1441498
1441498
العرب والعالم

9 قتلى في عمليتي إطلاق نار في ألمانيا وترجيح وجود دافع «كراهية الأجانب»

20 فبراير 2020
20 فبراير 2020

رئيسة المفوضية الأوروبية تعرب عن شعورها «بصدمة عميقة» -

هاناو (ألمانيا)- (أ ف ب) - قُتل تسعة أشخاص ليل أمس الأول في عمليتي إطلاق نار استهدفتا مقهيين للنارجيلة في مدينة هاناو قرب فرانكفورت بوسط ألمانيا، في عملية يُرجّح أن يكون دافعها «كراهية الأجانب» وقد عُثر على المشتبه بتنفيذهما جثة هامدة في منزله صباح أمس. وتولت النيابة الفيدرالية الألمانية، المختصة في مكافحة الإرهاب التحقيق وتملك «عناصر تدعم وجود دافع كراهية الأجانب»، وفق ما قال متحدث لوكالة فرانس برس.

وأعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن صدمته تجاه «العمل الإرهابي في هاناو» وقال شتاينماير أمس بالعاصمة برلين: « أعرب عن عميق حزني وتعاطفي مع الضحايا وأقاربهم وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين، كما أساند جميع الأشخاص المهددين بالكراهية العنصرية، أنتم لستم وحدكم».

وأعرب الرئيس الألماني عن «قناعته بأن الغالبية العظمى من الأشخاص في ألمانيا تدين هذه الجريمة وأي شكل من أشكال العنصرية وكذلك الكراهية والعنف. لن نتراخى في مساندة التعايش السلمي سويا في بلدنا».

كما تلقى مسجد بولاية بريمن شمالي ألمانيا رسالة تهديد من مجهول عبر البريد الإلكتروني تشمل محتوى يمينيا متطرفا.

وذكرت الشرطة أمس أن مرسل الرسالة أعلن أن قنبلة سوف تنفجر بالمسجد، موضحة أن الرسالة تحتوي أيضا على شعارات يمينية متطرفة،وكان شخص يعمل بالمسجد هو من أطلع الشرطة على الرسالة.

وقامت قوات الشرطة بتفتيش المكان بالاستعانة بكلب مدرب على الكشف عن متفجرات، ولكن لم تعثر على أي شيء.

وعزز أفراد الشرطة إجراءات الحماية، ويتم إجراء تحقيقات حاليا بتهمة الإخلال بالأمن العام من خلال التهديد بارتكاب جرائم.

وبحسب مصادر قريبة من التحقيق، عُثر على رسالة اعترافات ومقطع فيديو. وقال الخبير في شؤون الإرهاب في جامعة كينغز كوليدج في لندن بيتر نيومان إن الرسالة مؤلفة من «24 صفحة» وتعكس «كراهية للأجانب ولغير البيض».

وكتب نيومان على تويتر أن كاتب الرسالة «يدعو إلى إبادة دول عدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى» مستخدماً «مصطلحات تدعو صراحة لتحسين النسل، مؤكداً أن العلم يُثبت أن بعض الأعراق متفوقة».

ويقول المشتبه به إنه كان «كل حياته مراقب من جانب أجهزة الاستخبارات» ويصف نفسه بأنه «عازب غير طوعي» و«يعترف بأنه لم تكن لديه أبداً علاقة مع امرأة»، وفق نيومان.

وكانت الشرطة قد أعلنت نحو الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي أنها عثرت على «المنفّذ المحتمل» للجريمة في شقة وجثة شخص آخر، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقدّمت عدة وسائل إعلام ألمانية المشتبه باسم «توبياس آر» وقالت قناة «ايه آر دي» أنه يبلغ 43 عاماً وعُثر على جثته إلى جانب والدته».

وعثر المحققون أيضا على سيارة المشتبه به التي كانت تحتوي على ذخائر، وفق وسائل إعلام محلية أضافت أنه كان يحمل رخصة صيد وأنه ألماني.

وتعود تفاصيل الجريمة الى مساء أمس الأول حيث استُهدف القاتل مقهى «ميدنايت» للشيشة في وسط مدينة هانو التي تعدّ نحو 100 ألف نسمة وتبعد 20 كيلومتراً عن فرانكفورت، قبل أن ينتقل مطلق النار على متن سيارة إلى مكان آخر هو مقهى «أرينا بار» في كورت-شوماخر بلاتز في حي كيسيلشتات.

وذكرت تقارير أن المهاجم قرع جرس المقهى الثاني وأطلق النار على الأشخاص الذين كانوا في ركن المدخنين فقتل خمسة بينهم امرأة وفق صحيفة بيلد التي أضافت أن القتلى من أصول كردية.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ابن صاحب المقهى قوله «الضحايا أشخاص نعرفهم منذ سنوات». وقال إن اثنين من موظفي المقهى في عداد القتلى، مضيفا بأنه لم يكن هو ولا والده موجودين في المقهى وقت الهجوم. وقال «إنها صدمة للجميع».

وارتفعت حصيلة الضحايا من ثمانية قتلى في البداية إلى تسعة عندما توفي شخص متأثراً بجروحه.

وقالت النائبة المحافظة كاتيا لايكرت «إنه حقا مشهد رعب»، فيما تحدث رئيس بلدية هاناو الاشتراكي الديمقراطي كلاوس كامينسكي عن «ليلة مرعبة ستطاردنا بالتأكيد لوقت طويل جدا، مطالبا بعدم إطلاق «التكهنات» ومناشدا المواطنين «الحذر».

لكنّ أكثر ما يثير قلق السلطات الألمانية حالياً هو التهديد الإرهابي المتمثّل باليمين المتطرّف، ولا سيمّا منذ اغتيال عضو في حزب المستشارة أنجيلا ميركل مؤيد للمهاجرين في يونيو الماضي.

وفي وقت سابق ألقت السلطات القبض على 12 عضواً في جماعة يمينية متطرفة، وذلك في إطار تحقيق واسع النطاق لمكافحة الإرهاب،وأوقفت السلطات هؤلاء الأفراد بشبهة التخطيط لشنّ هجمات واسعة النطاق على مساجد في البلاد.

أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية والوزيرة الألمانية السابقة أورسولا فون دير لايين الخميس عن شعورها «بصدمة عميقة»، إزاء عمليتي إطلاق نار داميتين نُفّذتا في مدينة هاناو في وسط ألمانيا مع ترجيح القضاء أن المهاجم تصرف بدافع من «كراهية الأجانب».

وكتبت وزيرة الدفاع السابقة في حكومة أنجيلا ميركل على حسابها على موقع تويتر «هذا الصباح، بحزن كبير أفكّر بعائلات وأقارب الضحايا الذين أُقدّم لهم تعازيّ الحارة. نتشارك حزنكم».

ووصف رئيس المجلس الأوروبي (الذي يمثل القادة الـ27 للاتحاد الأوروبي) البلجيكي شارل ميشيل الاعتداء المزدوج بأنه «مأساة» وندّد بـ«خسارة أرواح بشرية بلا طائل».

وكتب رئيس الوزراء البلجيكي السابق في تغريدة «بعد الاعتداء الفظيع، أفكارنا مع سكان هاناو». وكذلك قال رئيس البرلمان الأوروبي الإيطالي ديفيد ساسولي على تويتر إنه «مصدوم وحزين جداً» مضيفاً «نحن متّحدون ضد أي شكل من الكراهية والعنف».

من جانبه أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «حزنه الشديد» و«دعمه الكامل لألمانيا في مواجهة هذا الاعتداء المأساوي»، بعد عمليتي إطلاق نار داميتين نُفّذتا مساء أمس الأول في هاناو في وسط ألمانيا وأسفرتا عن تسعة قتلى. وأضاف ماكرون في تغريدة «أفكارنا تتجه نحو الضحايا والعائلات المكلومة. أنا إلى (أقف إلى) جانب المستشارة (أنجيلا ميركل) في هذه المعركة من أجل قيمنا وحماية ديمقراطياتنا». ورجحت النيابة الفيدرالية الألمانية أن تكون «كراهية الأجانب» هي دافع المشتبه به الذي عُثر عليه ميتاً في منزله.

من جانبها دعت أربع روابط إسلامية كبيرة في ألمانيا لمزيد من الالتزام في مواجهة الإرهاب اليميني بعد حادثي إطلاق النار في مدينة هاناو غربي ألمانيا.

وأكد مجلس تنسيق شؤون المسلمين الذي يضم تلك الروابط أمس الخميس في مدينة كولونيا غربي ألمانيا أنه تم توجيه العنف ضد مهاجرين بصفتهم مجموعة مستهدفة.

يشار إلى أن الإدعاء العام الاتحادي يجري تحقيقات حاليا في حادثي هاناو على خلفية اشتباه في هجوم إرهابي.

وقال بيتر بويت وزير الداخلية المحلي بولاية هيسن التي تقع بها مدينة هاناو إن النتائج المتوافرة حتى الآن تشير إلى وجود «دافع معادي للأجانب».

وأكد المجلس أنه يتم المطالبة منذ شهور «باتخاذ موقف واضح ضد أوجه التحريض اليمينية وكذلك ضد معاداة الأجانب»، مؤكدا أن الإرهاب يهدد الجميع، وأشار إلى أن الأوساط السياسية قللت من شأن مشكلة العنف اليميني.

ودعا المجلس إلى ضرورة أن ترسل جميع الأطراف الفاعلة في المجتمع إشارة تضامن مع ضحايا الهجمات اليمينية، وذكر المجلس: «لقد حان الوقت إلى التحرك والتكاتف سويا».

ويعد المجلس بمثابة اتحاد مركزي يضم الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية في ألمانيا «ديتيب»، والمجلس المركزي للمسلمين بألمانيا والمجلس الإسلامي التركي لجمهورية ألمانيا الاتحادية وكذلك رابطة المراكز الثقافية الإسلامية.