الذكور الذين توافدوا من كل حدب وصوب من أجل المعرفة وحب القراءة والاطلاع بمختلف مراحلهم العمرية. وكان من اللافت جدا أن السواد الأعظم من الطلبة يقبلون بشراهة على كتب الرعب: منها الروايات ورعب الواقع حسبما قال الناشر في دار الأطلس، والذي لفته بشدة اقبالهم على هذا النوع بالتحديد ومنها رواية «التربى» للمياء السعيد، وهي رواية حقيقية من واقع حياة دافن الموتى، بالإضافة إلى رواية «مليكا.. رحلة مع الجن»، وقال وهو مصاب بالدهشة: «الطلاب في مصر كانوا يقبلون بشراهة على كتاب اسمه «هأجيب مجموع!». كما أن الدار تبيع كتبا متخصصة في اللغة العربية وقواعدها بالإضافة إلى كتب في تنمية الذات، إلا أن الطلبة في يومهم الأول لم يلتفتوا ناحيتها بتاتا.

والتقينا ضمن جولتنا في اليوم الأول بشابين في الصف التاسع هما يوسف محمد، وأنس يوسف، فسألناهما عما في أكياسهم، فكانت كذلك روايات رعب، منها «أزمة رعب»، و«المفقودة» بأغلفة سوداء وألوان قاتمة وقطرات الدماء، وكان مدهشا أنهما لا يشاهدان أفلام الرعب لكنهما حريصان على قراءة هذا النوع من الكتب.

وعلى المدخل وهم يهمون بالمغادرة، اصطف طلاب الصف الخامس من إحدى مدارس السيب، وبينما يقوم معلمهم بالتأكد من عودة الجميع، استغلينا الفرصة وفتشنا معهم عما اقتنوه من هذه الزيارة، فكان كذلك قصصا وروايات رعب، فحسبما أشاروا أنها النوع الذي يثير فيهم الحماس الشديد، إضافة إلى مجموعة من ألعاب الخفة، وألعاب يبدو أن تتفاعل مع الماء وتنمو، إضافة إلى شيء يشبه الرمل في مكعب أزرق قالوا عنه ضاحكين أنهم يستخدمونه لتربية النمل بعد التقاطها من فناء البيت.

وشهد المعرض ولادة دور نشر جديدة، وعلى الصعيد المحلي فقد دشنت «دار نثر» جناحها في مشاركتها الأول لمعرض مسقط الدولي للكتاب، واحتفت مساء أمس بافتتاحها مع كتاب «قهوة في كل لقاء» للكاتب حمود الشكيلي.

فعاليات مصاحبة..

وشهد اليوم الأول إقامة مجموعة من الفعاليات الثقافية، حيث تركزت الفترة الصباحية في إقامة حلقات العمل أبرزها «صناعة غلاف قصة» قدمتها بشرى الزهيمية، وفي الفترة المسائية شهد المعرض إقامة فعاليات متنوعة أبرزها: جلسة حوارية بعنوان «تجارب عمانية في فن التصوير» قدمها مجموعة من المصورين العمانيين، فيما قدمت اللجنة الوطنية للشباب حلقة عمل في خطوات التفكير المنطقي، وحول جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب أقامت الجائزة جلسة حوارية عن شروط ومعايير الترشح للجائزة في دورتها التاسعة، وقدمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ندوة علمية عن الشخصيات العمانية المدرجة ضمن برنامج الذكرى المئوية أو الخمسينية للأحداث التارخية والشخصيات المؤثرة عالميا، ومحاضرة حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.

وحول محور الفعاليات الثقافية لهذا العام «النهضة في فكر السلطان قابوس بن سعيد» أقيمت مساء أمس ندوة «السمات الشخصية والبعد الثقافي في مسيرة السلطان قابوس -طيب الله ثراه-، أقامتها مؤسسة بيت الزبير.

تجدر الإشارة إلى أن المعرض في يومه الأول شهد تدشين مجموعة من الإصدارات والمؤلفات الجديدة، إضافة إلى حفلات تواقيع الكتب مساء أمس.