1442509
1442509
العرب والعالم

إسرائيل تسعى لتقويض السيطرة الفلسطينية على مناطق «ب»

22 فبراير 2020
22 فبراير 2020

خطط البناء الاستيطاني في القدس ستمنع تقسيمها مستقبلًا -

رام الله - (عمان) - قالت منظمة التحرير الفلسطينية: إن الحكومة الإسرائيلية بدأت لأول مرة السعي لتقويض السيطرة الفلسطينية على المناطق المصنفة (ب) من الضفة الغربية وفقا لاتفاق أوسلو.

وذكر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير في تقرير له تلقت «عمان» نسخة منه، امس، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لاتخاذ خطوات عملية لإنهاء السيطرة الفلسطينية في المناطق المصنفة (ب) لأول مرة، بما يشمل حظر البناء الفلسطيني فيها.

وأشارت إلى قرار وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينت حظر بناء الفلسطينيين في تلك المناطق، بذريعة الخوف من «تهديد أمني للمستوطنات القريبة، حيث يدور الحديث عن مبان فلسطينية على مقربة من مستوطنتي «عيلي» و«شيلو» جنوب نابلس، على الرغم من تواجدهما في مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية المدنية.

وحسب التقرير يأتي قرار بينيت «على خلفية معطيات جديدة تبين وجود تسارع في البناء الفلسطيني في المناطق المتاخمة للمستوطنات، خاصة في بلدة ترمسعيا ما يهدد مصالح المستوطنين بالخطر».

وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة ذكرت أن بينت أوعز إلى لجنة التخطيط العليا للإدارة المدنية في الضفة الغربية بالمصادقة على خطة لبناء أكثر من 1900 وحدة سكنية في عدة مستوطنات.

وأوضحت الإذاعة أنه من المقرر أن تلتئم اللجنة المذكورة يوم (الأربعاء) المقبل لإقرار الخطة التي تنص على بناء 600 منزل جديد في مستوطنة «عيلي» التي يقطنها حاليا حوالي 930 عائلة فيما الحديث يدور عن مضاعفة عدد السكان مستقبلا.

وتقسم إسرائيل الضفة الغربية حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع مع منظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، والثانية (ب) وتخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية وإدارية فلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية.

وسبق أن أعلن وزير الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي، أن إسرائيل تهدف لإسكان مليون مستوطن في الضفة الغربية خلال عشر سنوات وضم مناطق (ج) التي تشكل مساحتها 60% من الضفة الغربية.

من جهة أخرى حذر تقرير منظمة التحرير من مخاطر المشروع الاستيطاني الذي تعتزم السلطات الإسرائيلية تنفيذه على أرض مطار قلنديا شمال مدينة القدس.

وقال التقرير: إن وزارة الإسكان الإسرائيلية شرعت بإعداد الخطط لبناء مستوطنة جديدة على أراضي المطار، وصولا لجدار الفصل الذي سيكون حدا فاصلا بين المستوطنة الجديدة والمناطق الفلسطينية في محيط القدس لعزلها بالكامل. وحسب التقرير، يقوم المشروع على نحو 1200 دونم، ليشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، بالإضافة إلى مراكز تجارية بمساحة 300 ألف متر مربع، و45 ألف متر مربع ستخصص لـمناطق تشغيل، وفندق، وخزانات مياه وغيرها من المنشآت.

وأضاف أن السلطات الإسرائيلية وضعت إشارات حمراء على 21 منزلا فلسطينيا قائما منذ سنوات طويلة سيجري هدمها، تمهيدا لإقامة أجزاء من المشروع الاستيطاني فوقها، كما سيتم انتزاع ملكية الأراضي المقامة عليها تلك المنازل، ليشملها هذا المشروع الاستيطاني.

وأوضح أن المشروع يشمل أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية، إلا أن الخطة التطويرية له للعام 2030، سترفع العدد إلى 11 ألف وحدة استيطانية في غضون سنوات قليلة، حيث إن هذه المستوطنة ستشكل تكتلا استيطانيا ضخما على غرار «معاليه أدوميم» شرق المدينة، والتجمع الاستيطاني «كفار عتصيون» جنوبا.

من جهة أخرى قالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية،إن قرار نتانياهو بناء حوالي 1000 وحدة سكنية (استيطانية) في منطقة شرقي القدس في الأسابيع المقبلة، تأتي في إطار الرؤية الإستراتيجية الإسرائيلية للحفاظ على القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل.

وبيّنت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أمس السبت، بأن القرار يبدد إلى الأبد آمال الفلسطينيين في بقاء فجوة بين الأحياء الاستيطانية «هار حوما» و«جيلو» في جنوب القدس، وخلق موطئ قدم مدني متواصل من بيت لحم عبر بيت جالا ومستوطنة «جفعات هامتوس»، والتي يعتبرها الفلسطينيون جزءًا من عاصمة المستقبل

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منعوا حتى الآن نتانياهو من الدعوة لتقديم عطاءات في مشروع البناء الاستيطاني الجديد، لكن بيان يوم الخميس يشير إلى أن نتانياهو يشرع الآن في مسار جديد .

وأردفت: «البناء في جفعات هامتوس سيعرقل بشدة إمكانية حل الدولتين؛ لأنه سيعرقل في نهاية المطاف إمكانية التواصل الجغرافي بين شرقي القدس وبيت لحم، وسيمنع بشكل خاص إقامة دولة فلسطينية في المستقبل».

ورأت الصحيفة أنه لإنجاز المهمة يجب على نتانياهو أيضًا إلغاء تجميد خطط البناء الاستيطاني في شمال القدس خارج الخط الأخضر (خط وهمي يفصل بين المناطق المحتلة عام 48 وتلك التي احتلت عام 67) بالقرب من مجمع عطاروت الصناعي في منطقة قلنديا.

وأوضحت: «إذا فعل ذلك فسيكون قادرًا على تفنيد الشائعات التي تزعم بأنه سيتم تسليم هذه المنطقة إلى الفلسطينيين لتطوير صناعة السياحة الخاصة بهم، وفق خطة السلام الأمريكية (صفقة القرن)».

وكان نتانياهو أعلن المصادقة على خطة لبناء 4000 وحدة استيطانية في منطقة القدس، منها 3000 في «جفعات هامتوس». كما أعطى الضوء الأخضر لبناء 2200 وحدة في حي سيطلق عليه اسم «هار حوما 5».

وترى مصادر فلسطينية متخصصة بشؤون الاستيطان، أن هذه الخطط الاستيطانية في القدس المحتلة، ستكمل حلقة المستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بجنوب المدينة من ناحية والتي ستفصلها عن محافظة بيت لحم وجنوب الضفة الغربية من ناحية أخرى.

بالإضافة إلى ذلك فان الخطط الجديدة ستغلق خط المستوطنات الإسرائيلية الذي يمتد من الأطراف الشمالية لمدينة بيت لحم ابتداء من مستوطنة «جبل أبو غنيم» المتداولة إسرائيليًا بـ«هار حوما» والواقعة شرقي بيت لحم وصولًا إلى مستوطنة «جفعات هامتوس» ومستوطنة «جيلو» شمالي بيت لحم ومن ثم إلى مستوطنة «هار جيلو» غربي المدينة، ستشكل نقطة التئام حلقة المستوطنات والتي ستستمر تباعا لتتصل بتجمع مستوطنات «غوش عتصيون» في الجنوب الغربي لمدينة بيت لحم.