صحافة

جونسون يجري تعديلات وزارية وجافيد يستقيل احتجاجا

17 فبراير 2020
17 فبراير 2020

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إجراء تعديل وزاري هو الأول له بعد فوز حزبه المحافظين بأغلبية مريحة في الانتخابات التي جرت في 12 ديسمبر 2019، مكنته من تنفيذ تعهده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في آخر يناير الماضي، وشمل التعديل ثمانية وزراء. وبدأ جونسون تعديله الوزاري بإقالة جوليان سميث، وزير شؤون أيرلندا الشمالية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها كانت «مفاجئة»، ووصفها آخرون بأنها «زلزال». وكان سميث قد ساعد في انهاء جمود سياسي جعل ايرلندا الشمالية بدون حكومة إقليمية لثلاث سنوات الى أن عاد الحزبان الرئيسيان في البلاد للتشارك في السلطة بعد ضغوط الحكومتين البريطانية والايرلندية.

وفي خطوةٍ مفاجئة أيضا استقال وزير المالية البريطاني ساجد جاويد، قبل أسابيع قليلة من موعد عرض الميزانية السنوية، بعد أن حاول جونسون التخلص من مساعدي جاويد في وزارة المالية وتعيين مساعدين من مقر رئاسة الوزراء بديلا لهم، وهو ما رفضه جاويد، وقدم استقالته وتم تعيين نائبه ريشي سوانك، المصرفي السابق، والمؤيد للبريكسيت، والمقرب من جونسون خلفا له.

وأشارت الصحف البريطانية إلى التعديل الوزاري الجديد الذي طال ثمانية حقائب وزارية غير رئيسية في الحكومة. وأفردت الصحف مساحات واسعة على صفحاتها الأولى والداخلية للتعليق على التعديل الجديد، فمنها من اعتبره «حمام دم»، ومنها من امتدح جونسون واعتبره «الرجل الحديدي».

صحيفة «ديلي ميرور» المعروفة بعدائها لحزب المحافظين انتقدت بشدة التعديل الوزاري «الوحشي»، على حد قولها، ووصفته في عنوانها الرئيسي بـ«حمام الدم Bloodbath». واستخدمت الصحيفة مهارات فريق العمل الفني فيها لنشر صورة ساخرة على صفحتها الأولى تصور المتشار الرئيسي لبوريس جونسون، دومينيك كامينغز على أنه المحرك الذي يستخدم مجموعة من الخيوط لتحريك رئيس الوزراء الدمية، وتزعم الصحيفة أن البلاد يديرها الآن فريق من «المضحكين». أما صحيفة «ديلي إكسبريس» المؤيدة بشدة لحزب المحافظين، وصفت جونسون في عنوانها الرئيسي بأنه «الرجل الحديدي» الذي يتمتع بقبضة قوية على السلطة، موضحة أن جوهر الأمر هو رفض جاويد لمطالب جونسون له بعزل فريق المستشارين الأربعة في وزارة الخزانة، واستبدالهم بآخرين من مقر الحكومة في داوننغ ستريت. صحيفة «الجارديان» نشرت تقريرا بعنوان «جونسون المتوحش يشدد قبضته ويجبر جاويد على ترك منصبه»، قالت فيه ان تحرك جونسون «للسيطرة على وزارة الخزانة» من خلال دفع جاويد على اقالة مستشاريه واستبدالهم بمستشارين من مقر الحكومة، لا يعدو سوى استيلاء على السلطة، وهو ما رفضه جاويد قائلا «لا يوجد وزير يحترم نفسه» يمكنه قبول شروط رئيس الوزراء للبقاء في الحكم. وتقول صحيفة «فايننشال تايمز» إن استقالة جاويد كانت نتيجة «صراع وحشي على السلطة»، فقد استقال بعد اشتباكه مع دومينيك كامينغز، أكبر مستشاري جونسون، احتجاجا على كيفية إدارة الشؤون المالية في المملكة المتحدة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي.

صحيفة «مترو» كانت أشد قسوة في سخريتها من استقالة جاويد، حيث كتبت في عنوانها الرئيسي تقول «ألقي تحت الحافلة» في تلميح إلى والد ساجد جاويد الذي كان يعمل سائقًا لحافلة. وقالت الصحيفة ان جاويد استقال بعد أن نصب له بوريس جونسون كمينًا بمطالبته بفصل جميع مساعديه، لكن نجل سائق الحافلة السابق رفض طلب جونسون ورفض الإنذار وسط تعديل وزاري، وقال «لن يقبل أي وزير يحترم نفسه مثل هذه الشروط». وذكرت الصحيفة إن دومينيك كامينغز، كبير مستشاري جونسون، أطلق عليه اسم مستر جاويد «تشينو» (أي المستشار بالاسم فقط).