Untitled-1455555555
Untitled-1455555555
المنوعات

أصدر هذا العام سلسلة من الكتب البحثية والفكرية: الباحث د. سالم بن سعيد البوسعيدي لـ«عمان الثقافي»: القرآن الكريم جددني وأعاد تفكيري وقدمت فيه خمسة تفاسير

19 فبراير 2020
19 فبراير 2020

نزوى - مكتب «عمان»

صدر للباحث والكاتب الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي مجموعة من الإصدارات الحديثة هذا العام، عن دار رؤى للنشر من بينها كتاب يحمل عنوان «ذلك الكتاب: تجليات أخطر رسالة في التاريخ»، إلى جانب سلسلة من الكتب بعنوان: «مشروع الإسلام حياة»، وكذلك كتاب «وتحدث العلم شعرا» الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وكذلك كتاب «عمان حديث الزمان والمكان والإنسان»، في هذا اللقاء بالدكتور سالم البوسعيدي، والخاص لـ«عمان الثقافي»، نسلّط الضوء على جيده الثقافي التي ستكون متوفرة في معرض مسقط الدولي للكتاب.

ذلك الكتاب .. خلاصة تجربة

في البداية تحدث عن كتابه الجديد «ذلك الكتاب»، الصادر بعد مجموعة من عدة تفاسير حول القرآن الكريم، يقول الدكتور: بالنسبة لي هذا الكتاب يأتي في صدارة مؤلفاتي هذا العام، وأستطيع أن أقول: إنه هو خلاصة تجربتي الخاصة مع القرآن، وخلاصة جلسات طويلة من التأمل والتدبّر والتفكير، ولا أعني أنني انفصلت عن الماضي، لكنني تحررتُ من سجن الموروث، فأنا أحترم الموروث لكنني لا أقدّسه.

ويقول أيضا: قضيتُ السنوات الخمس الأخيرة منكبًا على قراءة وتأمل القرآن الكريم، حتى أعادني إليّ، بل جددني وغيّرني وأعاد تشكيلي، وقد قضيتُ معه خمس سنوات، كتبتُ خلالها خمسة تفاسير، وخمس رحلات معه وفيه وإليه، كلّ تفسير يحمل بصمة جديدة تختلف عن سابقتها، ودخلتُ عالما مذهلا لانهائي من الوعي والسمو والحياة، راجعتُ خلالها ذاتي، كما راجعتُ أفكاري، وراجعتُ توجهاتي، وضبطتُ بوصلتي باتجاه القرآن، وجدتني بعيدا عنه، فاقتربت منه أكثر، وما زلتُ أحاول، وجدته معلّما حقيقيا ومذهلا من طراز مختلف، يحس بك، وتشعر به ويتحسس وجعك وفرحك، يعيش معك بقدر ما تعيش معه وفيه وبه، وتعلّمتُ منه كما لم أتعلّم من أحد، دخلتُ إليه بعقلية التلميذ الصغير أمام الأستاذ الكبير، أفادني بقدر نيتي، فجددني، وأعادني كائنا حيا واعيا، وجردني من كل شيء سوى الحق، وقفتُ أمامه وليس معي غير إنسانيتي، فخاطبني بها، وتغلغل في أعماقي، وطهّرني من دنس الإيديولوجيات الأخرى، وأعاد إليّ روحي وطمأنينتي، وما زال يتنزّل على قلبي وعقلي، وروحي، يوحي لي روحا من أمري.

وتحدث عن موضوعات هذا الكتاب المكون من ثلاثة فصول، يقول الدكتور: يتضمن الفصل الأول تعريفا عاما بالقرآن ووظيفته في الحياة، ومحاور القرآن الخمسة، والسنن الإلهية ومفهوم هجر القرآن، أما الثاني فيتحدث عن بناء الإنسان في القرآن، ويتناول الثالث بناء المجتمع في القرآن من منطلقات النهوض بالأمة، مثل احترام السنن الاجتماعية والتاريخية، وضرورة الاستفادة منها، وأهمية بناء الإنسان أولا قبل الاهتمام بالعمران، وغيرها من المباحث.

وكتابه «عمان حديث الزمان والمكان والإنسان»، الذي ينقسم إلى ثلاثة أبواب، يتناول في الباب الأول: عمان حديث الزمان: يتحدّث فيه عن التاريخ العماني ومراحله، وأبرز تحدياته وخصائصه وأعلامه، وفي الثاني: عمان حديث المكان، يتحدث عن جغرافية الأرض وطقوسها وخصائصها واقتصادها وعن تفاعلها مع الزمان والمكان، أما الثالث: عمان حديث الإنسان، فيتحدث عن أخلاق الإنسان العماني ولغاته، وعاداته وتقاليده وسماته وخصائصه الثقافية والفكرية والأخلاقية، وعن العمران والفكر وأبرز أعلامه وتواصله مع العالم.

كل ذلك وفق ست محطات مهمة حوار الزمان والإنسان، وحوار البيئة والمناخ، وحوار الإنسان والحضارة، وحوار الفن والتاريخ، وحوار العلم والإبداع، وحوار عمان والعالم، مع حضور الصورة والإخراج الفني البديع للكتاب.

الإسلام حياة في خمسة كتب

وعن مشروعه «الإسلام حياة» الصادر في سلسلة من الكتب، فيتحدث عنه بأنه حصيلة لقاءات شفهية، ومحاضرات متخصصة، تم تفريغها وقام بإعادة ترتيبها، لتخرج على هيئة كتب.

يتكون المشروع من خمسة كتب، يرتكز على أهمية استلهام روح القرآن ومحاكمة كتب التراث على ضوئه، ومحاولة تقديم الإسلام الحي في ذاته، والذي يمنح الحياة لغيره، لأنه يحمل صفة الحيوية والتجدد، ويحمل الوعي الحضاري والقيم الإنسانية الكبرى، ويرتكز على الفطرة والعقل والضمير الحي، كما يتناول الإسلام الحضاري الفاعل والمتفاعل في ثوب عصري جديد في الشكل والمحتوى، فمن حيث المحتوى ترتكز المحاولة على الوعي الحضاري، ومن حيث الشكل فهو وقفات قصيرة لكنها مركّزة، ويصفها بأنها رحلة واعية، تقدّم الإسلام كما فهمته وأحببته، أما الكتب الخمسة التي يضمها هذا المشروع فهي: القرآن حياة، والإيمان حياة، والالتزام حياة، والسيرة حياة، وملهمون في الحياة. ويصف مشروعه بأنه محاولة لتقديم الإسلام المنسجم مع روح القرآن، بعيدا عن المذهبية والتفريعات الاجتهادية.

وتحدث العلم شعرا

وفي كتابه «وتحدث العلم شعرا»، يقدم الباحث البوسعيدي دراسة ذات صبغة علمية منهجية، حاولت أن ترصد تطوّر العقلية العربية والحياة العلمية في عمان من نافذة الشعر التعليمي، يقول عن مادة كتابه: جمعت قدرًا واسعًا من النصوص والمواد في كتاب واحد، وهذا شيء مهم ومفيد، وتضمّنت إضافات وقدّمت معلومات جديدة، وتوصّلت إلى نتائج متعددة تعكس غزارة محتواها وتنوّعه.

قسم الباحث دراسته على بابين، الأول يدرس الشعر التعليمي العربي، والثاني الشعر التعليمي في عمان، مبينا علاقتها بشخصية العماني وفكره وتاريخه، والمدارس الفكرية التي احتضنت هذه الظاهرة، موضحا في حديثه أنّ الشعر التعليميّ العربيّ ظاهرة تربويّة وعلميّة وحضاريّة وأدبيّة كان لها حضورها الواسع في الحياة الثقافيّة والتربويّة العربيّة، حين كانت المساجد والكتاتيب عصب الحياة العلميّة، إذ كانت تعتمد على المتون العلميّة في كل مجالاتها الفقهيّة واللغويّة والتاريخيّة والعقديّة والفلسفيّة، يوم أن كانت المساجد والكتاتيب، جامعات يتخرّج منها العلماء المجددون والمفكرون الواعون، لذا شكّلتْ هذه المتون والمنظومات العلميّة ظاهرة واضحة جليّة في الثقافة العربيّة، تستحق أن تدرس وأن يكون لها نصيب من البحث الأكاديميّ الواعي.