1440884
1440884
العرب والعالم

بومبيو: مستعدون للحوار مع إيران «في أي وقت» والضغوط تستمر

19 فبراير 2020
19 فبراير 2020

طهران تدافع عن قرار استبعاد مرشحين من الانتخابات -

طهران-أديس أبابا-(وكالات): قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس إن واشنطن مستعدة لإجراء حوار مع إيران «في أي وقت» لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل «جوهري» وإن حملة الضغوط القصوى عليها ستستمر.

وأضاف بومبيو في تصريحات للصحفيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبيل التوجه إلى السعودية «لسنا متعجلين، حملة الضغوط مستمرة. إنها ليست حملة ضغوط اقتصادية فقط... وإنما فرض عزلة من خلال الدبلوماسية أيضا».

على صعيد آخر دافع مجلس صيانة الدستور في إيران أمس عن قراره إقصاء آلاف المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة بعد يومين معتبرا أنه يتماشى مع القانون فيما تقترب حملة انتخابية باهتة من نهايتها.

ومن المتوقع أن يسجل المحافظون نتائج قوية في انتخابات الجمعة التي تأتي بعد أشهر من تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة، خصمها اللدود منذ عقود.

وقد تأتي مكاسبهم على حساب مؤيدي الرئيس حسن روحاني، المعتدل الذي أعيد انتخابه في 2017 على وعود بمنح مزيد من الحريات الفردية والاجتماعية، وضمانات للإيرانيين بأنهم سوف يستفيدون من التعاون مع الغرب.

لكن العديد من الناس يشعرون بأن تدهور الوضع الاقتصادي يعيق حياتهم، خصوصاً بعد العقوبات الأمريكية التي أعادت فرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018.

وتنتهي الحملة الانتخابية التي استمرت أسبوعا ورفعت فيها ملصقات وشهدت بعض التجمعات المحدودة أمس، قبل يوم صمت انتخابي عشية يوم الاقتراع.

وتم استبعاد آلاف الطامحين ومعظمهم من المعتدلين والإصلاحيين، من الترشح من جانب مجلس صيانة الدستور، الهيئة النافذة التي تدقق في ملفات المرشحين للانتخابات في إيران.

لكن المجلس قال إنه يلتزم«الحياد» في تعاطيه مع جميع الأطراف السياسية وتصرف وفقا للقانون عندما استبعد المرشحين.

وقال المتحدّث باسم المجلس عباس علي كدخدائي «يتبع مجلس صيانة الدستور القوانين والأنظمة التي سنّها البرلمان في أوقات مختلفة». أضاف المتحدث في مؤتمر صحفي«هذه المرة، كما فعلنا سابقاً، حاولنا أن نتبع القوانين كما يجب».

وأكد كدخدائي (لم يتبنَ المجلس قط موقفاً سياسياً وهو يتعامل مع كل التيارات السياسية بعيون مغلقة).

وتابع «ما يَحكم عليه هو الأدلة الموجودة في ملفات المرشحين ويتصرف لاحقاً بناء على قانون سنه البرلمان». ويتوقع محللون أن يؤثر إحباط الناخبين في البلد الخاضع لعقوبات اقتصادية سلباً على نسبة المشاركة.

وأعرب سكان طهران الذين تحدثت إليهم فرانس برس قبل الانتخابات عن استيائهم من السياسيين الذين يقولون إنهم أخفقوا في الالتزام بوعودهم أو رفع مستوى المعيشة.

ودعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إلى مشاركة كثيفة في الانتخابات، واصفاً الأمر بأنه «واجب ديني».

ووجه الرئيس روحاني دعوة مماثلة أمس وقال إن المشاركة في الانتخابات من شأنها أن تعطي إيران «القوة والوحدة» اللازمتين في موقفها ضد الولايات المتحدة.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون عقب اجتماع لحكومته «نذهب إلى الانتخابات لاختيار أفضل الأشخاص للبرلمان، المؤسسة البالغة الأهمية».

وفي إشارة إلى العقوبات الأمريكية أضاف «نخضع لعقوبات قاسية وضغوط من الاستكبار العالمي وعلينا كسر هذه العقوبات وتحسين حياة الناس». واعتبر روحاني أنها «عقوبات الإرهاب والطغيان ضد إيران» مؤكدا «لا يستطيع أحد القول أن العقوبات لا تأثير لها وأن على الحكومة أن تبذل مزيداً من الجهود إنها أكاذيب، إنها تدعم أمريكا». وقال مجلس صيانة الدستور إنه يتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة 50 في المائة على الأقل.

وصرح المتحدث باسمه عباس علي كدخدائي (نتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات المقبلة قوية، ومعدل نسبة المشاركة لم يكن قط دون 50%، وسنشهد في هذه الانتخابات أيضاً نسبة 50 في المائة).

من جانبها ذكرت وسائل إعلام رسمية نقلا عن وزيرين إيرانيين أن الصندوق الأسود لطائرة الركاب الأوكرانية التي أسقطت عن طريق الخطأ في إيران في الشهر الماضي تعرض لأضرار لكن طهران لن تسلمه لبلد آخر على الرغم من الضغوط للحصول عليه.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الأسبوع الماضي إنه «حث» وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على ضرورة إجراء تحقيق كامل ومستقل بشأن إسقاط الطائرة.وقال ظريف «نملك حق قراءة بيانات الصندوق الأسود بأنفسنا، نملك حق المشاركة في أي فحص للصندوق الأسود».

وأضاف «إذا كان يقترح أن نعطي الصندوق الأسود للآخرين لقراءة بياناته بدلا منا فهذا أمر لن نفعله قطعا».

وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن صندوق تسجيل بيانات الرحلة «تعرض لضرر ملحوظ وطلبنا من قطاع الصناعات الدفاعية المساعدة في إعادة تركيبه». وتابع «يتعين إصلاح الصندوق الأسود أولا ثم قراءة بياناته». وذكر ظريف أن إيران تتناقش مع بلدان أخرى خاصة أوكرانيا بشأن التحقيق.