1439348
1439348
العرب والعالم

كلمة السفير الإيراني في ذكرى الثورة الإسلامية واليوم الوطني

17 فبراير 2020
17 فبراير 2020

احتفلت إيران في الحادي عشر من فبراير بالذكرى الحادية والأربعين للثورة الإسلامية واليوم الوطني وبهذه المناسبة قال سعادة محمـد رضا نوري السفير الإيراني المعتمد لدى السلطنة: «إننا نحتفل بالذكرى الحادية والأربعین لانتصار الثورة الإسلامیة والعید الوطني لإیران في الوقت الذي صارت فیه نبتة الثورة الإسلامیة بعد واحد وأربعین عاماً، وبالرغم من العواصف الشدیدة والعوائق المتعاقبة، شجرة مثمرة راسخة الجذور .. إن الثورة‌ الإسلامیة التي أتت من أجل القضاء على الاستبداد الداخلي والهیمنة الخارجیة وتحقیق الحریة والعدالة والاستقلال وبإقامتها النظام الجمهوري قد بدأت عهداً جدیداً قائما على المشاركة وآراء الشعب لتحقیق الإرادة الوطنیة وما زال هذا العهد مستمراً حتى الآن.

وأضاف: «إن نیل الاستقلال السیاسي الواقعي وإقامة الدیمقراطیة یعتبر من أهم إنجازات إیران والذي في ظله أمكن تحقیق مؤشرات ملحوظة في الرعایة وتطبیق مبادئ الدیمقراطیة ومنح الحقوق السیاسیة للمواطنین والحفاظ على العدالة بین الجنسین وزیادة مساهمة المرأة ودورها في المشاركات الاجتماعیة وحفظ حقوق الأقلیات والتطور العلمي في مختلف المجالات الطبیة وتكنولوجیا النانو والصناعة والنمو الاقتصادي والبعد عن الاقتصاد أحادي المصدر الذي یعتمد على النفط وتقلیل مساهمة صادرات النفط في میزانیة الدولة وتقویة القطاع الخاص ودعم الاستثمار الأجنبی ... في هذا الإطار وفي سیاق إقامة وتطبیق الدیمقراطیة فإن من الإنجازات القیمة لإیران هو إجراء الانتخابات الحرة مع الأخذ بعین الاعتبار مبدأ تداول السلطة المهم بالاعتماد على آراء الشعب. لقد أجریت في ایران منذ انتصار الثورة الإسلامیة وحتى في أصعب الظروف ما یقرب من 40 انتخابا وطنیا حرا بمشاركة واسعة من قبل من یحق لهم التصویت. آخر انتخابات إیران كانت انتخابات رئاسة الجمهوریة التي جرت في مایو، وستجری في القریب العاجل انتخابات دورة أخری لمجلس الشوری ومجلس خبراء ‌القیادة في كافة أنحاء البلاد. لقد أكد شعب إیران بانتخابه فخامة الدكتور حسن روحانی مرة أخری كرئیس للجمهوریة في هذه الانتخابات على اختیاره نهج الاعتدال والتعاون الواسع مع كافة دول العالم.

وأضاف سعادته: إن التوقیع علی الاتفاق النووي، الذي كان لسلطنة عمان تحت القیادة الحكیمة لجلالة السلطان قابوس بن سعید -طیب الله ثراه- دور في إبرامه، لیس هو فقط أقوى وأهم مثال على سیاسة التعاون التي تتبعها إیران مع النظام الدولي، بل إنه في حد ذاته مثال ناجح على التعاون الدولي والدبلوماسي متعدد الأطراف الذي یحقق مصالح كل الأطراف ویمكن اعتباره نموذجاً لحل كل الأزمات الدولیة.

وقال: إن إیران وبالإضافة إلى استمرار اتباعها سیاسة التعاون مع النظام الدولي، فهي ما زالت تبذل الجهد بالمشاركة مع الجمیع لتوطید العلاقات الدولیة وحل المشاكل الدولیة والإقلیمیة المعقدة لا سیما في منطقة غرب آسیا المضطربة. إن المواضیع والمشاكل الجماعیة تتطلب مشاركة جماعیة وفي عالمنا المتشابك في یومنا هذا والمصالح المتداخلة للدول فإنه من غیر الممكن تحقیق مصالح دولة دون النظر إلى مصالح بقیة الدول.

إن مشكلة الإرهاب هي إحدى المشاكل المهمة في منطقتنا وقد جعلت هذه المشكلة في الأعوام السابقة منطقة غرب آسیا منطقة ملیئة بالمخاطر التي تشكلها مختلف المجموعات المتطرفة مازال الإرهاب یعتبر معضلة الیوم للمجتمع الدولي، تلك المعضلة التي لم ینحصر نطاقها في منطقة غرب آسیا وإنما تهدد أیضاً اوروبا وامریكا والشرق الأدنى. إن ایران تلعب دوراً رئیسیاً فی هزیمة هذه الظاهرة المشؤومة ومازالت تفي بالتزاماتها بهزیمة الإرهاب ودفعت في هذا الطریق تكالیف بشریة ومادیة باهظة».

«أما بخصوص العلاقات الراسخة بین ایران وسلطنة عمان فقد كانت العلاقات بین البلدین الجارین على مر التاریخ ترتقي من مرحلة إلى مرحلة أعلى. ونظراً للعوامل المشتركة الثقافیة والدینیة والجغرافیة والخلفیة التاریخیة بین إیران وسلطنة عمان، فإن العلاقات بینهما تحظى بأهمیة قصوی، فهذه العلاقات الثنائیة والتي تتسم بالصداقة والثقة المتبادلة، مستمرة في النمو في جمیع المجالات. إن إیران وسلطنة عمان منذ زمن تتبادلان الأهداف الدولیة المشتركة من أجل عالم یسوده السلام والعدالة والتقدم والاحترام بموجب میثاق الأمم المتحدة. إن التشاور والتنسیق بین البلدین حول المسائل الإقلیمیة والدولیة یمضي قدماً وبشكل مستمر وإن العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین البلدین قد دخلت في الأعوام السابقة إلى مرحلة جدیدة وارتفاع حجم التبادل التجاري بین البلدین جاء نتیجة للمساعي التي بذلت بتوجیهات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعید - طیب الله ثراه - وكبار المسؤولین بالسلطنة.

وعلى هذا الإساس فإننا على ثقة تامة بأن العلاقات بین البلدین التي قد وصلت حتى الآن إلی أعلى المستویات بفضل حکمة وقیادة السلطان قابوس بن سعید - طیب الله ثراه - ستشهد من الآن وصاعداً مزیداً من الازدهار والتنمیة یوماً بعد یوم وذلك بفضل حكمة وقیادة جلالة السلطان هیثم بن طارق -حفظه الله ورعاه.