5446446
5446446
إشراقات

السلطان قابوس أولى الأوقاف والشؤون الدينية اهتماما بالغا

20 فبراير 2020
20 فبراير 2020

لتوضيح مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيام على مؤسساته ونبذ التعصب -

إعداد الكوادر القادرة على استيعاب روح العصر دون التفريط بعراقة الموروث وأصالته -

تقرير: سيف بن سالم الفضيلي -

أولى السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه- الأوقاف والشؤون الدينية اهتماما بالغا، كون الجانب الروحي من أهم الجوانب التي تبني الإنسان بناء سليما ومتوازنا وراشدا وذلك من خلال توضيح مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيام على مؤسساته وإعداد الكوادر الوطنية القادرة على استيعاب روح العصر دون التفريط بعراقة الموروث وأصالته.. مع ضرورة الانفتاح الفكري ونبذ التعصب.

ولتحقيق تلك الأهداف فقد أنشئت وزارة الأوقاف والشـــــــؤون الدينية عام 1997 بناء على المرسوم السلطاني رقم 84/‏‏‏97 الذي تم فيه تغيير مسمى وزارة العدل.. لتـــــــــؤدي رسالتها «الاهتمام بالجانب الديني في بناء المواطن الصالح، وتنظيم ما يتعلق بالشؤون الدينيــــــــــة داخل السلطنة من خلال كوادر مؤهلة بوسائل متجددة».

 

مكتب الإفتاء

يعد مكتب الإفتاء الجهة الحكومية الرسمية المعنية بالفتوى والرد على أسئلة الناس، وتمثيل السلطنة في مؤتمرات الفتوى والمجامع الفقهية الخليجية والعربية والدولية وهو يتكون من المفتي العام للسلطنة ومساعده والأمين العام ومستشارين وأمناء فتوى وباحثين وموظفين كل حسب اختصاصه.

ويقوم عمل المكتب بالدرجة الأولى على إجابة السائلين وحل قضاياهم المختلفة والبت في مختلف الأحكام الشرعية التي يحتاجها المجتمع، وإصدار الفتاوى في القضايا المعاصرة التي يحتاج إليها المسلمون ويتلخص عمله في «الفتوى والبحث والنظر وإصدار الأحكام الشرعية ويعمل في هذا الجانب بعض المستشارين والأمناء والباحثين يقومون بالرد على استفسارات السائلين إما عن طريق الهاتف أو المشافهة أو الكتابة وحل المشكلات المتنوعة وخاصة المتعلقة بالمسائل الأسرية، والنظر في المسائل المعاصرة التي يفرزها العصر، وكتابة بعض البحوث المختلفة ومراجعة بعض القضايا».

كما استحدثت بالمكتب دائرة (التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي) تتبع مكتب المفتي العام للسلطنة، وتحتوي على قسمين الأول (قسم التعريف بالإسلام) والثاني (قسم التبادل الثقافي)، حيث تقوم الدائرة التعريف بالإسلام وتعليم وتثقيف الداخلين في الإسلام بالدين الحنيف.

العلوم الشرعية

ولإعداد متخصصين في العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية المقارنة، وتزويدهم بمستوى عال من المعارف والثقافة الشرعية والدينية وما يتصل بها من المهارات اللازمة، وتأهيل مفكرين وباحثين في الفكر والمعارف الإسلامية عموما والعمانية خصوصا، وإبراز جوانبها وإسهاماتها في الحضارة الإسلامية، وترسيخ القيم والأخلاق الإسلامية والارتقاء بها، فقد أولى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه- عناية فائقة بتدريس العلوم الشرعية، حيث كان الدين والخلق الرفيع ركنين أساسيين في بناء حضارة عمان العصرية، وقد أكد جلالته على ذلك في خطابه السامي حين قال:« نبني ونعمر ونرفع صرح العمران شامخاً ونشيد لعمان حضارة عصرية راسخة الأركان على أساس صلب من الدين والأخلاق والعلم النافع» وعليه فقد أصدر جلالته - طيب الله ثراه - المرسوم السلطاني رقم 24/‏‏86 بإنشاء معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد، ويتبع وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك، ليضطلع بهذه المهمة العظيمة، في تخريج كفاءات واعية بحقيقة الدين، وقادرة على استيعاب معطيات الحضارة المعاصرة ومشكلاتها المتجددة، في ظل المحافظة على القيم الوطنية والمثل الأخلاقية استلهاما من مبادئ الإسلام وواقع التراث الحضاري عموماً والعماني على وجه الخصوص.

ترجع جذور الكلية إلى معهد القضاء الشرعي والوعظ والإرشاد الذي أنشئ بالمرسوم السلطاني (٨٦/‏‏٢٤)، ليضطلع بمهمة تخريج كفاءات واعية بحقيقة الدين، وقادرة على استيعاب معطيات الحضارة المعاصرة ومشكلاتها المتجددة، في ظل المحافظة على القيم الوطنية والمثل الأخلاقية المستلهمة من مبادئ الإسلام والتراث الحضاري عمومًا والعماني على وجه الخصوص. وفي عام ١٩٩٩م صدر المرسوم السلطاني (٩٩/‏‏٦) الذي تحول اسم المعهد بموجبه إلى «معهد العلوم الشرعية»، ضمن هيكل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ليتبع مكتب معالي الوزير مباشرة، وقد اقتضى ذلك النظر في الخطة الدراسية، ومراجعة البرامج الأكاديمية بالمعهد.

وفي عام ٢٠٠٠م بدأ المعهد لأول مرة في قبول الطالبات للدراسة لنيل درجة الدبلوم في العلوم الشرعية؛ إذ كان قبل ذلك مقتصرًا على الطلاب، ويمنحهم شهادة الإجازة العالية (البكالوريوس).

وفي عام ٢٠٠٦م انتقل المعهد إلى مبناه الخاص ومقره الدائم بإذن الله في الخوير بولاية بوشر من محافظة مسقط، قريبا من جامع السلطان سعيد بن تيمور، وبدأ مرحلة من التوسع في القبول والتخصصات، وسمح للطالبات الحاصلات على الدبلوم مواصلة دراستهن في المعهد لمدة سنتين أخريين للحصول على درجة الإجازة العالية في العلوم الشرعية.

ومع تباشير العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام ١٤٣٥هـ الموافق ١٩ يوليو من عام ٢٠١٤م، صدر المرسوم السلطاني (٢٠١٤/‏‏٣٥) القاضي بإنشاء «كلية العلوم الشرعية» وإصدار نظامها؛ لتكون لبنة في ترسيخ قيم الحضارة الإنسانية المعاصرة للبلاد، القائمة على أساس الدين والخلق والعلم النافع.

وقد حرصت كلية العلوم الشرعية على مواكبة التطور من خلال تنفيذ مشروع التعليم عن بُعد باستخدام أحدث التقنيات والوسائل والخبرات في هذا المجال وتسعى الكلية من خلال هذا النظام إلى تسهيل سبل تلقي العلم بأحدث وأفضل وسائل التقنية، والحفاظ على القيم والمثل العليا عن طريق البحث العلمي، وتكوين بيئة علمية متكاملة في جوانب التعليم والبحث العلمي، والإسهام في تطوير التعليم العالي، وتوفير فرص دراسية وخدمات تعليمية مبتكرة، بالإضافة إلى إيجاد مخرجات تمتلك المعرفة العالية والقدرات والمهارات التنافسية. كما يتيح برنامج التعليم عن بُعد المجال للطلبة والطالبات الراغبين بالدراسة عبر التعليم الإلكتروني من داخل السلطنة وخارجها.

الاهتمام بالأوقاف

ولما للأوقاف من تأثير ملموس في الحياة الاجتماعية وتحقيق التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، حظي الوقف باهتمام بالغ من خلال وضع الخطط والمشاريع الكفيلة برعايتها وإدارتها وتنمية عوائدها وصولا لتحقيق هدف سام وهو المحافظة على الوقف ورعايته.

كما استحدث مشروع المؤسسات الوقفية بهدف تحريك المجتمع الخيري وفاعليته عبر المؤسسات الوقفية، بتقديم رؤية جديدة للأوقاف والزكاة تتناسب مع الوقت الحاضر وحاجة الناس، كما يقدم المشروع فكرةً مبتكرةً للمؤسسات لتوزيع مواردها المتاحة بما يحقق منفعة المجتمع في مختلف محافظات السلطنة، ويفتح آفاقا وقفية برؤية عصرية للداعمين الوطنيين وأهل الخير لتأسيس مشاريع وقفية تنموية في مجالي الأوقاف والزكاة، كما سيحقق المشروع الاستقلالية التنفيذية للمؤسسات الوقفية بعيدًا عن المركزية والدورة المكتبية المعتادة، وذلك للاستثمار الأمثل للطاقات والموارد البشرية بالمجتمع لدعم الأوقاف وتعزيز المساهمة في عمارتها وتطويرها بالفكر والخبرة والمال لتؤدي رسالتها الحضارية.

بيوت الرحمن ومدارس القرآن

رعاية شؤون المساجد والعناية بمتطلباتها من منطلق الأوامر السامية التي تفضل وأمر بها جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- المتضمنة بناء عدد من الجوامع والمساجد في عدد من محافظات السلطنة، حيث تم بناء عدد من المساجد وترميم وإعادة بناء مساجد أخرى. وبلغ عدد الجوامع والمساجد في السلطنة أكثر من (16.000) ستة عشر ألفا.

أما مدارس القرآن الكريم فقد أوليت عناية خاصة من خلال دائرة مدارس القرآن الكريم، فقد بلغ عدد مدارس القرآن الكريم (1183) ألفا ومائة وثلاثا وثمانين مدرسة وبلغ عدد المعلمين والمعلمات ما يقارب (1383) ألفا وثلاثمائة وثلاثة وثمانين معلما ومعلمة. كما أطلق مشروع تعليم القرآن الكريم عن بعد، حيث انه متاح للجميع على شبكة الإنترنت.

الوعظ والإرشاد

«قسم التوجيه والمتابعة وقسم الوعظ» بدائرة الوعظ والإرشاد يعملان على تحقيق عدد من الأهداف التي ومن أهمها توعية المجتمع العماني وتبصير الناس بأمر دينهم وترسيخ مبادئ وقيم الإسلام الحنيف من خلال خطاب ديني معتدل يستوعب قضايا العصر وينوع أماكن العمل كما أنها تقوم بتعزيز القيم والأخلاق لدى طلاب المدارس بالاشتراك مع وزارة التربية والتعليم بهدف إعداد جيل متمسك بالمثل العليا كما تنفذ عدة برامج بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى العامة والخاصة.

الحج

دائرة شؤون وحملات الحج بقسميها؛ قسم شؤون الحج، وقسم حملات الحج تقوم بالعديد من الأعمال كتحديث بيانات شركات الحج المصرح لها، وقد استحدث نظام تسجيل الحجاج الإلكتروني عبر شبكة المعلومات العالمية دون الحاجة.

رسالة الإسلام

تقديرا لدور عمان الحضاري، اكتسب معرض (رسالة الإسلام) أهمية متزايدة، وأبدت جهات عالمية كثيرة رغبتها للدخول في شراكات لإقامته في مراكزها ومؤسساتها مثل منظمة اليونيسكو وبرلمان أديان العالم ومنظمات وجامعات كبيرة من مختلف دول العالم، نظرا لما تمتاز به السلطنة من موروث حضاري عريق وبجمال الطابع الإسلامي الأصيل؛

فمن أجل ذلك جاءت رسالة معرض الإسلام لتوضح الصورة الحقيقة للعالم وإبراز تجربة التعايش والتسامح الديني في عمان.

وترتكز رسالة معرض رسالة الإسلام على ثلاثة محاور وهي التسامح الديني والتفاهم المشترك والتعايش السلمي.

لأن تجربة عمان الحضارية قائمة على احترام المبادئ الأساسية للإنسان وتحقيق كرامته والحفاظ على حقوقه، وعلى صون المقدسات والأديان وعدم التعرض لها.

مصحف مسقط الإلكتروني

مصحف مسقط الإلكتروني يعد سابقة فريدة من نوعها من حيث طباعته الإلكترونية فهو ثاني مصحف مطبوع غير مخطوط والأول إلكترونيا كما أنه يحوي تراكيب خطوط النسخ المتفق عليها حسب الرسم العثماني غايته إبراز اللغة العربية وخطوطها وجماليات فن الرسم العثماني وكذلك يفتح للباحثين والدارسين بابا واسعا للاستفادة من نصوص القرآن الكريم وتشكيل مصاحف جديدة حسب خط النسخ الموافق للرسم العثماني المتاح عبر مصحف مسقط الإلكتروني مع ملاحظة أن إجازة أي مصحف جديد لابد أن يمر عن طريق لجنة مراجعة المصحف بالأزهر، إضافة إلى تعليم أبنائنا كيفية كتابة المصحف بالرسم العثماني وجماليات الخط العربي وتطبيقاته كما يحوي المصحف أساليب البحث عن السور والأجزاء والآيات بمنهج جديد يختصر الوقت والجهد لطلاب العلم والعلماء والباحثين والمهتمين.

مجلة التفاهم

ومن ضمن المطبوعات الكثيرة التي تصدرها الوزارة مجلة «التفاهم»، وهي مجلة فكرية تهدف إلى عرض وجهات النظر والدعوة إلى التسامح، حيث يشارك في المجلة عدد من العلماء والمفكرين من داخل وخارج السلطنة كما تعمل على ترسيخ مبدأ حق الاختلاف وتعدد وجهات النظر وتجديد الفكر الديني. ولقد بلغ عدد إصدارات هذه المجلة حتى الآن تسعة وأربعين إصدارا وحتى كتابة الخبر.

الإرشاد النسوي

ولتوسيع الدور الذي تقوم به المرشدات والواعظات في توعية المجتمع في شتى المجالات في القرى والمدن والمدارس التي تهم المرأة والمجتمع فقد أنشئت دائرة الإرشاد النسوي؛ وتنفذ الدائرة مشروع تعزيز القيم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم استنطاقا للقيم والمبادئ والتقاليد العمانية الأصيلة في المجتمع المدرسي من خلال الدور الريادي للمرشدة الدينية وذلك من خلال تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع المدرسي وتكوين سياج يحمي النشء من الأفكار الهدامة وصولا لمجتمع يسوده التآخي والرخاء، وتعزيز مكتسبات المعرفة وتقوية ملكات الإبداع من أجل إخراج جيل يتمتع بالرقي والرفعة.